عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-2011, 09:08 PM
المشاركة 67
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

سونيت 127



في العصور القديمة، لم يكن الأسود يُعَدُّ لوناً بديعاً


وإذا افترضنا أنه كذلك، فإنه لم يكن يحمل اسم الجمال


أما الآن فقد أصبح اللون الأسود وريث الجمال


وشاهت سمعة الجمال بالخزي كأبناء الزنا


....


فمنذ اعتادي كل يد أن تكتسي بقوى الطبيعة


وتُجَمِّل القُبْحَ بالمواد التي تجعل الوجه زائفا مستعاراً


لم يعد للجمال العذب اسمٌ، ولا مقاسٌ مقدس


بل أصبح مُهْمَلاً ، فضلاً عن الاستهجان الذي هبط إليه


....


لهذا فإن حواجب معشوقتي فاحمة السواد


وكذلك عينيها شديدتي السواد، كأنهما في رداء الحزن


على من لم يولد جميلاً لكن لا ينقصه الحسن


وهو يُشوهُ إبداع الطبيعة بالقيم الزائفة


....


هكذا يبدو حزنها مُتَّسِقاً مع هَمِّها الدفين


حتى ينطق كل لسان قائلاً أن الجمال هكذا ينبغي أن يكون




ترجمة: بدر توفيق




CXXVII



In the old age black was not counted fair


Or if it were, it bore not beauty's name


But now is black beauty's successive heir


And beauty slandered with a bastard shame


For since each hand hath put on Nature's power


Fairing the foul with Art's false borrowed face


Sweet beauty hath no name, no holy bower


But is profaned, if not lives in disgrace


Therefore my mistress' eyes are raven black


Her eyes so suited, and they mourners seem


At such who, not born fair, no beauty lack


Sland'ring creation with a false esteem


Yet so they mourn becoming of their woe


That every tongue says beauty should look so




سونيت 128



حين أستمع إليكِ، يا نغمي، وأنت تعزفين


على تلك المفاتيح الخشبية التي يصدر عنها اللحن البهيج


تتمايل برقة تحت أصابعك الجميلة


فتبعث أوتارها توافقاً نغمياً تنتشي له أذني


....


لشد ما أحسد المفاتيح التي تهبط وتصعد برشاقة


فتقبّل باطن كفك الحنون


بينما تظل شفتاي المسكينتان اللتان ينبغي لهما قطف هذا الحصاد


واقفتين في استحياء أمام جرأة المفاتيح


....


وإذ تتعرضان لهذه الاثارة، تُغَيِّران حالهما


وموقفهما مع تلك المفاتيح الراقصة


التي تسير عليها أصابعك في مشية رقيقة


تجعل المفاتيح في نعيم لا تعرفه شفتاي النابضتان بالحياة


....


وما دامت تلك المفاتيح الأنيقة سعيدة للغاية بما هي فيه


فلتعطيها أصابعك، ولتعطيني شفتيك لأقبلهما




ترجمة: بدر توفيق




CXXVIII



How oft when thou, my music, music play'st


Upon that blessed wood whose motion sounds


With thy sweet fingers when thou gently sway'st


The wiry concord that mine ear confounds


Do I envy those jacks that nimble leap


To kiss the tender inward of thy hand


Whilst my poor lips which should that harvest reap


At the wood's boldness by thee blushing stand


To be so tickled, they would change their state


And situation with those dancing chips


O'er whom thy fingers walk with gentle gait


Making dead wood more bless'd than living lips


Since saucy jacks so happy are in this


Give them thy fingers, me thy lips to kiss

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)