عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
2

المشاهدات
1464
 
سرالختم ميرغنى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


سرالختم ميرغنى is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
798

+التقييم
0.28

تاريخ التسجيل
Jul 2016

الاقامة

رقم العضوية
14730
04-17-2020, 09:57 PM
المشاركة 1
04-17-2020, 09:57 PM
المشاركة 1
افتراضي نهـــــر الوعــــــى
نفائس الفكــــر الإســــلامى

https://encrypted-tbn3.gstatic.com/i...TJltX_xbPLI5DQ

نهــــــر الوعــْى
كتب د. مصطفى محمود
ما أرانى وجدت نفسى مرة أهفو إلى العودة إلى صبوة ، أو أرغب فى استعادة لذة ، أو أهدهد حنينا إلى أن يكر بى العمر راجعا ليقف عند متعة عزيزة . ذلك ما أرانى قد شعرت به أبدا .
ربما لإحساس شديد الوضوح بأن نهر الوعى يضيق كلما رجعت إلى الوراء مع صبوات العمر . يضيق بلذته كما يضيق بآلامه . وأن الوعى دائما إلى اتساع ، والرؤية إلى اتساع ، والعقل إلى نضج ، والشخصية إلى تكامل كلما تقدم العمر . ولهذا لا أحب أن أعود إلى نقص مهما حمل إلىّ هذا النقص وعودا باللذة . فإنى لا أراها الآن على البعد لذة . بل أراها مرضا وحماقة ، وأرى القيم الظاهرية لتلك البورصة الدنيوية تنتكس فى وجدانى وكأنما تقوم قيامتى الخافضة الرافعة من الآن . فتنقلب المدلولات . فإذا باللذة ألمٌ ، وإذا بالألم لذة .
وتلك صحوة لا أساوم بها على أى متاع . وإذا كان فى العمر لحظات أعتز بها فعلا . فهى لحظات الصحو أمثال تلك اللحظة . حينما تتراءى الحقيقة من خلف سراب الوهم وتلامس الروح السر من وراء لثام الواقع ، فأرى النفوس على ما هى عليه حقا وليس كما تصفها بورصة الواقع بأسعارها الخادعة . وهى دائما لحظات تشملها الرجفة والرهبة والخوف من أن ينكشف جوهرى أنا الآخر فى الختام على ما لا يرضينى . وأن أكون من أصحاب المعادن الدنيا . التى هى حطب النار .
وذلك هو الغيب المخيف فى أمر الخواتيم التى لا يعلمها إلا الله !