عرض مشاركة واحدة
قديم 05-04-2020, 08:49 PM
المشاركة 1244
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
.... أَحْمَقُ مِنْ أَبِي غَبْشَانَ ....

كان من حديثه أن خُزَاعة حَدَث فيها موت شديد
ورُعَاف عَمَّهم بمكة ، فخرجوا منها ونزلوا الظَّهْرَان فرقع
عنهم ذلك ، وكان فيهم رجل يقال له حليل بن حبشية،
وكان صاحبَ البيت ، وكان له بَنُون وبنت يقال لها
حُبَّى ، وهي امرأة قصيّ بن كلاب ، فمات حليل ، وكان
أوصى ابنَتَهُ حُبَّى بالحجابة ، وأشْرَك معها أبا غَبْشَان
الملكاني ، فلما رأى قُصَيُّ بن كلاب أن حليلاً قد مات ،
وبَنُوه غُيَّب ، والمفتاحُ في يد امرأته ، طلب إليها أن
تدفع المفتاح إلى ابنها عبدِ الدار بن قصي ، وحمل بنيه
على ذلك ، فقال : أُطلبوا إلى أمكم حجابة جدكم ، ولم
يزل بها حتى سَلِسَتْ له بذلك ، وقالت : كيف أصنعُ
بأبي غَبْشان وهو وَصِيٌّ معي ؟ فقال قُصَيُّ : أنا أكفيكِ
أمره ، فاتفق أن اجتمع أبو غَبْشَان مع قصي في شَرْب
بالطائف ، فَخَدَعه قصي عن مفاتيح الكعبة بأن أسْكَره
ثم اشترى المفاتيحَ منه بِزِقِّ خمر ، وأشهد عليه ، ودَفَعَ
المفتاتيح إلى ابنه عبد الدار بن قصي ، وطَيَّره إلى مكة ،
فلما أشرف عبدُ الدار على دور مكة رفع عَقِيرته وقال :
معاشرَ قُريش ، هذه مفاتيح بيت أبيكم إسماعيل قد
رَدَّها الله عليكم من غير غَدْر ولا ظلم ، فأفاق أبو
غَبْشَان من سكره أنْدَمَ من الكُسَعي ، فقال الناس :
أحمق من أبي غَبْشَان ، وأنْدَمُ من أبي غَبْشَان ، وأخْسَرُ
صَفْقَةً من أبي غبشان ، فذهبت الكلمات كلها أمثالاً ،
وأكْثَر الشعراء فيه القولَ ، قال بعضهم :


إذا فَخَرَتْ خُزَاعَةُ في قديمٍ
وَجَدْنا فَخْرَها شُرْبَ الخُمُورِ

وبَيعا كَعْبَةَ الرحمنِ حُمْقَاً
بِزِقٍّ ، بِئس مُفْتَخَرُ الفَخُورِ


وقال آخر :

أبو غَبْشَان أَظْلَمُ مِنْ قُصَيٍّ
وأَظْلَمُ مِن بني فِهْرٍ خُزَاعَةْ

فلا تَلْحُوْا قُصَيّاً في شِراه
ولُوموا شَيْخَكَمْ أن كان بَاعَهْ