عرض مشاركة واحدة
قديم 08-10-2016, 02:22 PM
المشاركة 6
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الاخ سر الختم مرحبا

تقول " طبعا لا خلاف بيننا علي أن الزمن شيئٌ موجود . إنما حديثي ينحصر فقط في إحساسنا به . إحساسي بالماء أنه سائلٌ عذبٌ سائغٌ شرابه يطفئ ظمئي ويخفض درجة حرارتي ويعطيني الإحساس بالحياة.."
- الا ترى ان الزمن موجود سواء وجدنا نحن ام فنينا، وسواءا احسسنا به ام لم نحس به. دليل ذلك ان الارض مر عليها قرون قبل ان يأتي اليها الانسان وهناك طرق لقياس المدة الزمنية التي مرت من خلال قياس نسبة الكربون.


تقول "بالمناسبة الشمس بتطلع وتغيب ليس من أجلنا. إن الله جعل الأرض تدور حول الشمس من أجل النبات . حتي يتعرض كل نبات علي الكرة الأرضية لأشعة الشمس ثم يتعرض للظلام كذلك . في رأيي أن دوران الكرة الأرضية قائمٌ من أجل النبات في المقام الأول لأن النباتات هي المخلوقات الأولي قبل ملايين السنين من ظهور الحيوان.".
- لكنا نعرف ان الله خلق الارض من اجل خلق الانسان وحتى النبات والحيوان ما هي الا انعام ومتاع للانسان فالشمس تدور من اجل الانسان وليس من اجل النبات ولو انها أية كونية قائمة بذاتها.

وتقول " نرجع لموضوعنا : كما أحس بالطعام وكما أحس بالماء فإنني أحس بالزمن . الإحساس بالطعام والماء يتم في خلايا الفم والبطن والإمعاء الدقيقة...إلخ ، والإحساس بالزمن يتم داخل خلايا الجسم. في رأيي أن الزمن كمية وليس وقت. مثلما نقول عشرة كيلوجرام دقيق ينبغي أن نقول عشرة تفاعلات (مثلا) داخل خلايانا .

-لا اعرف مدى دقة هذا التشبيه. الزمن موجود سواء احسسنا به ام لم نحس به. ان تتذوق الطعام وتشمه وتراه لان لديك الحواس التي تجعلك تختبر كل تلك الامور لكن ليس لدينا حاسة للاحساس بالزمن. والعمليات الحيوية التي تقول انها هي التي تشعرنا بالزمن لها بداية ونهاية ضمن منظومة الزمان والمكان التي تزامنت في خلقها مع خلق الكون. وهذا يوصلنا الي نقطة مهمة مرتبطة بنظرية اينشتاين والخلود الذي تطرح في مداخلتك النية عن الحديث عنه.

تقول " أن الإنسان الحي الواعي فقط هو من يحس بالزمن لأنه يحس بالتفاعلات داخل الخلايا . الفاقد الوعي لا يحس بالزمن . الميت لا يحس بالزمن والدليل أنه مر علي العالم أربعة مليار سنة قبل مولدنا ولم نحس به"

- لكن الزمن موجود بالنسبة للاثنين الحي الواعي والفاقد للوعي. ثم سؤال هل فعلا نحن نحس بالتفاعلات التي تجري داخل الخلايا لو كنا فعلا نحس بما يجري في خلايانا من عمليات حيوية لصارت الحياة مستحيلة. تخيل ان مصنع العسل في بطن النحلة يقوم بعلميات حيوية تحتاج الي مصنع بحجم مدينة طوكيو ليقوم بنفس العمل. فما بالك بالعلميات الحيوية التي تدور في الكبد والرئتين والكلى والمعدة والدماغ وما ادراك ما الدماغ علما بأن كل خلية والتي يصل عددها لتريليونات في الجسد الواحد تقوم على مدار الساعة بعمليات حيوية. فهل فعلا نحس نحن بالعمليات الحيوية التي تجري في الخلايا؟

- الميت لا يحس بالزمن لانه لا يعيه والمجنون لا يحس بالزمن لكن الزمن موجود ومستمر سواء وعاه الناس ام لم يعوه. اذا اداة الوعي للزمن هي العقل والادراك وليس العمليات الحيوية. ثم لنفترض ان العمليات الحيوية قد توقفت فهل يتوقف الزمن؟ ولو غاب الناس عن الوعي هل يتوقف الزمن؟ اليس من المحتمل ان يمر اربعة مليار سنة اخرى بعد فقدنا للوعي. اذا الذي يعطي الزمن معناها هو وعي الانسان به لكنه موجود بذاته مثله مثل المكان وهو رديف المكان.

في القصة او الرواية هناك ما يعرف بالزمكانية وهي زمن وقوع الحدث ومكان وقوعه. ونجد ان زمن القصة القصيرة هو مجموعة الاحداث التي تجري ضمن مدة زمنة محددة في مكان معين. بينما تطول المدة الزمنية في الرواية وتتعدد الاحداث والامكنة. والذي يجعل القصة قصة والرواية رواية هو سلسلة الاحداث تلك التي تجري ضمن زمن محدد او ازمنة متعددة ومكان محدد او امنكة متعددة.
اذا ما يعطي للزمن معناه ليس الا وعينا به ووجودنا بحد ذاته هو مربط الفرس لكن الزمن موجود ومستمر باستمرار الكون.


وهذا ينقلنا الي قضية بداية الزمن ونهايته. يبدو من خلال نظريات علم الفيزياء التي تتحدث عن الانفجار الكبير بان الزمن نشأ مع نشوء الكون. الرواية تقول ..كانت هناك سحابة من المادة matter وسحابة اخرى من اللامادة anti matter ارتطمتا في تصادم عظيم فنتج عن ذلك انفجار كبير وهو ما يطلق عليه العلماء الانفجار الكبير وكنتيجة لذلك الانفجار فني معظم سحابة المادة لكن بعضا منها نجى من الانفجار فانتشر في الكون بفعل الانفجار وكان السبب في تشكل المجرات والكواكب والنجوم. في تلك اللحظة بدأ الزمن. وهذه المجرات ما تزال تسافر عبر الكون الذي يتوسع منذ بدء الزمن. اي منذ لحظة وقوع الانفجار الكبير. وينتهي الزمن عندما تتوقف هذه المجرات على التوسع وتعود لتتجمع وتنكمش على بعضها وهناك ينتهي الزمن بانفجار جديد. ويبدأ زمن اخر.

- اما سؤالك ... كيف سيكون الخلود في الجنة في الآخرة ، فالخلود ذو صلة وثيقة جدا بالزمن ؟


فسوف اعود له قريبا ويمكن فهمه ببساطة من خلال فهمنا لقصة خلق الكون ضمن الانفجار الكبير الذي وجد علماء الفيزياء ادلة عليه. لكن بتلخيص وببساطة الخلود هو غياب الزمن وهذا يعني ان الجنة خارج اطار الكون المخلوق.