الموضوع: الضمير
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
11

المشاهدات
2417
 
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9


ياسَمِين الْحُمود will become famous soon enough

    غير موجود

المشاركات
35,006

+التقييم
5.46

تاريخ التسجيل
Oct 2006

الاقامة
قلب أبي

رقم العضوية
2028
09-25-2020, 11:40 AM
المشاركة 1
09-25-2020, 11:40 AM
المشاركة 1
افتراضي الضمير
كانت رائحة الموت تتدلى من النوافذ و عبير الأزهار يعانق سكون آخرالليل ، عندما قامت قذيفة صفراء بزيارة خاطفة لمنزل يشع منه السلام ، ارتاحت الزائرة لحظة داخل المنزل ثم عطست عطسة عنيفة جفلت المبنى ، فسجد بعد أذان الفجر ، و ما أن ترجل بصيص الصباح من قطار الشمس ، حتى استيقظت الطفلة : سما " مذعورة تصرخ تحت أحشاء المنزل الراحل : أمي .. أبي .. أين أنا ؟ !!
لم يسمع والدها " أحمد " - الذي اعتاد أن يسقي الناس عصير محبته - صراخها ، لأنه أصبح صفيحة لحمية تحت سور الحديقة ، و تسربت روحه من صدع فيه ، أما " نهى " والدتها التي كان من المتوقع أن تضع وليدها في نفس الليلة ، فقد خط دمها بجانب الشجرة مختصرة كلمة " مبروك " لأنها ولدت طفلا قبل موسمه ، و لم يكن هناك من يبارك لها و خاصة أنها لم تكن بحاجة إلى عملية قيصرية ، فقد استطاع أحد أعمدة المنزل أن يخر ساجدا فوق صدرها مما جعل أحشاءها تبرز من فمها و المولود يخرج عنوة من محجرها يضحك ، للمرة الأولى خرج المولود يضحك راقدا على حجارة هذا العراء المبكي ، لكنه فضل أن يصبح طيرا من طيور الجنة ، فرحل مع والديه في هذا الصباح العامر بالأحزان ، و فجأة لبست السماء ثوب الحداد و راحت تبكي متألمة إلى أن حفرت دموعها الغاضبة مخرجا لـ" سما " فخرجت منه حافية بعد أن ماتت الطمأنينة في باطنها ، تركض في جميع الاتجاهات ، تبصق غيضا ، و تنثر كالبركان الهائج عويلها و هلعها توقظ ما كان يدعى الضمير .



التعديل الأخير تم بواسطة ياسَمِين الْحُمود ; 07-28-2022 الساعة 10:16 AM