عرض مشاركة واحدة
قديم 12-14-2017, 11:52 PM
المشاركة 54
صفاء الأحمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
القصص المشاركة في مسابقة القصة لمنابر ثقافية اصدار 2017 :
زهرة الرافليسيا
القاص عبد العزيز صلاح الظاهري


سرٌ ساقه لي القدر كان سبباً في إعادة الثقة لي وإنهاء معاناتي .
هذا السر عاهدت نفسي أن لا أخبر به أحداً, كائناً من كان .
ولكن إن كنتم صادقين مع أنفسكم سوف ترونه يخرج خِلسة من مخبأه أو يعدو بين السطور . صدقوني سوف تتغير حياتكم للأفضل ,
, سترون جانباً جميلاً أو قبيحاً كان مخفياً عنكم .
نعم هذه هي الحقيقة فأنا رجلٌ سمعت , شاهدت ,عانيت الكثير .
هل انتم مستعدون ! .. إليكم قصتي :
في احد الأيام ضربت بكل نصائح القوم عرض الحائط خرجت من حصنهم ولم استمع لمواعظهم الخبيثة,
زهرة الرافليسيا جمالها وريحها يجمع الحشرات والذباب .
المخلوقات ذات الألوان الجميلة غالباً ما تكون سامة .
فكان ردهم على تمردي سريعا
فجأة اختفي الرضا الذي كنت أراه في أعيُن من أحب , فحديثي يزعجه رغم تبسمه ليّ , واحتضاني له يخنق أنفاسه , وعندما المسه اسمع أنينه واشعر بالآلامه وكأن لي مخالب تجرحه .
كم هو مؤلم أن ترى من تحب يعاني وأنت كذلك
ماذا أقول له أساله : هل ------------ ؟ !
إنه سؤال غبي !
كم تمنيت أن أكون طائر بطريق أقف كالمسكين حاملاً بيضة على سطح قدمي وأرى السعادة والرضا في عينيه بدلاً أن أكون أسداً جالساَ يحضرن نساءه غدائه وعشائه صبحاَ ومساءً
.هل توقف كيدهم؟ لا , فمثلهم لا يتوقفون . فهذا لا يحدث مع من كان إلهه هواه ؛ لذلك أيقنت انه لا بد لي أن أصوم عن الكلام ، اطوي اللسان , واهجر المكان فانا ليست لي القدرة على محاربتهم أو حتى الدفاع عن نفسي
و يداي مغلولتان إلى عنقي وأملي كغبارٌ يلهو في عامودٍ لشعاع شمسٍ نفذ من احد الشقوق , يختفي عند تحرك الشمس والغروب .
فحكايتي خطيرة ؛ لو كشفت للعيان ستفرح وتشجع أصحاب القلوب المريضة , فهي
قنبلة .. بل أشد.
لملمت أحزاني وانطلقت بعيدا مبتعداً بسيارتي .
لم تكن لي وجهة معينه , كانت عيناي تدور في محاجرها تقود المركبة , بينما كنت أغوص في بحر أعماقي كالمجنون , في يدي سيجارة لا تنطفئ . .
فجأةً ! ظهر لي رجل من العدم , أفزعني .أشار لي بيده , كان ضعيف البنية , شاحب الوجه , رث الثياب , عاصباً رأسه بعمامة .
وعلى غير عادتي توقفت ! لا اعلم لماذا ؟
ركب سيارتي ؛ لم أُبادله التحية أو اسأله عن وجهته !
بعد صمت مطبق التفت إليَ وقال :الذي أتى بك إلى هنا قد أتى بي أيضا !
أتريد أن تعرف قصتي ؟
انتفض قلبي واخذ يضرب طبول الحرب , وتحركت يدي المرتعشة مسرعة إلى أسفل المقعد تبحث ...
فتبسم وقال:إهدأ .. إهدأ ..
لا عليك فالدار أمان واليك قصتي ..
إلى وقت قريب لم أكن اصدق أن السحر يقدم الحلول , وكل ما اعرفه انه يُقيد الرجال ويقود للجنون .
ورغم تكذيبي للمقولة الأولى وتصديقي للثانية , إلا أني بعت فيه واشتريت ؛ فقد كان يحدوني الأمل بأن أُحيي فرحةً ماتت وابعثها من جديد .
توقف ومسح دموعه التي انهمرت , واستطرد بنبرة حزينة ..
في الحقيقة لم أكن خبيثاً في يوم من الأيام, و لم يكن ذلك السوق يُعجبني لكني مشيت فيه مجبراً . فأولئك القوم لم يزدهم قربي إلا بعداً.
