عرض مشاركة واحدة
قديم 05-09-2020, 04:10 AM
المشاركة 76
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
وانظر إلى ضرب المثل وهو من مناهج النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في توصيل الخبر حتى تصل صورة سعة الرحمة إلى قلب كل قلق ليهدأ:
1- عن عمر قال: قدم على النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بسبي، فإذا امرأة من السبي تسعى إذ وجدت صبيًّا في السبي أخذتْه فألصقتْه ببطنها وأرضعته فقال لنا النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أترون هذه طارحة ولدها في النار))، قلنا: لا، وهي تقدر على ألا تطرحه، فقال: ((الله أرحم بعباده من هذه بولدها)).
2- مرَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بأناس من أصحابه وصبي بين ظهراني الطريق، فلمَّا رأتْ أمُّه الدواب خشيت على ابنها أن يُوطَأ فسعتْ والِهَة، فقالت: ابني، ابني، فاحتملت ابنها فقال القوم: يا نبي الله، ما كانت هذه لتُلقِي ابنها في النار، فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((والله لا يلقي حبيبه في النار))؛ صحيح رواه الإمام أحمد والحاكم.
3- عبدالله بن أبي أوفى الأسلمي: قال خرجت فإذا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأبو بكر وعمر قعودًا، وإذا غلام صغير يبكي، فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم – لعمر: ((ضمَّ الصبيَّ إليك؛ فإنه ضالٌّ))، فضمَّه عمر إليه، فبينا نحن قعود إذ أمٌّ له تُوَلْوِل - أظنُّه قال: - وتقول: وابنيَّاه! وتبكي، فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لعمر: ((نادِ المرأة فإنها أمُّ الصبي))، وهي كاشفة عن رأسها ليس على رأسها خمار جزعًا على ابنها، فجاءت حتى قبضت الصبي من حجر عمر، وهي تبكي والصبي في حجرها، فالتفتتْ فلمَّا رأتْ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قالت: واحرباه ألا أرى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عند ذلك: ((أترون هذه رحيمة بولدها؟))، فقال أصحابه: بلى يا رسول الله، كفى بالمؤمن رحمة، فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((والذي نفس محمد بيده، الله أرحم بالمؤمن من هذه بولدها)).
4- يورد ابن القيم - رحمه الله - عن بعض العارفين أنه رأى في بعض السكك بابًا قد فُتِح وخرج منه صبي يستغيث ويبكي، وأمُّه خلفه تطرده، حتى خرج، فأغلقت الباب في وجهه ودخلت، فذهب الصبي غير بعيد، ثم وقف مفكرًا، فلم يجد مأوى غير البيت الذي أُخرِج منه، ولا مَن يؤويه غير والدته، فرجع مكسور القلب حزينًا، فوجد الباب مرتجًا مغلقًا، فتوسَّده ووضع خدَّه على عتبة الباب، ونام، فخرجت أمُّه، فلمَّا رأته على تلك الحال، لم تملك أن رمت بنفسها عليه، والتزمته، تقبِّله وتبكي، وتقول: يا ولدي، أين تذهب عنِّي؟ مَن يُؤويك سواي؟! أين تذهب عنِّي؟ مَن يؤويك سواي؟! ألم أقل لك: لا تخالفني، ولا تحملني بمعصيتك على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة بك، والشفقة عليك، وإرادة الخير لك؟ ثم ضمته إلى صدرها، ودخلت به بيتها، فتأمل قولها: لا تحملني بمعصيتك على خلاف ما جُبِلت عليه من الرحمة بك، والشفقة عليك.