عرض مشاركة واحدة
قديم 10-07-2010, 07:34 PM
المشاركة 5
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي













جاء في رائعة أحمد شوقي (النخيل)التي نظمها بالإسكندرية في صيف 1931م:
أرى شَجَراً في السَّماءِ احتجبْ =وَ شَقَّ العَنانَ بمرْاًى عَجَب
مآذنُ قامت ْهُنا أو هُناكَ = ظَواهِرُها درجٌ مِنْ شَذَبَ
و ليس يُؤذِّنُ فيها الرِّجال = و لكنْ تصيحُ عليها الغُرُبْ
و باسقةٍ مِنْ بناتِ الرِّمالِ =نَمَتْ و رَبَتْ في ظلالِ الكُثُبْ
كَسَارِيَةِ الفلكِ , أَوْ كالمسلَّة , أو كالفَنار وراءَ العَبَبْ
تَطولُ و تَقْصُرُ خلْفَ الكَثيْبِ=إذا الرِّيحُ جاء به أو ذهبْ

قوله: (إذا الريحُ جاء به أو ذهب)
فقد حَمَل الريح على معنى الهواء و هذا سبب تذكير الفاعل .
و شواهد هذا كثير كقوله تعالى:
(و أخذَ الذّين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين ) هود -67
قال صاحب (التبيان في إعراب القرآن)
في حذف التاء ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه فصل بين الفعل و الفاعل
و الثاني: أنَّ التأنيث غير حقيقي
و الثالث: أن الصيحة بمعنى الصِّياح , فَحُمِلَ على المعنى.

الإضافة البيانية :
لمّا أراد أن يصور شدة فعل الريح جاء بتذكير الفاعل ليدل على القوة التي تثير هذا المشهد الحي في نظر المشاهد .