عرض مشاركة واحدة
قديم 01-07-2011, 10:58 PM
المشاركة 522
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
د. على أحمد طلب

لمحات من حياته وقبسات من صفاته
من أعلام الدعوة:
قبيل عصر الأربعاء يوم 10 ربيع الأول 1431 هـ الموافق 24 فبراير 2010م وافت المنية علمًا من أعلام الإسلام، وشيخًا جليلاً من شيوخ الأزهر الشريف، ذلكم الداعية الكبير، واللغوى القدير: فضيلة الدكتور على أحمد طلب الأستاذ المتفرغ بقسم اللغويات بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر بأسيوط، وعضو اللجنة العلمية لترقية الأستاذة، والأستاذ بجامعتى أم القرى والإمام محمد بن سعود الإسلامية بالمملكة العربية السعودية سابقًا.
وقد شرفنى الله عز وجل لمصاهرة الشيخ رحمة الله عليه منذ أكثر من ثمان سنوات، فهيأت لى هذه المصاهرةُ فرصة القرب من الشيخ والإطلاع على كثير من مناقبه وسجاياه التى يجمل ذكرها بعد وفاته، ويحسن نشرها بين الناس طلبًا للإقتداء به فى صالح عمله رحمة الله عليه.
فهاك إطلالة على لمحات من حياته، وقبسات من صفاته:
مولده ونشأته:
ولد الشيخ رحمه الله فى 21 صفر 1355 هـ الموافق 13 مايو 1936م فى قرية شطورة- مركز طهطا- محافظة سوهاج بصعيد جمهورية مصر العربية.
نشأ الشيخ فى أسرة كريمة مكافحة، عرفت بعراقة النسب، وطيب المحتد، وهى أسرة شريفة من عوائل الشرفاء بصعيد مصر، وجهته إلى كتاب القرية صغيرًا ليحفظ القرآن، ويجوده، ويبدى فى ذلك نبوغًا ملحوظًا.
عرف عن الشيخ فى صغره الجد والاجتهاد في الطلب والتحصيل كما عرف عنه أيضًا النشاط فى العبادة والتميز فى السلوك.
وقد حكى الشيخ عن نفسه فى مجلس من مجالسه العلمية التى شرفت بحضورها أنه كان متعلقًا بالمسجد منذ صغره –ربما وعمره سبع سنوات- وأنه رأى ضيفًا غريبًا من البلدة يصلى معهم صلاة المغرب فانتظره الشيخ بعد الصلاة، وقال له: تعال معى يا عمى لنتناول طعام العشاء فى بيتنا وبعد أن أكل الضيف وانصرف، قبلته أمه، ووضعت يدها على كتفهن وقالت له: فيك خير كبير يا على، ودعت له. يقول الشيخ معقبًا على هذه القصة: إن أمى شجعتنى على فعل الخير، وألقت بذوره بفعلها هذا معى، ولن أنسى هذه القصة، ودلالاتها التربوية ما حييت.
فقد الشيخ والدته وهو فى الصف الثانى الثانوى، فاهتز لذلك من الأعماق،
وفقد والده وهو فى الجامعة الأزهرية طالبًا، مما زاد الشيخ معاناة وإحساسًا بالمسئولية لاسيما، وهو أكبر إخوته الذكور.
مؤهلاته العلمية
- حصل الشيخ على الثانوية الأزهرية عام 1378هـ الموافق 1958م، وكان ترتيبه الأول على مستوى الجمهورية.نال الإجازة العالية من كلية الدراسات العربية بالقاهرة- شعبة الدراسات اللغوية بتقدير: جيد جدًا، وذلك فى المحرم 1383هـ-مايو 1963م. حصل على درجة التخصص (الماجستير) شعبة اللغويات بكلية اللغة العربية بالقاهرة بتقدير: جيد فى شعبان 1390هـ- مايو 1963م.حصل على درجة العالمية (الدكتوراه) شعبة اللغويات بكلية اللغة العربية بالقاهرة بتقدير: مرتبة الشرف الأولى، عام 1399- 1978م.
من مآثر الشيخ
ومما يذكر فى مآثر الشيخ: حرصه على الحضور إلى مدرجات الطلاب والالتزام بالبقاء فيها طيلة مدة المحاضرات حتى ولو لم يجد طلابًا كما هى عادة الطلاب فى بداية العام، أو نهايته فيظل الشيخُ باقيًا فى مدرجه طيلة مدة المحاضرة، ويشغل الوقت بالذكر وتلاوة القرآن، وكان يرى أن بقاءه فى المدرج واجب لا يجوز التخلف عنه طالما أنه يتقاضى عليها أجرًا من الجامعة.
