عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
5

المشاهدات
42535
 
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي


ماجد جابر is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
3,699

+التقييم
0.77

تاريخ التسجيل
Feb 2011

الاقامة

رقم العضوية
9742
05-18-2012, 06:00 PM
المشاركة 1
05-18-2012, 06:00 PM
المشاركة 1
افتراضي دروس متسلسلة في علم البيان خاص بالناشئة والكتاب
الدرس الأول
علم البيان:
التشبيه

أولا- أركانهُ
الأمثلة:
(1) قال المَعَرِّى في الْمَديح:
أَنْتَ كالشَّمْس في الضِّياءِ وإِن جا = وَزْتَ كيوانَ في عُلُوّ المكان
(2) وقال آخرُ:
أَنْتَ كاللَّيْثِ في الشَّجَاعةِ والإقْ = دام وَالسَّيْفِ في قِراعِ الخُطوب [2]
(3) وقال آخرُ:
كأَنَّ أَخْلاقَكَ فِي لُطْفِها = ورقَّةٍ فِيها نَسِيمُ الصَّباحْ
(4) وقال آخرُ:
كأَنَّما الْماءُ فِي صفاء = وَقَدْ جَرَى ذَائِبُ اللُّجَيْن [3]ٍ
.................................................. .................................
البحث:
في البيت الأَول عَرف الشاعِرُ أَن مَمْدُوحَه وَ ضِيءُ الوجه مُتَلألئُ الطلعة، فأَراد أن يأْتي له بمَثِيل تَقْوَى فيه الصفةُ، وهى الضياء والإشراق فلم يجد أقوى من الشمس، فضاهاه بها، ولبيان المضاهاة أتي بالكاف.
وفي البيت الثاني رأى الشاعر ممدوحه متصفاً بوصفَيْن، هما الشجاعة ومصارعة الشدائد، فَبحَث له عن نَظيرَيْن في كلٍّ منهما إِحدى هاتين الصفتين قويةً، فضاهاه بالأسدِ في الأولى، وبالسيف في الثانية، وبيَّن هذه المضاهاة بأَداة هي الكاف.
وفي البيت اِلثالث وجَد الشاعر أخلاق صَدِيقِه دمِثَةً لَطِيفَةً تَرتاح لها النفس، فَعملَ على أن يأْتي لها بنظير تَتَجَلَّى فيه هذه الصَّفة وتَقْوَى، فرأَى أن نسيم الصباح كذلك فَعَقَدَ المماثلة بينهما، وبيَّن هذه المماثلة بالحرف "كأن".
وفي البيت الرابع عَمِل الشاعِر على أَن يَجدَ مثيلاً للماء الصافي تَقْوَى فيه صِفَة الصفاء، فرأَى أَن الفضة الذائبةَ تَتجلَّى فيها هذه الصفةُ فماثل بينهما، وبيَّن هذه المماثلة بالحرف "كان".
فأَنت ترى في كل بيت من الأبيات الأَربعة أَن شيئاً جُعِلَ مَثِيلَ شيء في صفة مشتركة بينهما، وأَن الذي دلّ على هذه المماثلة أَداة هي الكاف أَو كأَن، وهذا ما يُسَمَّى بالتشبيه، يقد رأَيتَ أَن لا بدَّ له من أَركان أَربعة: الشيء الذي يراد تشبيهه ويسمى المشبه، والشيءَ الذي يُشَبَّه به ويُسمَّى المشبه به، (وهذان يسميان طرفي التشبيه)، والصفةُ المشتركة بين الطرفين وتسمى وجه الشبه، ويجب أَن تكون هذه الصفة في المشَبَّه به أَقوى وأَشهَرَ منها في المشبَّه كما رأَيت في الأمثلة، ثم أداة التشبيه وهى الكاف وكأَن ونحوهما [4] .
ولا بد في كل تشبيه من وجود الطرفين، وقد يكون المشبه محذوفاً للعلم به ولكنه يُقَدَّرُ في الإِعراب، وهذا التقدير بمثابة وجوده كما إذا سُئِلت "كيف على"؟ فقلت: "كالزهرة الذابِلةِ" فإِن "كالزهرة" خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير هو الزهرة الذابلةُ، وقد يحذف وجه الشبه، وقدْ تحذف الأداة. كما سَيُبَين لك فيما بعد.
.................................................. .................................
القواعـد:
(1) التشْبيهُ:ْ بَيانُ أَنَّ شَيْئاً أَوْ أشْياءَ شارَكَتْ غيْرَها في صفةٍ أوْ أَكْثرَ، بأَداةٍ هِيَ الكاف أَوْ نحْوُها ملْفوظة أَوْ ملْحُوظةً.
(2) أَركانُ التَّشْبيهِ أرْبعة، هيَ: المُشَبَّهُ، والمشُبَّهُ بهِ، ويُسَمَّيان طَرَفَي التَّشبيهِ، وأَداةُ التَّشْبيهِ، وَوَجْهُ الشَّبَهِ، وَيَجبُ أَنْ يَكُونَ أَقْوَى وَأَظْهَرَ فِي الْمُشبَّهِ بهِ مِنْهُ فِي الْمُشَبَّهِ.
.................................................. .................................
نَمُوذَج
قال الْمعَرَى:
رُبَّ لَيْل كأَنَّه الصُّبْحُ في الْحُسـ = ـن وإنْ كانَ أَسْوَدَ الطِّيْلَسان [5]
وسهيْلٌ كَوجْنَةِ الْحِبِّ في اللَّو = ْ نِ وقَلْبِ الْمُحِبِّ فِي الخفقان [6]
أركان التشبيه في البيت الأول:
المشبه: الضمير في كأَنه العائد على الليل.
المشبه به: الصبح
الأداة: كأَن
وجه الشبه: الحسن
أركان التشبيه في البيت الثاني:
أ‌. المشبه: سهيل.
المشبه به: وجنة الحب.
الأداة: كأَن
وجه التشبه: الاحمرار
ب‌. المشبه: سهيل.
المشبه به: قلب المحب.
الأداة: الكاف (مقدرة)
ت‌. وجه الشبه: الخفقان.
.................................................. .................................
تمرينات
(أ)
بَيِّن أَركان التشبيه فيما يأتي:
(1) أَنْت كالبحْر في السَّماحةِ والشَّمْـ ـسِ = عُلُوًّا والْبدْر في الإِشراقِ[7]
(2) العُمْرُ مِثْلُ الضَّيْفِ أَوْ = كالطِيْفِ لِيْس لَهُ إِقامةْ
(3) كلام فلان كالشَّهْدِ في الحلاوة [8] .
(4) الناس كأَسْنان المُشْطِ في الاستواء.
(5) قال أَعرابي في رجل: ما رأَيتُ في التوقُّدِ نَظْرةً أَشْبَهَ بِلَهيب النارِ من نظْرته.
(6) وقال أَعرابي في وصف رجل: كانَ له عِلْمٌ لا يخالطه جَهْلٌ، وصِدْق لا يَشُوبه كَذِبٌ، وكان في الجُودِ كأَنهُ الوبْلُ عَنْد المحْلِ [9] .
(7) وقال آخر: جاءُوا علَى خَيل كأَنَّ أَعْناقَها في الشُّهرة أَعلام [10] ، وآذانَها في الدِّقَّةِ أَطرافُ أَقلام، وفرْسانها في الجُرْأَةِ أُسُودُ آجام [11] .
(8) أَقوالُ الملوك كالسيوف المواضي في القَطع والبتِّ [12] في الأُمور.
(9) قلبُه كالحجارة قَسْوةً وصلابةً.
(10) جبِينُ فلان كَصفْحةِ المِرْآة صفاءً وتلأْلؤًا.
(ب)
كَوِّن تشبيهاتٍ من الأَطراف الآتية بحيث تختارُ مع كلِّ طَرفٍ ما يناسبه: العزيمة الصادقة، شجرة لا تُثْمر، نَغَمُ الأَوْتار، المطَرُ للأَرض. الحديث المُمْتِع، السيف القاطع، البخيِل، الحياة تدِبُّ في الأَجسام.
(ج)
كوِّن تشبيهاتٍ بحيث يكون فيها كلٌّ مما يأْتي مُشبّهاً:
القِطار - الهرمُ الأَكبر - الكِتاب الحصِان
المصابيح - الصَّدِيق المُعلِّم - الدَّمع
(د)
اجْعل الكل واحد مما يأْتي مُشبَّهاً به:
بًحْر – أسَد - أُمُّ رؤُم [13] - نسيم عليل- مِرْآة صافية - حُلْم لذيذ
(ه)
اِجعل كلَّ واحد مما يأْتي وجْهَ شَبَهٍ في تشبيهٍ من إنشائك، وعيِّن طَرفي التشبيه:
البياض – السواد – المرارة - الحلاوة – البُطءُ – السْرْعة - الصلابة
(و)
صف بإِيجاز سفينة في بحر مائج، وضمِّن وصفَك ثلاثة تشبيهات.
(ز)
اشرح بإِيجاز قول المتنبي في المديح، وبيِّن جمال ما فيه من التشبيه:
كالبدْر من حيثُ التَفَتَّ رأَيْتَهُ = يُهْدِى إلى عينَيْكَ نورًا ثاقباً [14]

