عرض مشاركة واحدة
قديم 05-27-2012, 04:05 PM
المشاركة 706
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
سعد مكاوي
ولد الكاتب القاص الكبير سعد مكاوي حسن في 6 أغسطس عام 1916 بقرية " الدلاتون " مركز شبين الكوم – محافظة المنوفية ، وعنها صاغ مجموعة قصصية كاملة بعنوان " الماء العكر " بحيث كانت قرية " الدلاتون " ببيئتها والواقع الدائر في أنحائها هي مادة هذه القصص الشيقة .

تلقي تعليمه في مدرسة شبرا الإبتدائية ومدرسة التوفيقية وفؤاد الأول الثانوية ، قرأ كل ما تحتويه مكتبة والده من كتب التراث والتاريخ والأدب ، ومجلدات المجلات الشهرية مثل " المقتطف " ، " الهلال " ، وغيرها ، وحضر ما كان يعقده والده مدرس اللغة العربية من منتدي يومي أمام بيته الريفي وسط حديقة فواكه بسيطة مع الأصدقاء والمتعلمين من الفلاحين وكانت مادة الحديث العقيدة والتصوف والفكر والأدب ، بما شكل وجدان الشاب الصغير وأطلق أمامه أفاق الفكر والتأمل ، كما قرأ في القصة كتابات محمود تيمور ، المازني ، طاهر لاشين ، ثم سافر إلي باريس عام 1936م ودرس لمدة عام واحد في كلية الطب في " مونبلييه " بفرنسا ، ثم انتقل لكلية الآداب بالسربون حتى عام 1940 م ، وفي هذه الفترة تفتح أمامه عالم " جي دي موباسان " من رواد القصة القصيرة في العصر الحديث وقرأ له بلغته الأصلية ، وقرأ أيضا أعمال " إميل زولا " ، " بلزاك " ، " مارسيل بروست " ، وعند عودته من باريس بدا العمل بالصحافة بتولي الإشراف علي صفحة الأدب في جريدة المصري عام 1947 م ، ثم بجريدة " الشعب " من عام 1956 : 1959 م ، ثم كاتبا بجريدة الجمهورية ، وعمل مشرفا علي لجنة قراءة النصوص السينمائية في وزارة الثقافة ، ورئيسا لهيئة المسرح بوزارة الثقافة حتى 16-8-1976م ، وهو عضو مؤسس بنادي القصة وجمعية الأدباء واتحاد الكتاب ، كما شغل لفترة مقرر لجنة القصة بالمجلس الأعلي للثقافة .



إنتاج غزيز متميز :

أنشأ الأديب سعد مكاوي كتاباته في مجالات متنوعة فهو كاتب متعدد المواهب بين القصة والرواية والمسرحية والمقال والترجمة ، فقد كتب 26 كتابا كما يلي :

·
نشر أول قصه له بتاريخ 23-9-1945م بعنوان " صاحبة العصمة " بمجلة آخر ساعة .

·
أصدر 14 مجموعة قصصية :


نساء من خزف1948
الماء العكر 1956
قهوة المجاذيب 1951
شهيرة وقصص أخري 1957
قديسة من باب الشعرية 1 1959
1957 مجمع الشياطين مخالب وأنياب 1953
الرقص علي العشب الأخضر 1962
الزمن الوغد 1954
القمر المشوي 1968

راهبة من الزمالك 1955 الفجر يزور الحديقة 1975

أبواب الليل 1956 علي حافة النهر الميت 1985

وكتب أربع روايات هي :

اسم العمل السنة اسم العمل السنة

الرجل والطريق 1964 الكرباج 1980

السائرون نياما 1972 لا تسقني وحدي 1985
· وفي المسرحية كتب أربع مسرحيات هي :

الميت الحي – الأيام الصعبة – الحلم بداخل القرية – الهدية

==
سعد مكاوي



ولد سعد مكاوي حسن في 6 أغسطس سنة 1916 في قرية الدلاتون ، مركز شبين الكوم التابع لمحافظة المنوفية ، تلقى تعليمه في مدرسة

