الموضوع: الأدب المجري
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-13-2011, 11:26 PM
المشاركة 8
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي






قصائد من الأدب المجري(3):



لمحة عن الأدب المجري المعاصر
بين (الواقعية وما بعد الحداثة):


تؤكد الأديبة المجرية (جوجا كورماندي) أنَّ ما بعد الحداثة المجرية كانت تشمل في الحقيقة مرحلة ما بعد الواقعية. فقد تغير مسار الأدب المجري عن الواقعية إبان العُقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين من حكم (يانوش كادار) بحيث انضوى على مفهوم (واقعية بلا ضفاف)، ورغم أن بعض المثقفين اتهمُوا هذا الأدب بالهامشية إلا أنه كان أدباً مقبولاً. ومن خلال هذا السياق نلمس أن التطلعات نحو أدب جديد اتجهت بصورة نوعية نحو أدب ما بعد الحداثة.



وخلال عقد السبعينيات من القرن العشرين،أكَّدَ هذا الأدب الجديد استقلاليته عن الإيديولوجيا والقواعد الجمالية ولكنه كان يتطلع ليحرز تقدماً وهو ما تبدى حقاً في ظهور الحداثة وما بعد الحداثة على الساحة الأدبية بشكل متزامن، فقد رأت النور في ذلك العهد المؤلفات التي اتسمت بالمزج بين هذه الاتجاهات الأدبية المختلفة، كما في الأعمال الأولى للكاتبين (بيتر استرهازي) و(بيتر ناداس)، وكذلك ظهرت في الفترة نفسها الرواية الأولى لـ (ايمراكارتيس)، ولكن يبدو أن هؤلاء الكتاب سلكوا وبسرعة كبيرة دروباً متباينة من جهة، ومن جهة أخرى تَبيَّنَ أن أدب ما بعد الحداثة كان إطاراً ضيقاً جداً لا يتماشى مع جموحهم وخصوصيتهم، ويتجلى هذا الأمر في عدة مؤلفات ظهرت في تلك الفترة، ففي عام 1986م نشر (بيترا استرهازي) مؤلفه المهم (مدخل إلى الأدب) والذي يُعَدُّ في المجر اليوم كتاباً لا يُسْتَغْنَى عنه. كما صدرت في الوقت نفسه رواية (دفتر المذكرات) لـ (بيتر ناداس)، وشهدت الأوساط الثقافية في حينها ظاهرة غريبة فقد كان القراء يشعرون بأنهم مضطرون لاتِّخاذ موقف مؤيد لكاتب أو معارض لآخر.



ولكن على أي حال، بدا الأدب المجري وقد استعاد استقلاليته الذاتية الكاملة من حيث إنه تخطى العوائق خلال حقبة تاريخية قصيرة، فقد تم إعلاء شأن المزايا الجمالية الموسومة بمسحة دينية، وفي الوقت نفسه برزت جذور هذا الأدب وحوامله من أعلام أدبية سابقة ومهمة فأعيد الاعتبار لها وتمت إعادة قراءتها من وجهة نظر إيجابية، وعلى رأس هؤلاء الكتاب:


- (جيغموند موريس) (1879-1942م): روائي وقاص. يتميز أدبه بالواقعية. استلهم جزءاً كبيراً من أعماله من حياة القرويين وتشكل ثلاثيته (ترانسيلفاني) أهم عمل له.


- (دجوكوستولاني) (1885-1936م): شاعر وقاص وروائي وكاتب مقالات. يتسم أسلوبه بالبساطة. كان على صلة بالمؤلفين (توماس مان) و(مكسيم غوركي).


- (غينزا تشات) (1887-1919م): كاتب وطبيب وناقد موسيقي، تتميز قصصه بمناخ غريب جداً، متأثر بالفرويدية.


- (ميلكوش سانتكوتي) (1908-1988م): روائي وكاتب مقالات. مبدع الأدب المجري الحديث.



أما الشعر المجري المعاصر فقد حقق تطوره وفق قواعد صارمة نوعاً، وذ لك لأن الشعراء البارزين أمثال (شاندرو فورش) و(يانوش بيلينسكي) و(لورنيتس سابو) و(لاسلو دوج) لم يدعوا أيَّ حيِّز للمحاكاة والتقليد. فكان لا بد من استكشاف طرق أخرى، لهذا اختطت أصوات شعرية مثل (دجو تاندروري(جورج بنسري) و(أوتو اوربان) و(جوجا راكوفيسكي) و(شاندرو كانادي) و(اندراش فرانتس كوفاتش) طريقتها ومكانتها الخاصة.


بينما راحت أصوات شعرية منعزلة ووحيدة تجوس باحثة عن أسلافها بين كوكبة من الشعراء الغنائيين مثل الشاعر (اندرا ادي) (1877-1919م). كما برزت نغماتٌ شعرية للشاعرة (جوجا راكوفسكي) كأحد أساسيات الشعر المجري المعاصر، وينض م إليها الصوت الشعري المميز (أوتو أوريان) الذي اتسمت أساليبه الجديدة برونق وطلاوة خاصة، كما يندرج (دجو تاندوري) عميد الشعر المجري ما بعد الحداثي ضمن الصروح المهمة لهذا الشعر.[1]



سنعرض في هذا المقال للشاعرين المجريين:

(يانوش أران)، و(كاروي بوري).





يانوش أران


(1817 ـ 1882م)


(يانوش أران) أحد أبرز الشعراء المجريين في القرن التاسع عشر، ولد عام 1817م في عائلة امتهنت الزراعة، درس في مدينة (دبرتسن) وعمل في الإدارة الحكومية في مدينة مولده (ناجسالونتا) ثم في التدريس.


أصبح سكرتير أكاديمية العلوم المجرية عام 1865م، توفي عام 1882م. من أهم أعماله القصيدة الملحمية الطويلة (ميكلوش تولدي)، ومجلدات من الشعر وتراجم عن اللغات الأجنبية والعديد من الدراسات النظرية المهمة.









- - - - - - -


[1] مجلة الآداب الأجنبية، العدد: 112، خريف 2002م، السنة: 27، اتحاد الكتاب العرب بدمشق. (بتصرف).




هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)