عرض مشاركة واحدة
قديم 07-01-2017, 10:48 AM
المشاركة 99
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
جانب من صورة الوضع كما رسمها كتاب مناصرون وآخرون معارضون وهي صورة قاتمة بحق لا تأتي بالربيع وانما بالخراب الشامل حتما لفقدان الأمل بمستقبل افضل الذي صاحب ثورات الربيع العربي



الفقراء يدفعون الثمن

الهجوم على الحكومة يكاد لا يختفي من أي صحيفة بما فيها تلك التابعة للدولة، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، حيث بات محدودو الدخل هم الطرف المطلوب منه تحمل فاتورة تصحيح الأخطاء وهو ما يزعج محمود خليل في «الوطن»: «أغلب القرارات التي تتخذها الحكومة في إطار ما تسميه «إجراءات الإصلاح الاقتصادي» تصب عندهما. رياح إجراءات الإصلاح جرفت على مدار السنوات القليلة الماضية كثيرين من أبناء الطبقة الوسطى وهبطت بهم إلى أسفل. والمشكلة أن ضمور هذه الطبقة يتوازى معه في الأغلب حالة من الضمور الاقتصادي والركود في حالة البيع والشراء داخل الأسواق، وهو أمر له مردوده على مجمل الأوضاع الاقتصادية في البلاد. معنى ذلك أن الحكومة تعالج مشكلة بمشكلة قد تكون أكبر، وتتمسك بأساليبها القديمة نفسها في الإصلاح الورقي، وليس الإصلاح الاقتصادي الواقعي. ولو كانت تفعل لوجدنا لها اجتهاداً في حل مشكلتنا الاقتصادية في الاستثمار والسياحة والصناعة وخلافه، يتعادل مع اجتهادها في وضع الحمولة الزائدة كاملة فوق كاهل المواطن. الحكومة ترى أن الشعب أصبح جثة بلا حراك، فتقلبه ذات اليمين مرة وذات الشمال مرة، بعبارة أخرى المواطن أصبح كرة في قدم السلطة تطوحها كيفما يحلو لها».
يونيو.. أيها الكئيب جداً

ومن يناير الذي تبحث عنه الأغلبية إلى: «يونيو الذي كان حلماً فهوى حيث يرصد بدوي البيومي في «البديل» أربعة أعوام مرت على ثورة 30 يونيو، التي أطلقت شارة البدء لحقبة من التجويع والقهر والظلم وبيع الأرض والعرض، حتى أصبحت لعنة تطارد من خطط أو شارك أو حتى دعمها بكلمة ثناء. خرجنا جميعا لإسقاط الفاشية الدينية، لنسلم البلد لفاشية عسكرية أقسمت على تركيع المصريين؛ لتجروئهم على الخروج على دولتهم في 25 يناير/كانون الثاني 2011، التي ورثوها بعد حركة 23 يوليو/تموز 1952، وكأنهم السادة وغيرهم عبيد، يَحكُمون ولا يُحْكَمون، فعاثوا في الأرض بطشا وظلما وتفريطا. ظننا أننا أسقطنا النظام بسقوط رأسه بعد ثورة يناير، الظن نفسه تكرر بعد ثورة 30 يونيو، لكننا كنا واهمين؛ فالنظام الديكتاتوري القمعي ضارب ومتغلغل في جذور الوطن، يُجهز عليه، لا تقوى أي ثورة على استئصاله في أيام أو شهور، بل يحتاج إلى سنوات طوال من العمل الدؤوب على بتر الجذور العفنة، وتنقيتها على مهلٍ. منذ استعادت المؤسسة العسكرية دولتها بعد ثورة، كشفت الأحداث مؤخرا، أنها خُطط لها وأديرت من قبل أجهزة في الدولة، لم نذق طعما للفرحة؛ فتحولت البلاد إلى مأتم كبير، وحالة من الحداد لا تنتهي على ضحايا الوطن؛ سواء في عمليات إرهابية أو داخل السجون نتيجة التعذيب والقتل البطيء، أو حتى غرقا نتيجة محاولة هروب من وطن يغتال أبناءه، أو انتحارا بسبب غلاء المعيشة، أو قهرا بالتفريط في الأرض.

