عرض مشاركة واحدة
قديم 08-05-2010, 03:45 PM
المشاركة 32
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: يبلغ لمن يهمه الأمر
المناهج الدراسية العربية ومقارنتها بالتطورات العالمية الحديثة .




د . محمد الزهراني
منبر الملتقى التربوي




كان المنهج المدرسي في الماضي يهدف لأمرين وهما القراءة والكتابة بحسب حاجة المجتمع ذلك الوقت ، لم يعد الأمر يقف عند هذا الحد ،بل أصبح العالم يتطور من حولنا وبشكل مُتسارع ، اعتقدنا أن حكوماتنا ستعمل جاهدة على تطوير تعليمنا لنلحق بالركب ، إلاّ أن الركب سبقنا بعقود كثيرة ، ولازلنا لا نبرح المكان لا ندري عمداً كان هذا ، أم جهلاً بالمستقبل وما يخبئ لنا . عمدت وزارات التربية والتعليم في الدول العربية وليس الإسلامية في تكويّن خبراء لصياغة تلك المناهج العديمة الجدوى عدا مواد التربية الإسلامية التي لا يحق لي ولا لغيري التنقيص من حقها رغم تحفظي على ما يحويّه بعضها ومدى مناسبتها للصغار وعقولهم ، بل ينبغي على مُعديها إعادة النظر في بعض موضوعاتها .
أمرٌ لازال خبراء التعليم والمسئولين في البلدان العربية يزداد تمسكهم به ، رغم قناعة الكثير بعدم جدوى تلك المناهج التي أكل عليها الزمان وشرب . يحدث أحياناً بعض التعييرات في المحتوى وصورة الغلاف وليس في المضمون . كلنا يعلم أن تلك المناهج يقوم بإعدادها خبراء في المناهج الدراسية ، وبكل أسف هولاء الخبراء يعدونها دون تخطيط مسبق ومتقن ، ففي الكثير من الدول العربية إن لم تكن بأكملها نرى جهلاً من تلك السياسات وقد يكون عمداً لاسيما ما تعانيه مناهجنا من انتقادات في الوقت الحاضر . يعرف الكثير منّا أن تلك المناهج الدراسية في الدول المتقدمة لا تقف عند مجموعة من الخبراء وحدهم ، وهم من يخطط ويُعد لتلك المناهج ، بل المجتمع أيضاً يشترك في التخطيط والإعداد لها. تتجدد تلك المناهج لديهم بين كل فترة وأخرى بحسب حاجة المجتمع والطلب الذي يحتاجون إليه وليس كما تراه تلك الدولة أو الخبراء فيها . نعرف أن أي مجتمع له طلبات يحتاجها ومن خلال تلك المناهج يحدد ما يدون بها حتى تفي بالمطلوب ، بعكس الدول العربية التي تُفرض تلك المناهج احتاجها المجتمع أم لا يحتاجها . سبقتنا الدول ووصلوا إلى ما وصلوا إليه ونحن لازلنا نفرضها على أبنائنا . لم يقف الأمر عند هذا الحد بل ما بداخل الكثير منها يطلب من الطالب حفظها ومن ثم تسميعها للمعلم نهاية كل فصل دراسي ، لينال الدرجة المستحقة ، في نظري هذا الحشو لن يوصلهم إلى العالمية مادام الأمر على هذا المنوال ، ففي الدول المتقدمة أيضاً معظم تلك المناهج عملية أي أن الطالب يقوم على عمل تلك التجارب أما بمساعدة غيره أو بنفسه لحين يتم إتقانها . في نظري هذه الطريقة هي التي أوصلت ذلك العالم إلى التقدم الذي هم فيه ، بعكس ما نحن فيه ومنا هجنا التي لا تعمل إطلاقا عل أي تقدم يُذكر .لا يراودني الشك أن ما نحن فيه فُرض علينا لنبقى كما نحن . أنا ذكرت هنا الدول العربية ولم أقل الإسلامية شتان بين مناهجنا ومناهج ماليزيا مثلاً .