كالبحْر يقْذِفُ للقَرِيبِ جواهِرً = جودًا ويبعَث للبعيدِ سحائباً
كالشمْسِ في كَبد السَّماءِ وضَوْؤُها = يغْشَى البلاد مشاَرقاً ومَغاربا
.................................................. .................................
(1) كيوان: زحل، وهو أعلى الكواكب السيارة.
(2) قراع الخطوب: مصارعة الشدائد والتغلب عليها.
(3) اللجين: الفضة.
(4) أداة التشبيه إما اسم، نحو شبه ومثل ومماثل وما رادفها، وإما فعل، يشبه ويماثل ويضارع ويحاكي ويشابه، وإما حرف، وهو الكاف وكان.
(5) الطيلسان: كساء واسع يلبسه الخواص من العلماء، وهو من لباس العجم، جمعه طيالس وطيالسه.
(6) سهيل: كوكب ضوؤه يضرب إلى الحمرة في اهتزاز واضطراب، الحب: الحبيب. والخفقان: الاضطراب.
(7) السماحة: الجود.
(8) الشهد: العسل في شمعه.
(9) الوبل: المطر الشديد، والمحل: القحط والجدب.
(10) الأعلام: الرايات.
(11) الآجام جمع أجمة: وهي الشجر الكثير الملتف.
(12) البت في الأمور: إنفاذها.
(13) الرؤوم: العطوف.
(14) الثاقب: المضيء
.................................................. ............
وإلى اللقاء مع الدرس الثاني