الموضوع: جدران ملساء
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-31-2020, 05:37 PM
المشاركة 3
صفاء الأحمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: جدران ملساء
قصة جميلة جدا تنم عن ثقافة و ذكاء الكاتبة ريم بزال،
نبدأ من العنوان الرائع الذي يفتح للقارئ آفاق التأمل و التفكير و النظر للجدار الأملس كمخلّص لآخر سكان الحي أو ربما قاتلهم.
جاءت بداية القصة نافذة تطل على النور، عشنا مع السطور الأولى التي وصفت مظاهر الحياة في الصباح الباكر نفحة من أمل و ابتسامة سرعان ما تلاشت بعد اقتحام جيوش من الجرذان القصة،
اعتمدت الكاتبة على المزج بين رمزية القوارض السوداء أو المائلة للسواد و الواقع المرير بطريقة ذكية جدا.
فالجرذ يوازي الإنسان، كلاهما يصنعان جيوشا و يشنوا الحروب على بني جلدتهم، علاوة على أن الجرذ كائن طفيلي يثير ذعر الإنسان رغم ضآلة حجمه، على مر التاريخ استطاعت الجرذان الانتشار و التكاثر و التعاضد بطريقة صعب معها القضاء عليها، حيث أنها تتبنى الصورة الأكثر قذارة للقوارض حيث تقوم بسرقة الطعام و إتلاف الممتلكات الخاصة و تأكل جثث الموتى بدت هنا و كأنها عصابات أو جماعات مافيا أرسلت في بادئ الأمر جرذ ليستطلع الوضع العام في المنطقة ، ثم مجموعة جرذان ثم شنّت الهجوم بغير هوادة.
فكان من الطبيعي وقوع سكان الأبنية المجاورة ضحايا نزوح أو موت أو عبودية، بعد احتلال الجرذان لجميع الأبنية.
قال الكاتب البريطاني جوناثان بيتر في كتابه (الجرذ ) : "لو تطور الإنسان نحو الأسوأ لن يصل إلى القرد بل إلى الجرذ."
في نهاية القصة ربما وضعت الجدارن الملساء حد للجرذ الذي يوازي الإنسان، حيث منعته و إن مؤقتا من اقتحام آخر مبنى في الحي، رغم محاولات حثيثة. لكن النتيجة كانت حبس قسري لكل سكان البناية، و حياة مع وقف التنفيذ، مغلفة بالخوف و الترقب وانتظار سكانها نهايتهم الحتمية فالحرب وباء لا يحابي أحد، جاءت القفلة مدهشة حيث البَسَت الجرذ ثوب الوحشية الذي يرتديه الإنسان، و حمله سوط ( للتعذيب ) و تهديده لمسالم خائف يراقب حتفه عبر النافذة.

سعيدة جدا بمطالعة هذه القطعة الأدبية الرائعة ..
شكرا أستاذة ريم.



أدرتُ ظهري للشفق ، وسرت بخطٍ موازٍ للنور ،
و كأنّ المغيب لا يعنيني !!