الموضوع: التهويدة
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-01-2017, 11:09 AM
المشاركة 9
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ..

وبالحديث عن سير بطل النص في الطريق تابعا العملاق ، عملاق النسمات وليس اي عملاق ، ثم الحديث عن مخلوقات تقف على جانب الطريق يهدف القاص الى الاستفادة من التضاد من جديد مدركا انه احد اهم عناصر التأثير في عقل المتلقي.

والحديث عن مخلوقات غريبة وتكاد تكون منقرضة او من عالم اخر ولها صفات عجائبية مثل العيون الواسعة يحاول القاص ان يضعنا في جو مختلف عن الواقع المعاش، جو عجائبي سحري، وكأنه يريد القول بان ذلك المشهد ينتمي الى عالم اخر ويؤكد على ذلك حينما يتحدث عن الجبال المقلوبة.

وبحديث القاص عن عيون حيوانات التارسير المبحلقة انما أراد ايقاظ حاسة البصر فينا كمتلقين ، وتحفيزنا على النظر الى المشهد الذي يصفه بعيون مبحلقة .

وباستخدام كلمة ( مررنا ) يهدف القاص الى تضمين النص مزيد من الكلمات التي توحي بالحركة وبالتالي الحياة.

ثم يؤكد القاص على غرابة العالم الذي كان يسير فيه برفقة العملاق من خلال حديثه عن مدينة المرايا بشعبها البشع، ولا شك ان اختياره بان يكون شعب مدينة المرايا بشعا امر مقصود ، ويهدف الى تضمين النص اعلى حد من الإثارة وفي نفس الوقت التاكيد على ان تلك المدينة لا تنتمي الى هذا العالم... فاي عالم هذا الذي يصفه القاص هنا !؟

وهل يكون مثل هذا العالم سوى مشهد من حلم عجيب او خيال جامح يصور فيه رحلته الخيالية حيث ياتيه عملاق النسمات الذي اتى اليه لينقله الى العالم الاخر وفي الطريق يجد البطل ويشاهد كائنات وعوالم غرائبية لا تنتمي الى الواقع المعاش وهذا ذكاء حاد من القاص وعبقرية في تسخير عناصر التاثير بحدها الاقصى حيث يستثمر خياله الجامح هذه المرة لمنح نصه مزيد من التأثير والسحرية والقوة.

ومن جديد يستثمر القاص في عنصر التضاد بالغ التأثير حينما يتحدث عن المضي في الدرب ثم الوقوف عند سكة القطار ( ومضينا بدربنا حتى وقفنا عند سكة القطار،) ليشاهد بطل النص هناك على قضبان السكة نافذة تطل على سماء ( حيث نافذة تقبع على قضبان السكة, ففتحها العملاق..) وفي هذه الفقرة أيضاً ما يؤشر الى ان القاص يتحدث عن رحلة فوق عادية رحلة الى ارض فيها نافذة تفتح فتظهر السماء وهو في تلك الرحلة برفقة العملاق الذي فتح النافذة التي تطل على السماء. *
......