لم يتعاطفوا , رغم أني قدمت لهم المحبة بالحجج والبراهين . كان يُقبل احدهم ويُدبر آخر . الكل يسعى جاهداً في إذلالي , كنت أرى الفرحة مرسومة على وجوههم القبيحة . انه طريق توارثوا حبه وداوموا على سلوكه .
ولكن بعد البهتان الذي افتريته , وما سبقه من زيارات إلى الظلام علمت يقيناً أن ما كان يصنع الفارق بيني وبينهم لن يكون فارقاً بعد اليوم . لقد تساوينا ولم يعد هناك اختلاف .
كان انتقامي عنيفاً , لم يكن صاعاً بصاع . فمن مكاني البعيد كنت اشعر بغيظهم , كان له غلياناً شديداً وصوتاً مزعجاً , كما اسمع الآن صراخهم الذي ينطلق من أعماق هذه الأرض القاحلة.
أبداً ما ابتعدت عنهم , بل اخترت المكان الذي كرهوا، لازمته ومكثت فيه. كنت صبوراً معهم لأصبح بصيراً بما يبصرون , لقد أعمتهم نار الحقد ؛ و نتيجة لذلك , لم أجد أي مشقة في ان اسقيهم من نفس الكأس .
فقد سعرت تلك النار وتراقص لهيبها وعمدت لكل ما عملوه واكتسبوه , سخنت مائهم الذي يروون به ويرتوون حتى تبخر , وغدت ربوتهم التي لطالما تغنوا بها صخرة ملساء . رأيتهم بعيني وهم يعضون على أيديهم من الندم حتى سالت دمائهم وتلوثت أفواههم .
هل توقف انتقامي ؟ لا , لم تكتمل فرحتي إلا يوم أجليتهم ولم يبقى إلا ظلهم مبسوط على وجه الارض .
كم هو جميل عندما تأتي العتمة التي كانت لباس أعمالهم لتمحي ذلك الظل شيئاً فشيئاً .
توقف فجأة عن الكلام كما بدأ !
شيئاً ما دفعني لأنظر إليه , ربما كانت نبرة صوته , فنظرت إليه مُتفحصاً وجهه , تقاسيمه وملامحه لم تكن غريبة , عرفته !فصرخت :أنت..أنت .
وضغطت على مكابح سيارتي بعنف - فاصطدم رأسه بزجاج السيارة الأمامي -
والتفت إليه وأخذت اردد بغضب في وجهه : هراء.. هراء , إنها قصة من نسج خيالك أيها الفاشل .
فطأطأ رأسه وسافرت عيناه إلى مكان أعرفه ومتيقن منه , لم أُشفق عليه و لم أحاول إخراجه من محنته ؛ بل سمّرت عيني عليه لأزيد من جروحه , وكأنني أُريد أن انتقم من شيء لا اعلمه , أو أني اعرفه واكره أن اذكره .
لم اكتفي بذلك ؛ بل خرجت من السيارة وفتحت بابه وسحبته من مقدمة رأسه ودفعته ليسقط على الأرض . وأخذت اركله بكلتا قدمي حتى سالت دمائه وتمزقت ثيابه ,نفضت يدي وتركته .عندما شعرت بالإعياء والتعب , فقام من مكانه مترنحاً وغادر بدون أن ينطق بكلمة واحدة . وأنا اردد خلفه بحقد : اذهب..اذهب أيه الأحمق وأرعى سراب دوابك في سهول وأودية عسى ويا ليت حتى أختفي عن ناظري.
اتجهت إلى سيارتي متثاقلا وركبت وأسندت ظهري على المقعد .
أحسست بشيء له دبيب يتحرك ببطء من مقدمة راسي يسيل على جبهتي , ارتفعت يدي تتحسس الموضع .. ظللت مُدة من الزمن مذهولا أتفحص أطراف أصابعي التي صبغتها الدماء !.
أشحت بنظري عن يدي عندما شممت رائحة كريهة عمة المكان وسمعت صوت ناعما ينادي باسمي التفت إلى مصدر الصوت
فرايتها في المرآة ..!
فتسللت ابتسامة ساخرة من شفتي المرتعشة ,تبعتها ضحكة مجلجلة انفجرت وتتطاير شظاياها على المرأة فتحطمت وتناثر وجهها إلى أشلاء فصرخت , وسقطت مغشياً علي .
بقلم: القاص عبد العزيز صلاح الظاهري
[/right]
شكرا للاستاذ عبد العزيز
نص غامض .. عليّ قراءته مرة أخرى أو مرتين ربما !

لي عودة للرد ان شاء الله
بالتوفيق ان شاء الله



أدرتُ ظهري للشفق ، وسرت بخطٍ موازٍ للنور ،
و كأنّ المغيب لا يعنيني !!