عرض مشاركة واحدة
قديم 06-30-2017, 04:53 PM
المشاركة 97
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مرحباً استاذ يزيد

الثورات لا تندلع الا اذا توفرت الظروف لها وادت التراكمات الى انفجارها. وهذا دائماً ما يحدث.
يقال ان الولايات المتحدة شهدت في بدايات القرن الماضي العشرون مصاعب اقتصادية حادة ومنها انهيار اقتصادي كبير في العام 1928 . وكادت هذه الظروف الصعبة ان تؤدي الى ثورة شيوعية في امريكا . حيث كان العمال هم اكثر طبقة تعاني من الأزمة الاقتصادية . وبرز في ذلك الوقت مفكر اقتصادي اسمه ماكارثي حلل اسباب الأزمة وحاول منع تحول المجتمع الى الشيوعية. فتبين له ان السبب في تلك الأزمة هو جشع اصحاب راس المال حيث يحاولون دائماً الحصول على الكعكة كلها مما يؤدي الى افقار الناس وبالتالي بروز ظروف تمثل بيئة صالحة لولادة الثورات او الأصح انفجارها.
وعليه وضع تصور تقوم فيه الطبقة الرأسمالية بالتخلي طواعية عن جزء من راس المال لصالح الطبقات الفقيرة وهو ما يعرف بزيادة شريحة الطبقة المتوسطة التي تصبح مصالحها مرتبطة بمصالح الطبقة الرأسمالية فيحدث توازن في المجتمع وتنتفي ظروف الثورات.
وقد نجحت الطبقة الرأسمالية ايما نجاح في ذلك واصبحت الطبقة العاملة هناك شريكة للراسمالية وبدلا من استغلال العمال تحول النظام الراسمالي لاستغلال شعوب العالم الاخرى بالتحالف مع العمال هناك .
حتى ان عمال امريكا لا يحتفلون مع عمال العالم 1-5 من كل عام بعيد العمال العالمي وانما يحتفلون يوم 7-9 .

ما تسبب في اندلاع الثورات العربية في بعض الاقطار العربية وليس جميعها هو الظلم الاجتماعي والفقر والبطالة ...الخ بحيث تساوى الموت والحياة في تلك الدول ولذلك كانت الثورات محصل طبيعي.

ولاحظ ان الثورة لم تحدث في اي مجتمع فيه وفرة اقتصادية ( دول الخليج الجزائر ) ولا تحدث فمن المستحيل تجيش الناس للثورة اذا لم تكن مصالحهم مهددة والفقر ضارب أطنابه فيهم.

المشكلة ان الحكومات العربية في الدول التي شهدت تحركا ثوريا لم تتعلم من الدرس. ففي مصر مثلا نجد انه وعلى الرغم من الفقر الشديد الذي يطال شريحة واسعة من الناس بحيث اصبح المجتمع طبقتين فقط غنية جداً وفقيرة جداً قامت حكومة مصر بزيادة اسعار السلع والنتيجة زيادة حدة الفقر. والإضراب الاجتماعي والمصيبة ان هذه الزيادة تصب لمصلحة الراسمالين العالمين ووكلائهم المحليين كونها تأتي تنفيذا لمطالب البنك الدولي وصندوق النقد. فماذا تتوقع من مثل هذه الظروف؟
لاحظ الإحصائيات ستجد انه اذا لم يحدث تحرك شعبي يؤثر على الحكومة ويدفعها للتراجع عن السياسات التي تزيد الفقراء فقرا ان نسبة الانتحار سوف تزداد وهو مؤشر على حالة الغليان الناتجة عن اتساع قاعدة الفقر. وربما ان الحراك في ريف المغرب يقدم مثال جيد عن اسباب الثورات . فهو الفقر دائماً وغياب العدالة.

الربيع العربي هو الأمل في وصول حكومات عربية تعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية ومحاربة الفقر . وان لم يحدث ذلك فان الامور مرشحة لما هو أسوأ من الربيع العربي. ومن ذلك حراك ارهابي لا يبقي ولا يذر.
اذا الكرة هي في ملعب الحكومات العربية . لان الحراك الثوري لن ينتهي الا اذا ما تحسنت ظروف الناس وتحققت العدالة الاجتماعية .

*