التوفيقية الابتدائية ومدرسة شبرا وفؤاد الأول الثانوية . سافر إلى باريس عام 1936 لدراسة الطب بيد أنه " يفشل ويحول دراسته إلى الآداب بالسربون ليعود في عام 1940 دون أن يحصل على الليسانس فى الآداب بسبب نذر الحرب ، وربما لأسباب أخرى ، المهم أن المدة التى قضاها كاتبنا فى باريس سواء فى كلية الطب أو فى كلية الآداب – ساعدته على دراسة بعض العلوم ذات الصلة الوثيقة بالأدب ، مثل : علم الجمال وعلم النفس وسيكولوجية الجنس والتعرف على أصول القصة والمسرح والموسيقى والفن التشكيلي ، هذا إلى جانب تعرفه على بعض قضايا العلم الحديثة ، وقد أشار فى أحد أحاديثه الصحفية إلى حبه لقراءة الكتب العلمية ، على أية حال سيبدو أثر كل هذا واضحاً فيما يؤلف ويترجم سعد مكاوى، كما سنرى فى عرض قائمة إنتاجية الأدبي .
عاد سعد مكاوي "إذن" من باريس دون أن يحصل على شهادة مثله في ذلك مثل أستاذه توفيق الحكيم ، ومن ثم لم يكن أمامه بعد عودته إلى مصر سوى العمل فى الصحافة وكتابة القصة فتولى الإشراف على صفحة الأدب فى جريدة المصرى عام 1947 وكانت من أوسع الجرائد المصرية انتشارا ً فى عالم الصحافة والأدب آنذاك ، وقد مكنه هذا العمل من نشر أهم قصصه ذات الصيغة الواقعية ، أو (الواقعية الانحيازية) على حد قول الدكتور سيد حامد النساج، وهى القصص التى ضمنها مجموعتي " الماء العكر " ، " والزمن الوغد " ، وفى الوقت نفسه فتح باب النشر أمام كثير من نقاد اليسار وأدبائه أمثال : محمد مندور و عبد الرحمن الشرقاوى ، يوسف إدريس وسعد الدين وهبه و نعمان عاشور وغيرهم ، لكن من أسف ، أغلقت جريدة المصرى مع إلغاء الأحزاب عام 1954م ويمر عامان لينتقل بعدهما للأشراف على الصفحة الأدبية فى جريدة الشعب عام 1956م ليظل بها حتى عام 1959م ومن الشعب ينتقل للعمل كاتباً بجريدة الجمهورية لسان حال الثورة آنذاك، وهناك يتبارى نتاجه الأدبي مع نتاج يوسف إدريس وعبد الرحمن الشرقاوى ، إذ ينشر على صفحاتها ابتداء من يناير 1963م رائعته فى الرواية التاريخية ، والتى ستظل علامة فى تاريخ الرواية العربية أقصد رواية " السائرون نياما " مبلورا فيها " بتقنية " فنية عالية رؤيته الواقعية والتاريخية للمجتمع المصري فى ذلك الحين من خلال فترة تاريخية من العصر المملوكى .
ينتقل الكاتب بعد ذلك للعمل فى وزارة الثقافة حتى إحالته إلى المعاش ، فيعمل مشرفا على لجنة النصوص السينمائية ، لينتقل بعدها – وفى عامه الأخير – قبل سن المعاش – ريسئا ً لهيئة المسرح حتى 16 أغسطس 1976 وهو تاريخ بلوغه سن الستين ، أما آخر أعماله الوظيفية فكان مقرراً للجنة القصة بالمجلس الأعلى للفنون والآداب ، وقد لازمه هذا العمل حتى وفاته فى 11 أكتوبر 1985م .
وواضح من خلال هذه المرحلة الخصبة من العمل فى الصحافة ووزارة الثقافة ، أنه كانت لديه الفرص المتاحة للوصول إلى عالم الشهرة ، وفرض الذات ، بيد ان سعد مكاوى كان عازفاً عن كل هذا ، ولعل هذا راجع إلى حساسيته المفرطة وميله إلى العزلة والابتعاد عن " الشللية " والمجتمعات والأندية الأدبية يقول من حوار له مع الكاتب عبدالعال الحمامصى" منذ الصبا الأول والميل إلى التأمل طبيعة أصيلة فى تكويني .. لذلك تجد فى بعض نماذجي القصصية سخرية رفيقة من الذين لاهم لهم إلا أن يكونوا واسطة العقد ، أو زهرة المجلس . حتى (متعى) فى الطفولة والصبا كانت من النوع الذى ينأى عن الضجيج والزحام ، ويجنح إلى فرص التأمل" ويقودنا هذا إلى الحديث عن نشأة الكاتب وتكوينه الاجتماعي والثقافي .
