عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-2011, 09:18 PM
المشاركة 70
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

سونيت 132



أحب عينيك، وهما كما لو كانتا تشفقان عليّ


تعرفان أن قلبك الذي يعذبني بالترفع


ألبسني السواد وجعلني محباً للنواح


مُطِلاً بشفقة دافقة على آلامي


....


وفي الحقيقة، لم تكن شمس الصباح في السماء


تُزين خدود الشرق الرمادية على أكمل وجه


ولا ذلك النجم الساطع الذي يتلألأ في السماء


يبعث في الغرب المعتم نصف ذلك البهاء


....


مثلما تفعل تلك العينان الحزينتان في صفحة وجهك


آه، فلتدعيها إذن لتكون الصورة التي تليق بقلبك


لتبكي من أجلي، ما دام البكاء يضفي عليك الجمال


ولتدعي الشفقة تسكن كل كيانك


....


أُقسم وقتئذ أن اللون الأسود هو الجمال بعينه


وأنهم جميعا أشرار، أولئك الذين ليس لهم لون بشرتك




ترجمة: بدر توفيق




CXXXII



Thine eyes I love, and they, as pitying me


Knowing thy heart torments me with disdain


Have put on black and loving mourners be


Looking with pretty ruth upon my pain


And truly not the morning sun of heaven


Better becomes the grey cheeks of the east


Nor that full star that ushers in the even


Doth half that glory to the sober west


As those two mourning eyes become thy face


O! let it then as well beseem thy heart


To mourn for me since mourning doth thee grace


And suit thy pity like in every part


Then will I swear beauty herself is black


And all they foul that thy complexion lack





سونيت 133



ملعون ذلك القلب الذي يدفع قلبي إلى الأنين


من ذلك الجرح العميق الذي أصاب صاحبي وأصابني


ألم يكن كافياً أن يعذبني وحدي


فيرغم صديقي الحبيب أيضاً على أن يكون عبداً للعبودية


....


لقد أخذتني عيناك القاسيتان من نفسي


وجعلت صاحبي تحت وطأة أشد وقعاً


ها أنا أصبحت مهجوراً منه ومن نفسي ومنك


مُتَوَجِّعاً تحت سعير ثلاثي مكعّب الإيلام


....


فلتسجني قلبي في صدرك الفولاذي


ولتطلقي قلب صديقي، وليكن البديل قلبي البائس


الذي يسجنني دائماً، ولتدعي قلبي يكون له حارساً


حتى لا يمكنك استخدام القسوة حيثما سُجِنْتُ


....


عندئذ، وقد صرتُ سجيناً بداخلك، ما شئت افعلي


لقد صرت مملوكاً لك، مثلما أصبح كلّ ما في داخلي




ترجمة: بدر توفيق




CXXXIII



Beshrew that heart that makes my heart to groan


For that deep wound it gives my friend and me


Is't not enough to torture me alone


But slave to slavery my sweet'st friend must be


Me from myself thy cruel eye hath taken


And my next self thou harder hast engrossed


Of him, myself, and thee I am forsaken


A torment thrice three-fold thus to be crossed


Prison my heart in thy steel bosom's ward


But then my friend's heart let my poor heart bail


Whoe'er keeps me, let my heart be his guard


Thou canst not then use rigour in my jail


And yet thou wilt; for I, being pent in thee


Perforce am thine, and all that is in me

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)