مثالية أفلاطون كان أفلاطون تلميذا من تلاميذ سقراط ، و هو من نقل فلسفة سقراط الحوارية و دوّنها ، و منها أسس مشروعه المعرفي ، و أصّل للفلسفة المثالية ، و اعتقد أن المعرفة مطلقة توجد في عالم المثل ، و اعتبر الحواس خادعة و لا تعطينا الحقيقة ، و تعتبر أمثولة كهف أفلاطون تجسيدا لعالم المحسوسات حيث تسود ظلال الأشياء باعتبارها حقائق مزيفة ، لو تحرّر الإنسان منها لأمكنه التقاط المعرفة الحقّة ، فالنفس " الروح " عند أفلاطون كانت قبل التئامها مع الجسد في عالم المثل ، تمتلك كل الحقائق ، لكن عندما اتصلت بالجسد نسيت معارفها وتحتاج إلى التذكّر ، فتوليد المعرفة عند سقراط ما هو إلا تذكّر لمعرفة سابقة للنفس ، " ولتقريب هذه الرؤية أكثر يمكن إدخال العقل الباطن هنا كمجال يحتضن المعرفة المطلقة " و تتدرج المعرفة عند أفلاطون كما يلي : 1- الوهم . ويشمل إدراك عوارض الأجسام وأشباحها و ظلالها و هو أدنى مراتب المعرفة . 2- الظن . و هو نوع من الاعتقاد بالموجودات الحسية ما يسبب القلق الذي يدفع إلى البحث عن المعرفة اليقينية . 3- الإستدلال والفهم. وفيه يُتّبع منهج الرياضيات في حل الوضعيات . 4- التعقل. بمعنى إدراك الماهيات المجردة، وهو أسمى درجات المعرفة. إدراك هذه الماهيات المجردة الموجودة في عالم المثل لا يتأتى عن طريق التجربة و الخبرة ، بل بالتأمل الذي هو نشاط عقلي مستقل عن الوسط الخارجي ، فهو نوع من الاتصال بالعالم الفوقي .