ينتمي سعد مكاوي إلى الريف المصري الفقير " الذي يسوده عبق التصوف" لذلك تكثر فى أعماله أسماء وشخصيات ريفية ، بل إن أدبه قائم على ثنائية الريف والمدينة ، إذ يعدان المكانين الأساسيين فى بناء أى عمل فنى له ، نرى ذلك فى أعماله الأولى والأخيرة على حد سواء ، لنترك الكاتب يتحدث عن نشأته فى ظل القرية والجو الصوفي وتأثير ذلك على رؤيته للحياة والفن ،إذ يقول : كان أبى من طبقة المتصوفة ، التى أخذت روح التصوف الحقيقي فى معناه الكلى ليس التصوف الذي يفر من الواقع فى صورته الشائعة ، بل الذى ينظر إلى الواقع من خلال رؤية كلية تنفذ إلى الماوراء لدرجة أنها قد تربط المعنى الإنساني الكلى وحقائق الوجود الأصلية بالمصير الإنساني ، مما يهب النفس قدراً من الثقافة والتصوف بهذا المعنى يعطى الإنسان قدرة على أن يستشف كل حقائق الوجود والحياة ، بحيث تكون النظرة الجوانية للإنسان هى القوة السائدة .
من خلال هذا الطراز النادر للفلاح المصري البسيط المتصرف بدأت ونمت نظرتي إلى الواقع . ففى هذا الوسط الفقير الكادح أمكن أن تعرف فى وقت مبكر نوعاً ما إلى الكثير من أوليات الوضع الطبقي العام لأبناء وطني ، وللعلاقات الاجتماعية ".
على أن هذه النشأة الفقيرة وسط عالم التصوف التأملى لا تعنى ابتعاد الكاتب عن مصادر الثقافة النظرية ، بل والعملية حيث كان أبوه من خريجي دار العلوم ، ويعمل مدرساً للغة العربية فى القاهرة ، لكن حقيقته الكبرى كانت فى سعة إطلاعه ورحابه فكرة فى إطار من تصوف حسن الذوق ، كانت له جاذبية على نفسه المتفتحة للمعرفة ، مما مكنه من الإطلاع على مكتبه ضخمة تحتوى على أمهات الكتب فى " التراث والتاريخ والأدب " فضلاً على مجلدات من أمهات المجلات الشهرية مثل المقتطف والهلال ولعل هذا يفسر لنا اتجاه سعد مكاوى بعد ذلك إلى استلهام التصوف والتاريخ وتوظيفهما فى إنتاجه الروائي .
وبانتقال سعد مكاوى إلى القاهرة والتعرف على أحيائها وظروفها السياسية والاجتماعية ، يبدأ اهتمامه السياسى ،يقول:" بدأت اشترك فى صف الحزب الجماهيرى الذى يمثل الشعب ضد سلطة الأقليات المتعاونة مع القصر"، وفى نفس الوقت بدأ اهتمامه بالقصة القصيرة . على أن النقلة الثقافية الكبرى للكاتب ستكون مع رحيله إلى باريس ومكوثه هناك أربع سنوات كاملة ، وكان قد تعرف أثناء وجوده فى القاهرة على محمود تيمور والمازنى ومحمود طاهر لاشين وغيرهم من كتاب المدرسة الحديثة وسيكون من المفيد أن نترك الكاتب يتحدث عن هذه الفترة من حياته ، حيث تم تكوينه الثقافى ، هذا التكوين الذي سيلون أدبه وكتاباته فيما بعد بلون خاصة فريد ومتميز عن أبناء جيله ، يقول عن هذه الفترة التى قضاها فى فرنسا :" انفتح أمامى عالم جى دى مويسان أستاذ القصة القصيرة الأول الذى أكملت تعريفي إليه فى لغته الأصلية ، بل أنه هو الذى … بل أنه هو الذى قادنى إلى بلزاك وزولا وبروست وغيرهم . وكانت فترة الدراسة فى فرنسا قد بدأت بصدمة نافعة ، نتيجة للفاروق الهائل بين النظرة إلى المرآة فى بيتي فى مصر ، وبين وضعها فى البيئة التى انتقلت إليها وهو أمر كان له أثره العميق بعد ذلك فى نفسى وفى أفكاري .
كما كانت فترة التفتح على الحياة فى باريس هى الفائدة الكبرى التى فتحت لى الأبواب المسحورة لعوالم الفكر والأدب والفن القديم والحديث ، بما فى ذلك الفنون التشكيلية وعالم الموسيقى الرفيعة .
