عرض مشاركة واحدة
قديم 10-31-2010, 02:11 PM
المشاركة 13
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كيف تصبح فيلسوفا؟؟؟


إن ما طرحه سقراط في قوله بأن تزوج فأن سعدت كان به وان لم تسعد تصبح فيلسوفا يشير دون شك أن علاقة زوجية فاشلة وفيها من المعاناة الكثير كفيلة بأن تثير في نفس الإنسان الكثير من الأسئلة الوجودية بحيث يصبح الإنسان مع مرور الوقت فيلسوفا.

السر يكمن هنا إذا في المعاناة! وهذه المعاناة هي التي تجعل العقل يعمل بطريقة استثنائية....وهذا يشير إلى أن الخيار في أن يكون الإنسان فيلسوفا أو لا يكون ليس بيده وليس له فيه حيلة..وإنما الأمر ناتج عن ظروف نفسية معينة إذ بتعرض الإنسان إلى صدمات وفجائع يعمل عقله بوتيرة عالية هذه الوتيرة وهذه الطاقة تجعل العقل يعمل على توليد أفكار بتسارع عظيم وغالبا ما تكون هذه الأفكار مرتبطة بالقضايا الوجودية...إذ تفتح مثل هذه الفجائع عيون الإنسان المفجوع إلى الكثير من الأمور التي يمر عليها الإنسان العادي مرور الكرام ولا تثير في نفسه أية أسئلة.

وغاليا ما نجد أن الفيلسوف يفكر في ثنائية الموت والحياة والوجود بشكل عام وهو يرى ما وراء الصورة ويقرأ ما بين السطور....وتشغل باله القضايا الميتافيزيقية، فهو في حالة بحث دائم عن الحقيقة...وهو يبحث عن إجابات لكل الأسئلة التي تتوارد في ذهنه..

وهو ثائر لا يسلم بالسائد والمألوف ويقدم تصور حول العالم وقضية الوجود ويحاول من خلال هذا التصور الإجابة على الكثير من الأسئلة التي وجدها تتوارد في عقله فيحاول إيجاد منظومة من الأفكار التبريرية والتفسيرية والتي تشكل بمجموعها تصور فلسفي يرى فيه ذلك الشخص من منظوره هو...وهو ما يجعله فيلسوفا!!!!!

وعليه فأن هناك شروط أساسية لا بد من توفرها لكي يصبح الإنسان فيلسوفا وعلى الأغلب لها علاقة بالموت دائما...فها هو سقراط يقول بأن عقل الإنسان عبارة عن ماكينة لتوليد الأفكار ودور الإنسان مثل دور القابلة يساعد على توليد هذه الأفكار... ولا شك أن سقراط قد اخطأ هنا فالعقل لا يحتاج إلى الإنسان ليساعده لكي يولد أفكار، لكنه يحتاج حتما إلى فجيعة تصفعه فيبدأ العمل بوتيرة عالية وعلى شاكلته تتوالد فيه الأفكار وتتداعى وربما يسمع في ذهنه صوتا، كما سمع سقراط صوتا، أو يرى ما خلف الصورة صورا كما فعل أفلاطون..فيصبح بذلك فيلسوفا...علما بأن الاثنان سقراط وأفلاطون أيتام...

فحتى يصبح الإنسان فيلسوفا لا بد :
-أن يكون يتيم.
-أن يعاني من أمور يكون لها وقع كوقع اليتم.
-أن يقع اليتم في الطفولة المبكرة...وان تستمر المعاناة..
-أن يتناغم مع تدفقات الأفكار التي تبدأ تتشكل وتتولد في الدماغ.....ويستمع لمكنونات عقله.
-أن يمتلك من الشجاعة ما يمكنه بأن يستمر في التفكير.
-أن يتحرر من قيود الفكر والخوف ...
-أن لا يفقد السيطرة على قدرات عقله فيصاب بالجنون...وهذا تحديدا ما يجعله يبتكر طروحات تبريرية أو تفسيريه تشكل في مجموعها طرح فلسفي يشتمل على رؤيا جديدة للوجود والكون وإجابات لكل الأسئلة التي تدور في دماغه عن الحياة ولما بعد الموت...

وهكذا يصبح لدينا فيلسوفا،،