الموضوع: O كانوا هنا .. O
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-05-2020, 03:55 AM
المشاركة 556
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
لاترافياتا, إلى فيولوليتا
بقلم : أحمد فليمون


يال عيناكِ اللتانِ تخلُقانِ الألوانِ والمَدى
حينما رأيتُكِ لأوّل وهلة رأيت وجهَ مدينتنا
قبل أن يأتي روزفلت
ويتشكلّ بصور تاريخيّة , تهتُك الغد ,وتلّبس الصلاة والأمَاني /
كنّتُ آنذاك أُقلِّبُ الفراغ دونَ جدوى ,كما أنظُر لمرآةً حزينة
,تواسي ثقوباً غير مرئيّة ..
لم يكن الركضُ متصِلاً بالمدى بعد,
الطريق بدا كأنَّهُ ضِباع مُمدّدةً
ولم يكن النبع حيئِذٍ وسيلةٌ مريحة لمداعبةِ شقائِق النُعمان
وأقتطاف الأجرام التي تبدو بهيئةِ جذور عارية /
لا أحد هُنا
سوى الحيرة والأغلال والسُفن التي تشقَقت أشرِعَتَها
أحببتُكِ /
قبل أن ألتقط وميض الأقمار الشارِدة
وأحببتيني/
دون أنّ أُللامس هذيان خدُكِ وأتردّد كطِفلٍ يبحثُ عن الدَفء والسَمر
في ظلِ بعثرةِ الأشياء بشكلٍ تَسَلسُلي ومن غيرِ أعدادٍ مُسبَق
,قُلت لأشجارِ الحور أحبك باكِراً ولحِقت بمراكِب الجنونْ متأخِراً ..
كُنّتِ تملئِين الصوت الشاغِر في موسيقى الوجود
, كنّت ترتجفين من المجهول
حينَما مدَّ نهرُ مدينتنا أجنَحتهُ وداعب خُصلات شعركِ المُتمرّد /
كُنّتِ أغنيةً وكُنتُ موسيقاراً
,كان الرصيف متوعِراً قبل أن نسكُب الفودكا سجادةً خضراء
, تبتهل للمطر أنَّى يجيءُ مزماراً
الجنون كان مائَاً يُشاهدَ رقصَنا
تمايلّنا كما في أعراس الزمن تماثلّنا ( فلامنغو )
وبدا هو كأنَّهُ يَاِكلُ الضباب يلبسُه حيناً حيثُ يختَفي ويوئَدُ

منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=17708

وحيدة كالقمر