عرض مشاركة واحدة
قديم 02-28-2011, 12:00 AM
المشاركة 9
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




مرآة




أنا فضة ودقيقة.. ليس لدي أفكار مسبقة


كل ما أراه أبتلعه تواً


تماماً كما هو


لا تشوبه المحبة أو الكراهية


لست قاسية، حقيقية فحسب


عين إله صغير


موزعة على جهات أربع


معظم الوقت أتأمل على الحائط المقابل


إنه وردي، ملطخ.. نظرت إليه مطولاً


أظنه جزءاً من قلبي. لكنه يرفرف


الوجوه والظلمة تفرق بيننا أكثر وأكثر


أنا الآن بحيرة.. امرأة تنحني فوقي


تبحث في أرجاء جسدي عما هي عليه حقيقةً


ثم تستدير نحو أولئك الكذابين


نحو الشموع أو نحو القمر


أرى ظهرها، وأعكسه بإخلاص


تكافئني بدموع وبهياج اليدين


أنا مهمة بالنسبة لها.. تأتي وتذهب


كل صباح يحل وجهها مكان الظلمة


أغرقتْ فيّ فتاة شابة، وفيّ امرأة عجوز


ترتفع نحوها يوماً بعد يوم


مثل سمكة مريعة







هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)