إن أموال الدنيا لا تعدل عندى ساعة صلة رحم
أما عن صلة الشيخ لرحمه ومودته فحدث، ولا حرج:
لقد كان – رحمه الله- فى ذلك مثالاً يحتذى، ونموذجًا يقتدى به، فكان حريصًا على زيارتهم، والسؤال عنهم، وتفقد أحوالهم، ومد يد العون لهم بطريقة مبهرة فى الجود والسخاء.
لقد كان يشارك فى تزويج الفتيان والفتيات، ويعطى رواتب شهرية لرقيقى الحال منهم, ولقد ترك الشيخ فى بداية أمره عقدًا مميزًا فى جامعة أم القرى ليرعى أختين له فقدتا زوجيهما، ولما نوقش فى ذلك، قال: إن أموال الدنيا لا تعدل عندى ساعة صلة رحم....
لكن من ترك شيئًا لله أبدله الله خيرًا منه، حيث من الله عليه بعد فترة لما تحسنت الظروف بعقد أفضل من سابقه فى الجامعة نفسها.
..فكان يرى أن لأخيه حقًا فى ماله
لقد أعطى الشيخ قدرًا كبيرًا من ماله الخاص لأخيه الذى يصغره، وذلك لعدم تمكنه من التعليم، حيث أخرجه والدهما من التعليم ليعاونه فى شئون الأسرة، فكان يرى أن لأخيه حقًا فى ماله لأنه كان ضحية الظروف.
وشاءت إرادة الله عز وجل أن يسبقه أخوه هذا إلى لقاء الله، ليقوم الشيخ على أسرته، ويكفلها كفالة تامة.
وفاءه لأبيه
ولا يفوتنى إبان الحديث عن وفاة الشيخ، أن أذكر وفاء الشيخ لأبيه –رحمه الله- حيث كان يتعهد زوجة أبيه، ولما مات ظل يتعهد أقاربها، وفاء لأبيه وبرا له، مع ما هو معروف عن زوجة الأب. ومعاملتها لأبنائه.
كان رحمه الله وفيًا مع الأموات من أحبابه وزملائه وطلابه، حيث كان حريصًُا على جمع إخوانه فى بيته بعد كل جنازة، ليقرؤوا القرآن الكريم على روح المتوفى، وكان يقول عن ذلك: هذا أفضل ما يقدمه الحى للميت.
مسيرته الدعوية
فى الحقيقة أقول: أن الشيخ فى ميدان الدعوة إلى الله عز وجل قامة يصعب تكرارها، فحسبك أن تعلم أن الشيخ أشبع حب الإسلام، وحب الدعوة إليه وإلى مبادئه وأحكامه، حتى انعكس ذلك على حياته كلها، فصار يدعو إليه فى كل وقت، وفى كل مكان وقبل أن أطوف بمسيرته الإصلاحية، أجمل منهجه فى ذلك على النحو التالى:
1- إخلاصه الكبير، وصدق عاطفته، فيما يدعو إليه على نـحو جذب إليه كل من لقيه.
2- الالتزام العملى بما يدعو الناس إليه.
3- قناعته التامة بما يدعو إليه الناس.
4- التحضير الجيد لما يطرقه من موضوعات واستيعابه لكل جوانبه.
5- عنى بإبراز الوسطية والاعتدال فى الأقوال والأفعال.
6- ابتعد عن منهج النقد السلبى، وتجريح الأشخاص والهيئات.
7- الصدع بالحق، والجهر به مهما كانت الظروف، ومهما قدم من تبعات.
8- تحلى بالصبر، والحلم فى مشواره الدعوى.
9- تواضعه الكبير، ولين جانبه مع المدعوين، وعدم تسفيه آرائهم.
10- احترام التخصص، وعدم الجرأة على ميدان الفتوى لاسيما فى الطلاق.
وقفات مع بعض ما للشيخ من مصنفات
استبقى الشيخ فى المكتبة الإسلامية جملة من المؤلفات اللغوية المتسمة بالدرسات القرآنية. من أهمها:
1- "لا" واستعمالاتها فى القرآن الكريم- دراسية نـحوية قرآنية.
2- المرشد فى الدراسات النحوية "أربعة أجزاء".
3- صيغة "فعيل" واستعمالاتها فى القرآن الكريم –دراسة تفصيلية
4- "المثال فى تصريف الأفعال"
5- "نظرات لغوية فى أطول آية قرآنية".
6- "بحوث فى النحو، واللغة، والتصريف"
7- "دراسات تحليلية لغوية لسور قرآنية" إلى غير ذلك من المؤلفات.