عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
2

المشاهدات
1582
 
عبدالحليم الطيطي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


عبدالحليم الطيطي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
743

+التقييم
0.18

تاريخ التسجيل
Feb 2013

الاقامة
الأردن

رقم العضوية
11963
11-06-2019, 04:47 PM
المشاركة 1
11-06-2019, 04:47 PM
المشاركة 1
افتراضي بعد قليل سأكون ترابا ،،
**بعد قليل سأكون ترابا …!!


1**قال: بالأمس كنّا نحلم أحلاما كثيرة واليوم ،،نحن قرب القبر انتهينا من الأحلام ،،لقد عدّوا بين وقت احلامنا ووقت موتنا أياما كثيرة ،،ولكنّي لا أشعر بذلك الوقت الطويل ،،،أنا لا أشعر إلاّ بلحظة الحياة التي انقضت ولحظة الموت القريب التي تلتها بسرعة كبيرة ،،

.

..وهاهنا ،،،في هذا القبر ،،سينتهي كلّ شيء ،،كيف أصدّق أنني بعد قليل سأكون ترابا …!!وكيف أصدّق ،،أنّ هذا التراب ،،كان يحلم كلّ ذلك الحلم ،،،

،

،،،لقد كنت طول عمري ،،أرقب الموت والحياة ،،أقفُ أمام منزل ،،خرِب أتأمّل خيالات اهله الذين ذهبوا ،، أحاول أن أسمع أصواتهم ،،فلا اسمع إلاّ صفير ريح تمّر في أنحاء غرف نومهم ،،،وأنظرُ إلى عصفور يحوم مغردا في الغابة بين بنادق الصيادين ،،،ثم يسقط كورقة شجرة ،،،وينتهي مثلها إلى الأبد ،،فأنا في لحظة واحدة ،،أرقب روعة الحياة في تغريده ورهبة الموت ،،وهو ملقى لا يقدر على الطيران

.

،،وحين أمشي في صمت الخلاء ،،وتطير فوقي قبّرة ،،أحسُّ أنني وإيّاها أول مخلوقين ،،وأحبّها ،،،وأقسم الحياة بيني وبينها ،،بعدالة خالصة ،،،كي أظلّ أحبّها ،،فإذا أخذتُ حقّها ،،ستميل إلى محبّة نفسها ،،وتذكُرُ أنانيّتها ،،لتدافع عن حياتها ،،،!

.

،،،والناس تترُك الحياة التي أرقبها ،،بسعادة غامرة ،ويذهبون إلى ميدان سباقهم ،،،فإذا لقي أحدهم في طريقه نملة ،،،يريد مثله أن يلقى نملة ،،أو نملتين ،،،،!يتركون الحياة نفسها ،،،وينشغلون ببعض شقائها ،،ففقير يمشي برغيف خبز ،،،في الشوارع ،يبتسم للموت وللحياة في كلّ منظر ،،يأخذ من الحياة أكثر من أغنيائها ووجهائها المحبوسين ،،في أقنعة الوجاهة والغِنى ،

.

،،ويوم الموت :يعرف الأغنياء أنهم والفقراء إنما كانوا في بستان واحد ،،ولم يروهم إلاّ حين مزّق الموت أغلفة كبرهم ،،،،وأخذ الموت أوسمة الأغنياء وشقاء الفقراء وألقاهم في البئر ،جميعا ،،،

.

..ونظرتُ اليهم في البئر ،،،قلتُ: قد قسَم الله لبعضكم حظّا أكثر من حياة العقل والمعرفة ،،،فعرفوا الله ورأوه ،،وصاروا يرون مالا يرى الناس ،،فلو علّموا عِلمهم ،،لصار الناس سواء ،،،كما لافرق بينكم ،، في قبوركم - كلّكم أجساد نائمة -،،،إلاّ مَن سيخرجه الله من البئر ،،ويُعيده إلى الحياة :،،،،،فهو حيٌّ ينام بينكم ،،حتى حين ،،،كما كان حيّا بينكم في الدنيا وأنتم غافلون ،،،!

.

.

.

.عبدالحليم الطيطي


عضواتحادالكتاب والأدباءالأردنيين والتجمع العربي للأدب./الأردن
..مدونتي https://www.blogger.com/blog/posts/6277957284888514056
..في بحر الحياة الهائج..بحثْتُ عن مركب ،،يكون الله فيه