عرض مشاركة واحدة
قديم 12-05-2010, 12:29 AM
المشاركة 18
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



* محاولات فلسفية أولى
أول محاولة لتفسير ما يجري في هذا الكون بعيدا عن قصص الأساطير، جاء على يدي "طاليس" المالطي (639 – 440 ق م). وهو أول الفلاسفة المعروفين. مالطة التي ينتسب إليها طاليس، تقع في أحد ثغور آسيا الصغرى من بلاد الإغريق القديمة. وهي تختلف عن جزيرة جمهورية مالطة في البحر المتوسط جنوب إيطاليا.
إذا كان هناك تغيير، فذلك لأن شيئا آخر لا يتغير، يسبب هذا التغيير. تعدد الأشياء في الظاهر، وراءه وحدة واحدة، أو شئ يجمعها جميعا.
لقد كان الإعتقاد في زمن طاليس، أن العناصر التي يتكون منها الكون أربعة: الهواء والماء والنار والتراب. كل شئ محسوس، مكون من هذه العناصر الأربعة. لكن طاليس، كان يقول أن هذه العناصر الأربعة، لابد أن يكون لها أصل واحد. فما هو يا ترى؟
يبدو أن الماء هو أصل كل العناصر. ماء النيل يترسب ليكون الطمي، ومن الطمي تتكون أرض الدلتا. الماء يتحول إلى ثلج. الثلج يتحول ثانية إلى ماء. الماء بالحرارة يتحول إلى بخار، ثم إلى هواء ورياح. الرياح تؤجج اللهب. هذا يعني أن كل شئ أصله ماء.
طبعا هذا بالنسبة لمعلوماتنا الحالية كلام فارغ. لكن سبب أهمية أفكار طاليس ليست فيما يقوله، لكن في أسلوب تفكيره. في الطريقة التي يقول بها هذه الأفكار.
فهو يقول: أن كل الأشياء مكونة من الماء. ونحن اليوم نقول كل الأشياء مكونة من الذرات. فكرة مشابهة، لكن ليست بالضبط.
كانت لطاليس إنجازات أخرى غير الفلسفة. كان فلكيا بارعا. تنبأ بكسوف الشمس سنة 585 ق م. ألف سجلا للنجوم ليستخدم في الملاحة. قام بالمساعدة في تحويل مجرى أحد الأنهار. تمكن من قياس إرتفاع الهرم الأكبر، بتطبيق نظرية تشابه المثلثات على قياسين. أحدهما قياس ظل الهرم، والآخر قياس ظل عصا ثبتها عموديا.
ينسب إلى طاليس أيضا، عدد من نظريات الهندسة المستوية، منها: المثلث المتساوي الساقين، متساو الزاويتين. الزاوية المرسومة في نصف الدائرة قائمة. يتطابق المثلثان، إذا تساوي في كل منهما زاويتان وضلع.
لم يقبل بعض معاصري طاليس قوله أن الماء هو أصل كل الأشياء. منهم "أناكسيماندر" (610 – 546 ق م)، تلميذ طاليس، وهو أيضا مالطي ..