عرض مشاركة واحدة
قديم 05-04-2020, 11:38 PM
المشاركة 1246
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
.... أَحْمَقُ مِنْ هَبَنَّقَةَ ....

هو ذو الوَدَعَات ، واسمه يزيد بن ثَرْوَان أحدُ
بني قيس بن ثعلبة ، وبلغ من حُمْقه أنه ضلَّ له
بَعير فجعل ينادي : مَنْ وَجَدَ بعيري فهو له ، فقيل
له : فَلِمَ تَنْشُدُه؟ قال : فأين حلاوة الوجدان؟!
ومن حُمْقه أنه اختصمت الطَّفَاوَة وبنو رَاسِب إلى
عرباض في رجل ادَّعَاه هؤلاء هؤلاء ، فقالت
الطفاوة : هذا من عرافتنا ، وقالت بنو راسب :
بل هو من عرافتنا ، ثم قالوا : رضِينا بأولِ من
يطلع علينا ، فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم هَبَنَّقة ،
فلما رأوه قالوا : إنَّا لله ! مَنْ طلع علينا ؟ فلما دنا
قَصُّوا عليه قصتهم ، فقال هبنقة : الحُكْمُ عندي في
ذلك أن يذهب به إلى نهر البَصْرة فَيُلْقَى فيه ، فإن
كان راسبياً رَسَبَ فيه ، وإن كان طفاوياً طَفَا ،
فقال الرجل : لا أريد أن أكون من أحد هذين
الحيين ، ولا حاجة لي بالديوان .
ومن حُمْقه أنه جعل في عُنُقه قِلادة من وَدَعٍ
وعِظامٍ وخَزَفٍ ، وهو ذو لحية طويلة ، فسُئِل
عن ذلك فقال : لأعرف بها نفسي ، ولئلا أضلّ ،
فبات ذات ليلة وأخَذَ أخوه قلادتَه فتقلَّدَها ، فلما
أصبح ورأى القلادة في عنق أخيه قال : يا أخي
أنت أنا فمن أنا ؟.
ومن حُمْقه أنه كان يرعى غنم أهله فيرعى السِّمَان
في العُشْبِ ويُنَحِّي المهازيلَ ، فقيل له : ويحك !
ما تَصْنَعُ ؟ قال : لا أفسد ما أصلحه الله ، ولا
أصلح ما أفسده ، قال الشاعر فيه :

عِشْ بِجَدٍّ ولَنْ يَضُرَّكَ نوْكٌ
إنّما عَيْشُ مَنْ تَرَى بِجُدودِ

عِشْ بِجَدٍّ وَكُنْ هَبَنَّقَةَ القَيْـ
ـسِيِّ نوكاً أو شَيْبَةَ بن الوليدِ

رُبَّ ذِي إربةٍ مُقِلٍّ مِنَ المَا
لِ وذِي عنجهيةٍ مَجْدُودِ


العنجهية : الجهل ، وشيبة بن الوليد : رجل
من رجالات العرب .