عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-2012, 01:32 AM
المشاركة 6
أحمد الورّاق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أستاذ أحمد الورّاق

هكذا ستجعلنى أخصص جزءاً من وقتى وأنظم وقتى لأقرأ لك فقط في هذا الوقت وأقوم بذلك بذكاء شاعرى يصب في مصلحتى , لأنى أرى ما تكتبه مفيداً إفادة جمّة وممتعة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

آتى الآن لتناول الحوار معك :



حضرتك ذكرت أن العقل هنا هو من سيتحكم في النفس .. نعم أوافقك
لكنى لا ارى أن العقل كما تقول هو للخارج والناس وظروف المصالح معهم
لأننا بعقلنا أيضاً نحكّم أنفسنا , اي أن عقولنا نوظّفها أيضا للتفكير في شؤوننا العاطفية والشعورية
وهذا يحصّل لنا توازناً كبيراً في نفوسنا , التوازن بين العقل والقلب , فنتوسّط ولا نكتفى بجمود العقل وجانب التفكير المادّى منه ولا نعوّل أيضاً على مشاعرنا وأهوائنا التى قد تجرفنا في كثير من الأحيان لو سرنا خلف دواعيها .. أليس كذلك السيد الكريم ؟
بلى .. هو كذلك ، لكن لننظر من يستعمل الآخر في الحالة التي تصفينها ، سنجد أن المشاعر هي التي تستعمل العقل وتوظفه بتنظيمها وترتيبها ، وهذا أمر جيد ولا بد منه وهو المبرر الحقيقي لوجود العقل والتفكير ، أي ما زلنا في الطلب الداخلي ..

والعقل عبارة عن شعورات تأكدت وتحولت إلى المعيارية، فصرنا نفرقها عن الشعور الحار، وإلا فالمنبع واحد ، أي أن عقل الإنسان هو من شعور الإنسان، وبما أن هذه المعيارية تثبت ثبوتاً معيارياً ، وبوضوح في عالم المادة أكثر منها عالم الشعور ، وهذا شيء مؤسف ، فالناس لم يهتموا ببناء المعيارية في عالم الأحاسيس والمشاعر والأخلاق ، لكنهم اهتموا في بنائها في مجال المادة وما يتعلق بها من مصالح ومجتمع لسهولة الاتفاق بسبب اشتراك الحواس..

فاللون الأحمر والأسود لا يختلف اثنان في التفريق بينهما ، ولهذا نجد أن اللغة تعتمد على الماديات لتوضيح المعنويات من خلال علاقة التشابه ، مما يعني وضوح الماديات أكثر للناس، وإذا أطلقت كلمة "عقل" نجد أنها تشير إلى العالم المادي أكثر ..

مع أن المفروض أن يوجد العقل المعنوي أيضاً ، فالشعور هو الذي ميز لنا عالم المادة ، إذاً هو قادر أن يميز لنا عالم المعنويات ويكوِّن لها منطقاً ..وهذا المجال يهمني جداً الالتفات إليه لأنه مهمل ..

قصدي من هذا أنهم يضعون كلمة عقل (معلومات من خلال المادة ) مقابل كلمة مشاعر ، والمادة شيء خارج عن نفوسنا حتى مادة أجسامنا ، ومن هنا كان اعتراضي أن يتحكم المجتمع ومصالحنا معه وقوانين المادة في عالمنا الداخلي من خلال كلمة "سيطرة العقل على المشاعر" ، بعد أن عرفنا من أين جاءت كلمة "عقل" (فهي جاءت من عالم المادة) ..

والمفارقة الأخرى التي اكتشفتها هي التناقض بين قوانين العالم المعنوي وقوانين العالم المادي، إذاً يجب أن يكون لنا عقلان وليس عقل واحد : عقل معنوي وعقل مادي ..

وعلى سبيل المثال إسباغ المشاعر على عالم المادة يضرنا أكثر من أن ينفعنا ، بينما التعامل بالمشاعر والأخلاق مع الأحياء ينفعنا أكثر مما يضرنا ..

والطغاة عبر التاريخ استعملوا قوانين المادة ضد الشعورات البشرية معتقدين أنه كلما تضرب أكثر كلما يخضع الناس أكثر ويسيطر أكثر ، وهذا ينطبق على تكسير الصخور أو إحراق النباتات الشوكية الضارة .. لكنه لا ينطبق على عالم الإنسان ، فكلما زادت القسوة على الناس زاد النفور وتنامي الرفض ويضعف موقف ذلك الشخص بدلاً من تقويته..

