عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
28

المشاهدات
4469
 
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8


ثريا نبوي will become famous soon enough

    موجود

المشاركات
6,120

+التقييم
4.79

تاريخ التسجيل
Oct 2020

الاقامة

رقم العضوية
16283
02-20-2021, 06:11 AM
المشاركة 1
02-20-2021, 06:11 AM
المشاركة 1
افتراضي عُثمانُ والقُمصانُ والوطنُ السليبْ

عُثمانُ والقُمصانُ والوطنُ السليبْ

أيقونَتي

يا دُرَّةَ التاجِ اسْتَعيدي

فجرَكِ الوَضَّاءَ مِن جُزُرِ الظلامِ

تَشبَّثي وتَحَيَّني دِفْءَ العِناقْ

يا قدسُ أنتِ حبيبتي

أَنَتوهُ في أبَدِ الفِراقْ؟

هيَ غَيْمةٌ مُرْبَدَّةٌ

وقَفَتْ على أفْقِ اللقاءْ

سَيُزيحُها

عَصْفُ الرياحِ الثائراتِ؛

كُفوفُها:

مَسَحَتْ على شعرِ السَّنابلِ فانحنَتْ؛

لِتُعيدَ للوادِي تباشيرَ النَّماءْ

تلكَ اندياحاتُ الرُّؤى نحوَ المَدَى

والحُلْمُ يَصعَدُ طارِقًا بابَ السَّماءْ:

هل تبسُطينَ على المرافئِ

صَحوَ أجنحةِ النَّهارِ؛

خُيوطَ شمسٍ تنتظرْ؟

هل تُغْدِقِينَ على البيادرِ

مِن أناشيدِ المطرْ؟

أوَ صُمَّتِ الآذانُ يا أعرابُ

وانخسفَ الصّدَى

والحقُّ تبلعُهُ الحُفَرْ؟

يا سِندِيانةَ صبرِنا

هيَّا استعِدِّي للسفرْ

***

تلك التُّخومُ

على مشارِفِها تراءى الحُلْمُ أقربَ

والبَنَفْسَجُ بات معقودًا على

أجْيادِ جِيلِ المُنْصِتِينَ

لِوشوَشاتِ

العُشْبِ في صَخَبِ الطريقِ

وتمتماتِ

النَّوْرَسِ المقهورِ حين يُغادرُ

الوطنَ الحبيبَ إلى المَهاجرِ

والبِحارُ تَزيدُهُ وجعًا على وجعٍ

تُعبّئُ صدرَهُ

بروائحِ الليمونِ والزّيتونِ،

عِطرِ البرتقالِ،

دُعاءِ نَرجسةٍ بفكِّ الكرْبِ..

يفتحُ جَفْنَهُ الحنُّونُ يرقُبُ ما يدورُ

ويَشهقُ الدُّورِيُّ؛

كيف يُوافِقُ الصَّاريْ على

سيرِ السَّفائنِ

صَوبَ شَطِّ الغُربةِ المَمْهورِ:

بالوجعِ المُسافرِ في شرايينِ النَّوارسِ

وارتعاشِ الضوءِ في الميناءِ

فوقَ حقائبِ الألمِ المُضرَّجِ بالحنينِ

وَقَهْرِ هاتِيكَ السِّنينِ

فَها هي الأرقامُ تُمسي

أبْجديّاتِ التَّعارفِ:

عِندَ أرصِفةِ المَواني

بين أروِقَةِ المُخيَّمِ

وانطفَا وَهَجُ الزنابقِ في الخُدودِ

وأنَّ مَوَّالُ الرَّحيلِ ونَايُهُ الباكي الحزينُ

وسالتِ الذِّكرى:

نخيلًا دونَ طَلْعٍ في أخاديدِ الدموعِ،

وعَبْهراتٍ في الهوادِجِ،

والمُهورُ هي الشَّهادةُ بعدما

انْزلقَتْ على أرضِ التفاوضِ

قِمَّةُ المُتهاونينَ

ومَرَّغتْ في الوَحلِ

بِيضَ عمائمِ المُتظاهرينَ

بأنَّهُمْ

مِن أجْلِ عُثمانَ اسْتشاطوا غاضبينَ

ولم يُراعُوا الصِّدقَ فيما يرتدونَ

فَعَافَهُمْ:

عُثمانُ والقُمصانُ والوطنُ السليبْ.

*****

15/5/2013

من ديوان: لِلقُدسِ مِعراجٌ