الموضوع: مخلوقات عجيبة
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-19-2012, 06:26 PM
المشاركة 2
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
"تتسلل مخاليق عجيبه الشكل ، غريبه التكوين
مختلفه الملامح وتقاسيم الوجية
هلامية البنية ، شفافة الجسد
كتلك المخاليق الخيالية التي تظهر في أفلام الرعب والخيال العلمي٠
يتسللون عبر زجاج النوافذ وخيوط الستائر
تحتشر بهم غرفتي وتضيق بهم مساحة كهفي لتصبح أشبه بمدينة هوليود عند أستعار صيف أنتاج أفلام الخيال

أعتدت حضورهم وأدمنت مسامرتهم
فلم يعد منظرهم يرعبني ، ولم تعد أشكالهم الهلامية تخيفني ٠
حفظت أسمائهم عن ظهر قلب وأقمت معهم علاقة الجسد الواحد
فأشدهم بنية صاحب البشرة السوداء الداكنه كزنوج شارع تكساس فيقال له الحزن جلف التعامل عابس الوجه دائما لا يعرف منعى الأبتسامة ولا يؤمن بالضحك ولو زيفا ،ومن وراء القلب
أما ذلك البشع الجاثم في ركن غرفتي باظافره الطويله وأنيابه الحاده كأنياب نمر مفترس يحمل هيئة مصاصو الدماء ويتكلم بنبرة أصواتهم فيدعى اليأس يجثم صامتا يرتقب أنهيار قوتي وتوقف مقاومتي وأستسلامي أمام صديقه الأسود النتن
أما هذا الجالس بقربي بملامحه البشه وثيابه البيضاء ووجهه الوضئ كناسك أضاء ماء الوضوء بشرته وعلت سيماء التقى ملامحه فهو الأمل يجلس بالقرب منى يدافع بأغصان الورد عني
يذود عن أوردتي كيلا ينشب اليأس أنيابه الحادة بها
فيمتص دماء تفاؤلي
ويمزق بأضفارة أقنعة سعادتي المسداه على وجهي منذ الصباح أغطي بها ملامح حزني وخطوط مدامعي المسبله كل مساء فوق خدودي ومدارب وجهي ....
أما تلك الحسناء الجالسه فوق أطراف وسادتي بوجهها الفاتن وأبتساماتها الجذابه وقوامها الفاطن المحجوب عن ناظري باتساع فستانها الأبيض الزهري ورائحتها العطره كقنينة عطر باريسيه الصنع أفرغها شاب مراهق فوق معطفه وخرج يعطربها جو جيرانه ليجذب الأنظار اليه
تداعب بأناملها شعرى
وتشد بهمساتها أزر صديقها الأمل ليستمر في معركته الطاحنه مع اليأس وحلفاؤه
فهي الذكرى الجميله أجمل الحاضرين وجها وأرقهم عاطفة ....
أما ذلك الممدود هنالك على الواح صنوبرية ، مسجى بقميصه المضرج بالدم
فهو الحب الشهيد
يأتي كل مساء محمولا على أكتاف النسيم وأيدى الوفاء
يطل من بين خيوط كفنه ليرى ما أحدث ورثته ببنات أحلامه ويخط بقايا وصاياه على سطور مواجعي ويسقى بدمه الزاكي الناضخ من جرح السنين ورود الأمل وزهور أحلامه الذابه لتنمو ويشتد عودها لتصبح ذات يوم سلاحا في يد الأمل يقاوم به عن ذاتي وعرض جوارحي ....."


- هل هذا بوح مشاعر ام هي صفحة من رواية عجائبية مكتوبة باسلوب التداعي الحر، ام هي صفحة من لوحة فنية ام هي جزء من سيناريو من فلم رعب. الاسلوب الذي كتبت فيه هذه القطعة الفنية لفت انتباهي وارى بأن صاحبها يمتلك القدرة على توليد نصوص بهية، ولن يكون غريبا عليه ان يكتب رواية غاية في الجمال والروعة.

استاذ محمدالهمداني
يسرني ان اقرأ لك باستمرار، وانا احب هذا النمط من الكتابة الذي يترك الكاتب لنفسه ان تتحدث بصوت عالي وفي تداع حر.