عرض مشاركة واحدة
قديم 10-21-2010, 05:50 PM
المشاركة 5
خالدة بنت أحمد باجنيد
شاعـرة وناقـدة سعـودية
  • غير موجود
افتراضي
ثالثًا: العصور الوسطى:
مع القرن الخامس الميلادي كانت المسيحيّة قد دوّت في أنحاء أوربا، ونجم عن ذلك تحكّم رجال الكنيسة بالفكر والفلسفة والأدب، وفي المرحلة الأولى كانت السيطرة كاملة لرجال الدين فسمّي العصر بعصر آباء الكنيسة، وقد شهد هذا العصر حملات اضطهاد وملاحقات المارقين (الهراطقة) وتعذبيهم، فلم يشهد بذلك أيّ تطوّر فكري أو حضاري.

ثمّ مع حلول القرن الحادي عشر بدأت سحب الاضطهاد تنقشع تدريجيًّا وأتيح للأوربيين الاتصال بالأدب اليوناني القديم، وبالحضارة العربيّة في الأندلس، فساهم ذلك في كسر الطوق المفروض عليهم، واصطلح على إطلاق اسم العصر المدرسي على هذه المرحلة التي تنتهي بنهاية القرن الرابع عشر.

اهتمّ العصر المدرسي بإحياء الفلسفة، وشغل الناس بها وبأسئلتها وجدلها عن الإبداع، إلى أن جاء الإنكليزي وليام أوكام ليعلن نهاية العصر المدرسي معلنًا إخفاق محاولات الجمع بين الدين والعقل، وأن تطبيق المنطق يكشف عن تناقضات كبيرة في المسيحيّة، فعلينا أن ندع العقل جانبًا لنؤمن بالوحي والكتاب المقدّس.
أما المرحلة الثانية فشهدت بدء ظهور الآداب الأوروبيّة، واتّخذت التطورات اتجاهين رئيسين:
أ‌. الملاحم المسيحيّة.
نشأت الملاحم المسيحيّة في ظلّ الصدام بين الشرق والغرب، وأشهرها ملحمة رولاند.

ب‌. الشعر الغنائي (التروبادور).
برز في نهاية القرن الحادي عشر وبداية الثاني عشر في جنوب فرنسا، وكان نمطًا جديدًا من الشعر افتتن بالقوافي والموسيقى ممّا جعل الدارسين يميلون إلى القول بتأثّره بالموشحات الأندلسيّة.