الموضوع: الخطاب الأدبي
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-18-2011, 03:06 AM
المشاركة 3
علي بن حسن الزهراني
أديب وإعلامي سعودي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأستاذة القديرة/ سليمة محفوظي..
بداية أحب أن أرحب بك ترحيبًا سبقني إليه ربّان هذه السفينة التي وضعت هدفًا رئيسًا حمل اسمها (منابر ثقافية).. فأهلا ومرحبًا بك.
أما بعد:
فإن الخطاب الأدبي في حياتنا وممارساتنا الأدبية يخضع في مجمله وتفصيله إلى انتماءات الكاتب الأدبية؛ خاصة في موضوع النقد الأدبي.
من ينقد من؟
عندما نأتي بنص شعري ينتمي إلى المدرسة الرمزية وينقده كاتب من المدرسة التقليدية، هل سيكون نقده موضوعيًا وجازمًا لنا؟
لا أرى ذلك. فالشاعر أبو تمام شق طريقًا لم يتقبله شعراء عصره، ثم ما لبث أن أصبح مدرسة شعرية يشار إليها بالبنان !
سيدتي..
ربما أميل إلى المدرسة الرمزية في خطابي الأدبي، وأجد فيه متنفسًا، وآخر يجد في التقليدية متنفسه وخطابه، وآخر جمع بين المدرستين، ورابع شق طريقًا مختلفًا... إلخ. هل نخطئ أحدًا منهم في خطابه أو نصوّبه؟
يقول الدكتور/ فضل العماري- أستاذ النقد الأدبي بجامعة الملك سعود، بأن النقد هو مجال مفتوح ليس فيه خطأ أو صواب، ويخضع كثيرًا إلى انتماءات الناقد الأدبية عند من يخطئون ويصوّبون.
لذلك...
أرى أن نؤسس لخطاب أدبي مفتوح، يحتمل الصواب فقط، وينتج جيلًا من المثقفين يسمون بالأدب لأنه نتاج فكر أديب، وليس نتاج مدرسة أدبية. فالانتماءات الأدبية، هي عصبيات أدبيّة تبناها كثير من أدباء العصور السابقة و ورثوها لنا من خلال كتبهم النقدية القديمة قبل مئات السنين.
الأدب نتاج فكر لا يحكمه نقد ناقد مهما بلغ علمه وفهمه، ولو كان الأمر بيدي لما اعترفت بحكاية النقد الأدبي رغم جذورها الراسخة في تاريخ الأدب العربي، قديمه وحديثه.
نريد أدبًا يخاطب الروح والعقل معًا، ويخاطب كلا منهما بمفرده، نتنفسه بعيدًا عن تعقيدات النقد المبالغ فيها أحيانًا، التي أنتجت جيلًا مقلدًا في شعره ونثره ونقده أيضًا !
نريد خطابًا أدبيًا يخاطب الفكر من أجل الفكر، والعقل من أجل العقل، والروح من أجل الروح.
القديرة/ سليمة..
شكرًا لأنك، هنا، معنا في منابر كل العرب الثقافية، منابر ثقافية.
أبو أسامة

زحمة وجوه وعابرين!