وهكذا من وجهة نظري من لا يتمتع بعقلين لا يستطيع أن يتفهم الحياة ..

والفلسفة المادية المسيطرة على أكثر الناس تعني عقلاً واحداً ، لهذا هم ينجحون ولا ينجحون ، فهذا مثل الجشع البخيل الأناني المليونير فهو ناجح في عالم المادة لكنه يزداد فشلاً في تقبل الشعورات له ..

أتمنى أن تقفي عند هذه الفكرة وتخصصي لها بعضاً من الوقت الذي خصصتيه مشكورة لقراءة كلامي .. لأن ما يتعلق بها شيء كثير ولم يدرس أبداً ..

والاختلاف في امتلاك أحد العقلين هو سبب عدم التفاهم بين الناس ، وهذا ترينه في المواقف العادية بين مختلفين متنافرين ، فالسبب أن أحدهما يفكر بطريقة معنوية والآخر بطريقة مادية ، وهما كقطبي المغناطيس المتنافرين ..


وأنا أيضا ً أريد ذلك , لأنه الصواب , ولأنه كما قلت الحياة هي الشعور , والحياة هي الإحساس الصائب , والنظر للخارج من خلال داخلنا أكثر دقة وإصابة لانه نظر بالبصيرة لا بالبصر
رائع هذا الاتفاق والتفهم .. لأنه على صواب

لقد أدركت مقصدك وتفهّمته .. وتبيّنته
بلى المشاعر هى التى تنظّم الوقت
توضّح لى أيضا الباعث المادى جداً الذي ينظرون للأمور به وللحياة ويسيرونها بواسطته يحققوا النجاح المصلحى البحت المنفصل عن إرادة الشعور .

هذا تفهم رائع أيضاً ، لأن كلمة عقل ، أول ما يتابادر إلى أذهاننا ارتباطها بالخارج عنا ، ألا تلاحظين أن الحواس هي التي بنت العقل؟ والحواس لا تنظر إلى داخلنا بل إلى خارجنا ، إذاً خُلقت الحواس لتبني لنا عقلاً مادياً ، وخُلق لنا الإحساس ليبني لنا عقلاً معنوياً ..

وللمشاعر لغتها وللعقل لغة مع أن هناك تراسل بينهما ، فأحياناً نعبر عن مشاعرنا بعقولنا وأحياناً نعبر عن عقولنا بمشاعرنا ، لكن مع الأسف أن اللغة السائدة هي لغة العقل المادي ، لأن أكثر البشر لا يهتمون بمشاعرهم قدر اهتماهم بامتلاك المادة وما يتعلق بها ، وضعفت لغة الشعور ووسائلها وتآكلت حتى لا يكاد يبقى منها إلا لغة العيون مع أنها غير مفهومة أيضاً من كثير من الناس!

في رحلة العودة إلى احترام الشعور قد تعود لغة الشعور للحياة من جديد وهي تمتلك وسائل تعبيرية لا حصر لها ، وما اللغة المحكية إلا واحدة من وسائلها ..




بساطة التعبير وصدقه لها أكبر التأثير حين نتكلم من اعتقادنا الواضح الصريح
وأعتبر كلماتك هذه هي الجوهر وهى رونق الحوار الماتع ..


أكرمك الله
أشكرك لأنك تفهمتي مقاصدي ..
وأتمنى ألا أكون فهمت الكاتب خطأ ،ليس لأني أعرف تلك الكتب ذات المنشأ الغربي عندما تتكلم عن العقل والمشاعر وما تقصد بالنجاح وأنها تدور كلها حول المصلحة ، لكن لأن كلامه واضح أيضاً بهذا القصد عندما جعل العقل ينظرم الوقت ، وإذا نظم الوقت فمعنى هذا أنه يسيطر على المشاعر ..

وأنت وافقت معي أنه لا يجب أن نخطط للمستقبل في معزل عن مشاعرنا ، وما الوقت إلا الحياة ، وما العقل الذي سوف يسيطر إلا ما تنقله حواسنا من عالمنا الخارجي ، إذاً هم يريدون أن يتحكم العالم الخارجي بدواخلنا ومشاعرنا ، وهذا شيء لا أقبله ، وحتى أنت أوضحت أنه أمر غير مقبول عندك ..


وأشكرك على هذا الحوار الممتع ، كما أسجل إعجابي بالنقاط التي تقفين عندها ، مما يعني أنك لا تتقبلين أي شيء حتى يكون مقنعاً ، ومن هنا أعرف أن أي شيء وقفت عنده وأعجبت به لم يكن مجاملة ، ما دمت تذكرين ما لم يقنعك ..

وشكراً ..