والواقع أن هذه الفترة الباريسية تركت أثرها السلبي والايجابي معا على أدب سعد مكاوى ، إذ جعلته يقف فى ثقافته الفرنسية عند حدود الأربعينيات من هذا القرن رغم ما تميزت به هذه الفترة من زخم ثقافى ، وبخاصة أفكار جان بول ساتر فى الالتزام إلا أنه لم يستفد منها بالقدر الكافي فى تطور فنه الروائي كما سيتضح لنا فيما بعد ، وبوقوفه عند هذه الفترة لم يلتفت إلى المدرسة الجديدة فى الرواية التى ظهرت بعد ذلك فى فرنسا . ونعود إلى أثر هذه الفترة فى فئه ، فنجد يحتفى بكتاب من القرن التاسع عشر فى فرنسا وبخاصة : جوستاف فلويسير ، وأميل زولا ، فنراه يحلل رواية الأول ، مدام بوفارى ، ويجعل من شخصية ، أيما بوفارى إحدى موضوعات كتابه " رجل من طين " وفى مقال آخر يتحدث عن الشخصيات المعاونة فى الرواية نفسها – مما يشى بنظرة نقدية للقصة – متخذاًَ من " هومة " فى القصة نموذجاً ،أما تأثير " زولا " فيبدو واضحاً بشكل لافت للنظر فى رائعته " السائرون نياما " وقد ترجم له رواية " جرمينال " والواقع أنها ليست ترجمة بل تلخيصاً وقد كان سعد مكاوى أميناً مع نفسه عندما كتب على صفحة العنوان ترجمة وتلخيص ويمكن عمل مقارنة بين هذا العمل و " بين السائرون نياما " بيد ان هذا بحث تعوزنا وسائلة الآن ، لكن يكفى أن نشير إلى فكرة البطولة الجماعية المشتركة فى العملين وكان سعد مكاوى قد أعجب بـ " جرمينال" من هذه الناحية يقول فى تقديمه لها : " لأول مرة فى تاريخ الأدب ، ومن تصوير كاتب جمهوري واشتراكى ، لم يكن البطل فى رواية فرد أو أفرادا ، بل كان بطلاً جماعياً هو جمهور عمال المنجم ، ولأول مرة ينهض كاتب ليسم بالحديد المحمى مجتمعه الذى يسمح بمثل هذا الظلم ، مما يجعل " جرمينال " التى صور فيها إضراب عمال المناجم فى أحد أقاليم فرنسا احتجاجاً على مظالم الشركة المستغلة عملاً فريداً فى الأدب الفرنسي ، كما أنه فريد فى إنتاج زولا نفسه .
وهو ما حاول أن يطبقه سعد مكاوي بنفسه فى رواية " السائرون نياما " على أن سعد مكاوى لم يقف فى قراءاته وترجماته عند " فلويير وزولا فقط ، إذ ترجم المئات من القصص الفرنسية على صفحات جريدة المصرى ، يقول عنه الدكتور فائق الجوهري فى تقديمه لمجموعة "راهبة الزمالك أنه "… لخص أكثر من مائتي كتاب " وإن كان لم يظهر من هذه الترجمات والتلخيصات إلا أقل القليل .
وهكذا يتفاعل رافدان أساسيان فى ثقافة الكاتب ، أولهما تراثى يتمثل فى التاريخ والتصوف ، والثانى غربى يتمثل فى الثقافة الغربية الحديثة من نتاج أدبى ، وقراءات مختلفة فى الموسيقى والمسرح والفنون التشكيلية ، وهذا بالطبع إلى جانب تجربة الكاتب الحياتية وقراءاته الأساسية فى الأدب العربى الحديث كل هذا يفضى فى التحليل الأخير إلى أننا أمام كاتب ، متنوع الثقافة على وعى بحركة التاريخ الأدبي الحديث . ومعاصرا له ومشاركاً فيه ، قرأ تراثه العربى وتشبع به فامتلك ناصية الأسلوب اللغوي السليم ، وقرأ التراث الغربى فى لغته الأصلية فأضاف تجربة جديدة إلى تجاربه الأساسية . على أنه لم يبخل علينا فألف وترجم لنا عبر إبداعه المتنوع فى القصة القصيرة والرواية والمسرحية والمقال ليقف علامة بارزة فى إنتاجنا الأدبي خلال هذا القرن ، وفيما يلى قائمة بإنتاجية المنشور فى كتب فى هذه المجالات