وما مضى..
ما زال يكتبني هنا..
منذ السنين الغابرة..
مازال يرسمني بريشة حالمٍ..
في لوحةٍ لا تلتقي
فيها خطوط الدائرة..
وأنتِ مازلتِ هناك..
وعيونكِ الشلال يجرفني
إلى تلك الليالي الهادرة..
وضياؤكِ المصباح يرسمني
بهاتيك العيون الحائرة..
من وهج عينيكِ ابتداءٌ
للحروف الثائرة..
من وحي عينيكِ
المخضب بالندى..
في روحكِ الشطآن تأخذني
إلى تلك البحار الغادرة..
هذا الذي ما كان مرسوماً على..
تلك النصال الشاطرة..
هذي الدروب العاثرة..
فالوجد يدفعني لأبعد وجهةٍ..
رغم الجراح الغائرة..
واللوح يكسوه التراب..
والقيد بات موثقاً..
قد دام فيها والحنايا أدمنت..
وجع الدموع العابرة..
حتى بكاء الليل أمسى يشتكي..
والفجر في أنسامه زفرات
سخطٍ باسرة..
فالحب أصبح في جنوني لا يُرى..
والخوف أمسى في جفوني لا يُرى..
والشوق يضنيني وأنتِ ناظرة..
لا ترقبي مني صبابة عاشقٍ..
لا ترقبي مني شجاعة ثائرٍ..
فأنا المسجى في طريقكِ..
غير أن سفينتي في غير
بحركِ سائرة..
لا أتقن الإبحار فيكِ..
وفيكِ ينثرني الهوى..
لكن جمعي من شتاتكِ مستحيل..
وفي غيابكِ أنتِ دوما حاضرة..
عذري إليكِ بأنني لا عذر لي..
ما زلت أنتظر الردى..
ووصيتي مكتوبةٌ بدمٍ يباع ويشترى..
لا نفع منها ليس يقرأها أحد..
فليس يخلفني أحد..
وغيم عيني ماطرة..
أنا ميتٌ أصلاً وأنتِ القاتلة..
وأنا قتيلكِ لم أزل..
السهم في قلبي وأنتِ من رمى..
مازال سهمكِ ليس يخطئ من هوى..
ما زلتِ في صيد الأحبة ماهرة..