عرض مشاركة واحدة
قديم 04-30-2012, 04:07 PM
المشاركة 4
زهراء الامير
فرعونيـة من أرض الكنانـة
  • غير موجود
افتراضي
[tabletext="width:100%;background-color:gray;border:10px solid silver;"]

(الشعلة البيضاء)

في هذا الفصل يبدأ تركيز الضوء على سلمى و وطريقة الإجتماع بها ولأنه كما قلنا الفصول في الرواية هي مجرد عرض لأفكار مجتزأة من الرواية ككل: نرى أنه يوجد رابط بين العنوان الشعلة البيضاء وبين ما جاء في النص،فهو يتكلم عن سلمى واصفاً جمالها والذي كما أسلفنا في الفصل السابق أنه جمال الروح قبل الجسد فنجده يقول:"لم يكن جمالها في شعرها الذهبي،بل في هالة الطهر المحيطة بها،ولم يكن في عينيها الكبيرتين بل في النور المنبعث منهما... جمال سلمى لم يكن في جسدها بل في نبالة روحها"
فنجد انه حاول أن يثبت فكرته وهو بوصف جمال سلمى فكل ما وصفه من عينيها وشعرها هو من علامات الجمال،لكن بنفس الوقت يأتي ليقول ليس هذا ما جذبني وإنما جمال الروح والطهر..

وهو يظهر للقارئ هنا أن علاقته بسلمى كانت قد تشكلت قبل أن يبوح أي منهما للآخر بذلك،وذلك ان كلاهما كان يسمع الصوت المنبثق من الآخر،وأن كلاهما يجد الراحة لدى الآخر وذلك لقوله: إن النفس الحزينة المتألمة تجد راحة بانضمامها إلى نفس أخرى تماثلها الشعور،وتشاركها الإحساس مثلما يستأنس الغريب بالغريب في أرض بعيدة عن وطنهما.

وكأنه يريد ان يمهد لقول:كيف يمكن لإثنين أن يجتمعا في الوقت الذي لا يوجد انسجام بينهما والفوارق كبيرة بين طبيعتيهما،كيف يمكن لمن يريد المادة (وهو منصور بك) أن يتزوج بإنسانة تؤمن بالروح،أو كيف يمكن أن يتزوجها في الوقت الذي هو لن يشاركها أحاسيسها وهي لن تشاركه أيضا.
.
.
.
(فصل العاصفة)


يتابع جبران الحديث عن الزيارات لفارس كرامة،و اللقاءات بينه وبين سلمى،في دخل منزل والدها فارس كرامة، وهذه المرة نرى أن جبران لم ينس افتقاده لأمه،فراح يصور حنان سلمى عليه بحنان الأم وراح يقارن بينها وبين الأم،على الرغم من أنها محبوبة..ربما يكون فصل العاصفة هو الحد الفاصل الذي يختم في السعادة في هذه الرواية..
وأشار هنا جبران عن اجتماع العشاء الذي جمع بينه وبين سلمى ووالدها أنه اجتماع بين ثلاثة لكل منهم مقصد ولكنه يشير:أنه مهما اختلفت مقاصد البشر،إذا اتفقت السرائر بالمودة والمحبة أمكن تجاوز الإختلافات.

وهنا نلاحظ في هذا الفصل أن المعرفة لازالت تنضج لدى جبران وهي لم تكتمل ،فهو حين أشار في فصل الكآبة الخرساء إلى المعرفة اشترط فيها الحزن والسعادة،اشترط فيها ان يعرف المرأ النقيضين

.
.
في هذا الفصل أيضا نراه يشير إلى أفكار وهي كالتالي:



صور لبنان في ساعة السكينة والحب بأنه ذاك الشاب الفتي الذي يستند على ذراعه ممددا على جبال لبنان ،صوره بذاك العملاق الفتي..ثم ليعود في الفصل التالي ويصوره في ساعة الحزن بذاك الكهل المتعب المرهق وكانه أراد ان يقول: بالحب يأتي السلام وبالكره والبغضاء واستغلال الشعوب،والاستبداد بها تأتي الحروب التي تنهك البلاد .


وكأنه يشير إلى تلك الفترة التي كانت تغصب فيها الفتاة على الزواج العيش مع رجل لم تكن تريده.



