عرض مشاركة واحدة
قديم 09-07-2016, 06:08 PM
المشاركة 219
سارهـ عبدالغني
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
-2-

وهنا لم يتمالك رامي نفسه إزاء هذا الموقف الخطير. فنهض سريعا وانقض على الرجل الواقف صارخا:

- هيه أنت. مالك ولهذه السيدة العجوز؟ لماذا تقف في طريقها هكذا؟ وماذا تريد منها؟

التفت الرجل والمرأة العجوز معا ونظرا إلى الطفل الحانق في استغراب. قالت المرأة العجوز متعجبة:

- ماذا جرى لك أيها الصغير؟ مالذي يغضبك هكذا؟

قال رامي بانفعال:

- إنه هذا الرجل. رأيته يزعجك ولا يدعك تمشين في الطريق و...

قاطعه الرجل قائلا:

- ماذا أزعجها؟ كيف. إن هذه أمي.

بهت رامي لدى سماعه هذه الكلمة. تسمرت عيناه على الرجل الضخم الواقف أمامه. وتجمد لسانه في حلقه فلم يقوى على النطق.

ابتسم الرجل إليه وأخفض قامته الطويلة ليصبح بمستوى نظر الطفل وقال:

- هدئ من روعك يا بني. هذه أمي الحاجة زكية.

وسبب اعتراضي لطريقها هي أنني أشفقت عليها من المشي طوال هذا الطريق على قدميها، في ليلة حارة كهذه وهي تعاني المرض والإرهاق.

كنت أحاول إقناعها بأن أجلب لها كرسيا متحركا ذي عجلات، حتى أتمكن من دفعها بينما تجلس هي وتريح جسدها الضئيل.

أسرعت الحاجة زكية تقول:

- لكني لا أريد الجلوس على أي كرسي. بالعكس فإني أفضل السير على قدميّ.

حتى أشعر بمشقة الحج . فكلما زاد الجهد المعمول ارتفع الاجر المبذول من عند رب العالمين.

فالله تعالى يحب النشطاء الاقوياء وليس المتكاسلين الخاملين.

احتج رامي قائلا.:

- ولكنك مريضة. سمعتك تسعلين بشدة.

تنهدت العجوز وتقلصت تعابير وجهها حتى لكأنها تبكي:

- معك حق يا صغيري.. أنا مريضة جدا. ولكني لست حزينة على هذا..بل في الحقيقة.. أشعر أني محظوظة وموفقة لأن كرم الله تعالى سمح لي بالحج قبل أن أفارق هذه الحياة.

أحس رامي بقلبه يدق بعنف. لم يكن يدري إن كان خائفا أو مشفقا أو متضايقا من كلام العجوز.

,,,يتبع,,,,

أنتظر آرائكم وتقييمكم. فهي تعني لي الكثير