عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
12

المشاهدات
7052
 
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي


محمد جاد الزغبي is on a distinguished road

    موجود

المشاركات
1,185

+التقييم
0.18

تاريخ التسجيل
Jan 2006

الاقامة

رقم العضوية
780
09-26-2010, 01:40 PM
المشاركة 1
09-26-2010, 01:40 PM
المشاركة 1
افتراضي يوميات فى ضيافة الإمام الشعراوى
يوميات فى ضيافة الإمام الشعراوى


رحم الله إمامنا الجليل محمد متولى الشعراوى ووفقنا إلى أن نكون طلبة علم أمناء له نوصل المقطوع من خواطره وعلمه ..
وفي الأثر أنه ما مات عالم إلا وضاع نصف علمه ولو حرص الناس ..
ومدلول الحكمة لا تقع على العلم الذى تمكن العالم من طرحه بل على العلم الذى ظل بصدر العالم ولم يخرج لوفاته .. فكل عالم حق لا يتوقف عن ارتياد نهر المعارف مهما بلغ من علم فليس فى هذا المجال كفاية أبدا .. وكل معلومة معروفة لعالم تسحب خلفها ألف معلومة مجهولة تحفزه لاكتسابها
وهذا ما تعبر عنه الحكمة الشهيرة " من أدرك أنه علم .. فقد جهل "
وبالتالى فمدلول ضياع نصف علم العالم بوفاته مع حرص الناس ينطبق على المخبوء الذى لم يخرج ..
فنسأل الله تعالى أن نكون من التلامذة المحافظين لنقل تلك العلوم لأبنائنا وأجيال خرجت فى عالم مفتون
وكم أطالع بمزيد من الأسي السيرة الذاتية لإمام مصر الأشهر " الليث بن سعد " الذى وقف الشافعى رضي الله عنهما على قبره وهو يقول
" والله إنك لأفقه من مالك لكن أصحابك ضيعوك "
ويقول السيوطى رضي الله عنه مفسرا هذه المقولة أن أصحاب الليث لم يحسنوا حفظ فقه الإمام فضاع أكثره مع الأسف

وإنا وإن كنا بعصرنا الحديث لا نفتقر إلى الوسيلة التى تحفظ بيسر وسهولة كل كلمة تخرج من فم عالم ..
فإن الكارثة التى نقع فيها هى أن العلم موجود ومتروك فى صحراء الإهمال نهبا لوحوش الطير من أهل التغييب
ولذا فالمهمة الجسيمة التى يجب أن يتحملها كل صاحب قلم أن يلقي الضوء بشكل محبب على علم العلماء فيجذب الناس لتلك الدرر فالماس موجود ولكنه يفتقد إلى طريقة العرض المناسبة بعلبة مخملية لافتة للنظر ليتأمل المتأملون الماسة فى داخلها ..

وأحفظ جميل فكرة الموضوع لشيخى وأستاذى أحمد سعد الدين بارك الله فيه فقد صادفت فى نفسي رغبة لم أعرف كيف أترجمها عملا متواضعا بقدر إمكانياتى واعتزازى بهذا العالم الجليل
وسيكون الموضوع عبارة عن يوميات متسلسلة مع بعض من فكر الإمام الشعراوى وفقهه بعرض أرجو من الله أن يأتى ميسرا بالشكل الذى يمنح الفائدة للقارئ ويجذبه لمطالعة الأصل عند منبعه الأصلي
ولا أنسي أن أسأل الله تعالى أن يرحم شيخنا الجليل ويجزيه عنا خير الجزاء .. وإلى روحه أهدى ذات الأبيات التى كتبتها صباح وفاته عام 1998 م ..



سكن الفؤاد فلم يواصل نبضهُ
مل الحياة وبعد طول صراعِ


هجر البسيطة للرياض مغمغما
تكفي حياة الزيف والأطماعِ


رحل الإمام وكلنا كنا له
أبناء علم نرتوى ونراعى


رحل الإمام فمن يثور لضيمنا
ولمن سنشكو حرقة الأوجاعِ


رحل الإمام فمن سيكشف للورى
سحر الحديث ومنطق الإبداعِ


رحل الإمام فمن سيعلى رايةً
للحق فى زمن الهوى الخداعِ


رحل الإمام فلن نجود بدمعنا
فالدمع أرخص ضائق بوداعِ


لا داع منى أن أقول بأنكم
أهل الفصاحة والنهى .. لا داعى


إنى نويت بأن أعدد فضلكم
والفضل جاوز منطقا ليراعى


وألفتُ درسك فى الحديث كأنما
كانت دروسك من جميل طباعى


فلمن سأجلس فى الدروس وأرتوى
ولمن سأعطى بعدكم أسماعى

،،