الفساد معركتنا المقدسة

«نحتاج إلى ثورة حقيقية لمواجهة الفساد واختيار قيادات مؤهلة من أصحاب الكفاءات وأهل الخبرة، نحتاج كما يطالب حجاج الحسيني في «الأهرام» إلى تقييم المحافظين والوزراء والمسؤولين جميع المسؤولين – بعيدا عن دائرة المجاملات، ليس مقبولا أن نختار محافظا أو وزيرا بسبب قرابته من مسؤول، بقاء المشبوهين المسنودين – في مواقعهم أشد أنواع الإرهاب، لأن الرصاصة تقتل أو تصيب عددا محدودا من الضحايا، لكن فساد المسؤول يدفع ملايين الناس إلى اليأس وفقدان الثقة والأمل في محاسبة أصحاب النفوذ والتغيير إلى الأفضل. نحتاج إلى من يزرع الأمل في كل مكان، وأن يحصل المواطن على حقه في حكم عادل سريع دون انتظار سنوات، للفصل في خصومته، وإلى شفافية في اختيار الوظائف «التي يبدو بعضها محجوزا» لأبناء الكبار،وتشريعات رادعة تلاحق كل من يسرق دعم الخبز ويبني أبراج «الموت» وكل فاسد في المحليات، وكل مسؤول يقهر الناس ولا يعمل على راحتهم وخدمتهم، ونحن نطوي العام الرابع على ثورة وملحمة 30 يونيو/حزيران، نحتاج إلى ثورة واسعة على الفساد».

هكذا كنا وهكذا أصبحنا

ومن بين من انتقدوا تردي الأوضاع رغم دعمه للسيسي من قبل، مجدي سرحان في «الوفد»: «معادلة بسيطة تلخص ما آل إليه الحال.. وتعبر عن واقع الأزمة الطاحنة التي يعيشها المصريون الآن.. بينما كان عليهم أن يخرجوا اليوم مبتهجين، محتفلين بذكرى لحظة عظيمة، اختاروا فيها أن يفرضوا إرادتهم.. ويحرروا وطنهم من بين براثن وأنياب وحش مفترس كان يقوده نحو الموت والخراب.. ذكرى ثورة شعبية.. نقية بيضاء.. نحتفل اليوم باكتمال العام الرابع من عمرها، بينما يجعله آخرون يوم حزن وألم ونكء للجراح التي صعب التئامها.. ومناسبة لتمرير قرارات المزيد من رفع الأسعار، بينما الناس نيام ومخدرون بتصريحات الأمس، التي وعدوا فيها بألا مزيدًا من الإجراءات القاسية الآن.. وكل ما كان يهمهم هو ألا يتزاحم الناس على محطات الوقود، بينما لم يراعوا في قرارهم هذا فرحة الناس بذكرى ذلك اليوم المشهود.. تلك المعادلة هي باختصار: أننا بدأنا عهد الثورة الميمون وسعر صرف عملتنا الوطنية يوازي 7.40 جنيه/ الدولار.. وسعر لتر البنزين 1.85 جنيه.. ووصل هذان السعران الآن إلى متوسط 18 جنيها للدولار و5 جنيهات للتر البنزين.. بنسب زيادة تتراوح بين 150 و270ظھ.. وقس على هذه النسب معدلات ارتفاع أسعار كل شيء.. الماء والغذاء والدواء والهواء.. بينما لم يزد متوسط دخل الشرائح العظمى من المجتمع إلا قروشًا أو جنيهات قليلة.. ولم يكن أحد هؤلاء يفقد الأمل والثقة في الوعود والعهود بأن يوم الفرحة والحصاد مقبل ولو بعد حين.. لكن طال انتظارهم.. ونفد صبرهم.. أمام كل دعوة ومهلة يتلقونها للتحمل والجلد.. ثم لا يجنون إلا مزيدًا من «قَطْع اللحم الحي» من أجسادهم».