الموضوع: المطر المحمص
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-06-2011, 10:54 PM
المشاركة 5
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ِالمطر المحمّص

عامر عثمان




ننصتُ لفراخ الحجل في حبور
نطّوق المتاهات رغم المرتبك حدّ التلعثم
أصواتهم تشبه ارتخاء عرف الديك الرومي
في شهوته الملتهبة
نجني ريشهم من خلف لامبالاة التبّان في لهاثه الأخير
وحشيش الأرض فخاخٌ تزين مخالبهم الغضة
من هندباء الأرض يعصرون ريقهم
تركت ُ بعضاً من قوس قزح ممزوجاً بهذيانك اللذيذ
وبعض صلوات الآدميين
والحرمل المنتشي بالتعاويذ يتربص بالأكيد
تفرد حقائبك المرقعة بالهواء
وخيوط الضوء في خزائن الغربة الملتوية
تبحث عن أقدارك المغروزة بالطين المعفر بالمطر
تبتهل
وتبتهل
لعله يعجن الغيم في رحى المطر
ويحمصها على موائدك المزدحمة بالأواني الرنانة
وبعضاً من أنفاس النهار المندلق من جيوب الليل
ألا تمل من عناق الأصابع والأكف ؟
ألا تمل من عجن الكلمات ؟
ألا تمل من طيّ الترتيب في دروج المتناثر ؟
أما زالت قدورك ملأى بالمرقاق والمرق ؟
والدنّ يلطم خده على فتات الغيم
وأنت تنصت في صمت هادئ
وتلقي التحية على كل الطيور المهاجرة إلى المدى
عمت مساءً
عمت مساء



شتاء 2011 م






موائد من الحروف الرنانة
عُجِنت حتى آخر قطرة من هذا المطر
راق لي المكوث تحت رذاذ المطر حتى النخاع


الأديب القدير أ. عامر عثمان
طبت وطاب مساؤك
تحيتي وتقديري بعدد حبّات المطر

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)