.
.
.
كأن يرى الملائكة والأبالسة..لذلك هو لازال يرى السعادة ولم ير حزنا بعد.. لذلك أشار إلى أنه وكل من سلمى وفارس كرمة ثلاثة ضعفاء يتملكهم شعور كبير ومعرفة قليلة،- كنت في البداية أظن أنه يقصد بالضعف وعدم المعرفة..هو عدم معرفة الغيب الذي ينتظر قصته مع سلمى ولكنه أتبع شعور الضعف لعدم المعرفة بالحديث عن علاقة سلمى بوالدها والتي كانت تنم عن ضعف شخصية لدى سلمى خصوصا اما والدها ونلاحظ من خلال حديث جبران المطول عن سلمى أنه وصف شخصية فتاة ضعيفة لا تجيد الدفاع عن النفس و***65275; عن حقها،مع أن والدها لم يكن شخصا ظالما ولكنه كان منقادا هو الآخر كبقية الناس لما يمليه عليهم المطران مستغلا سلطته.. 1-يرى أن الفكرة أساس كل شيء فحبه لسلمة لم يكن في البداية إلا فكرة تراوده وتراودها،لتنبثق عن هذه الفكرة علاقة حب، ثم يأتي ليسهب كما أسلفنا في طرح فلسفته بوصف مفعول الفكرة لشير أن أساس كل شيء في هذا العالم فكرة فالثورة كانت فكرة تدور في رأس رجل واحد،والحرب كانت فكرة تدور في رأس رجل واحد،فنلاحظ أنه لا يرى حبه شيئا منفصلا عن طبيعة العالم الحقيقي بل هو فكرة كبقية الأفكار التي تدور في الرأس ومن ثم لتنطلق إلى الفضاء الرحب. 2-والفكرة الأخرى وهي بنظري من اجمل التصاوير التي طرحها جبران في روايته : 3-أن العلاقة مع البشر تأتي من المحبة قبل التعايش الطويل فليس شرطا أن التعايش طويل يخلق المحبة،بل المحبة ابنة التفاهم الروحي وإن لم يأت هذا التفاهم بلحظة واحدة قد لا يتم بعام ولا بجيل. 4-ثم يشير إلى مطامع منصور بك وعمه المطران،ثم يقول لا يساوي الملك ولا المال شيئا أما الحب.


(بحيرة النار)

ربما نستطيع القول بأن هذا الفصل هو فصل التمرد على الواقع بالنسبة لجبران..

ذلك أنه أسهب كثيرا في التحدث عن السلطة والاستغلال كالتالي:
إن رؤساء الدين ***65275; يكتفون بالمجد الزائف لأنفسهم،بل ويجعلون أقاربهم وكل من يمت لهم بصلة من سادة الشعب والمستبدين به،وأن انتقال مجد الأمير هو انتقال بالارث فالمجد أصبح يورث أيضا،ومجد الرئيس الديني ينتقل أيضا إلى الأخوة والأبناء
ولم يكتف بالاشارة إلى رؤساء الدين المسيحي بل عمم هذه النظرة على جميع الديانات.


ثم يشير إلى فارس كرامة الرجل الطيب الذي لم يستطع رفض طلب المطران بولس،لأنه لا أحد يجرؤ على ذلك ،ومن يفعل ذلك يصبح كافرا بفتوة من المطران..وحينها سينبذه الناس ويحاربونه.

وأيضا يشير إلى المال الذي يجلب البلاء والشر بين الناس ويقتل الحب في القلوب ويعمي الأبصار كما عمى بصيرة المطران.

ثم ينتقل للحديث عن حال المرأة الشرقية ويلخصها بملامح سلمى حين تجبر على الزواج من رجل لا تريده،وانصياعها للواقع بالرضى والقبول التام
ثم ياتي للحديث عن أحلام المرأة على لسان سلمى حين أخذت تقارن الواقع باحلامها وتظهر النقص الذي تعاني منه بسبب المجتمع وما يفرضه عليها الواقع، ثم تقول له:تذهب بك الحياة إلى امجاد الرجال،أما انا فإلى واجبات المرأة المفروضة لضعفها لتموت أحلامها.
وتصف له قلب المرأة الذي يعشق بإخلاص،وتشبهه بساحة حرب تقتلع اشجارها وتحرق أعشابها وتلطخ صخورها بالدماء،وتبقى الارض ساكنة ***65275; تقاوم.
.
.
.
.

[/tabletext]