عرض مشاركة واحدة
قديم 10-09-2020, 11:33 PM
المشاركة 1983
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
.... زَوْجٌ مِنْ عُوْدٍ ، خَيْرٌ مِنْ قُعُودٍ ....

هذا المثل لبعض نساء الأعراب ، قال المبرد :
حدثني علي بن عبد الله عن ابن عائشة قال :
كان ذو الإصبع العَدْوَانِيّ رجلاً غَيُوراً وله بنات
أربع ، وكان لا يزوجهن غَيْرَةً ، فاستمع عليهن يوماً
وقد خَلَوْنَ يتحدثْنَ ، فقالت قائلة منهن : لِتَقُلْ كلُّ
واحدةٍ منا ما في نفسها ، ولنصدق جميعاً ، فقالت
كُبْرَاهُن :

ألَا لَيْتَ زَوْجِي من أُناسٍ ذَوِي غِنىً
حديثُ شَبَابٍ طَيِّبُ النَّشْرِ والذِّكْرِ

لَصُوق بأكْبَادِ النّساء كأنه
خَلِيفَةُ حانٍ لا يقيمُ على هَجْرِ


وقالت الثانية :

ألا ليتَهُ يُعْطي الجمالَ بَدِيهَةً
لهُ جَفْنَةٌ تَشْقَى بِها النِّيْبُ والجُزْرُ

لهُ حكمات الدهر من غير كبْرَةٍ
تَشِينُ ؛ فلا وَانٍ ولا ضَرِعٌ غَمْرُ


فقلن لها : أنت تريدين سيّداً ، وقالت الثالثة :

ألا هَلْ تراها مَرّةً وحليلُهَا
أشَمّ كَنَصْلِ السّيفِ عَيْنِ المُهَنَّدِ

عَلِيمٌ بِأدْوَاءِ النّساءِ ورَهْطُهُ
إذا ما انْتَمَى مِنْ أَهْلِ بَيتي ومَحْتِدِي


فقلن لها :أنت تريدين ابنَ عَمٍّ لك قد عرفنه، وقلن
للصغرى: ما تقولين؟ قالت : لا أقول شيئاً ، فقلن:
لا نَدَعُك وذاك ، إنك قد اطَّلَعتِ على أسرارنا
وتكتمين سرك ، فقالت : زَوْجٌ من عود خير من
قعود ، فَخُطِبْنَ فزوجن جُمَع ، ثم أمهلهن حولا ، ثم
زار الكبرى فقال لها : كيف رأيتِ زَوجَكِ ؟ فقالت :
خير زوج ، يُكْرِمُ أهله ، وينسى فضله ، قال : فما
مالُكُم ؟ قالت : الإبل ، قال : وما هي ؟ قالت :
نأكل لحمانها مزعاً ، ونشرب ألبانها جرعاً ، وتحملنا
وضَعَفَتَنا معاً ، فقال : زوج كريم ، ومال عميم ، ثم
زار الثانية فقال : كيف رأيتِ زَوجَكِ ؟ قالت :
يكرم الحَلِيلة ، ويُقَرِّبُ الوَسِيلة ، قال : فما مالُكُم ؟
قالت : البقر ، قال : وما هي ؟ قالت : تألف الفِناء،
وتملأُ الإناء ، وتُودِك السِّقاء ، ونساء مع نساء ،فقال:
رَضِيتِ فَحَظِيت ، ثم زار الثالثة فقال : كيف رأيتِ
زَوجَكِ ؟ فقالت : لا سَمْح بذر ، ولا بخيل حكر ،
قال : فما مالُكم ؟ قالت : المِعْزَى ، قال : وما هي ؟
قالت : لو كنا نولدها فطما ، ونسلخها أدما ، لم نبغ
بها نَعَما ، فقال : جذو مُغْنية ، ثم زار الرابعة فقال :
كيف رأيتِ زَوجَكِ ؟ قالت : شرّ زوج ، يكرم نفسه،
ويهين عِرْسَه ، قال : فما مالُكُم ؟ قالت : شرّ مال
الضأن ، قال : وما هي ؟ قالت : جُوفٌ لا يَشْبَعْن،
وهِيم لا يَنْقَعْن ، وصُمٌّ لا يَسْمَعْن ، وأَمْرَ مُغْوِيتهن
يَتْبَعْن ، فقال : أشبه أمرؤ بعضَ بره .
قال علي بن عبد الله : قلت لابن عائشة : ما قولها
" وأمْرَ مغويتهن يتبعن "؟ قال : أما تراهُنَّ يمررن
فتسقُطُ الواحدةُ منهن في ماءٍ أو وحَلٍ أو غير ذلك
فيتبعنها عليه ، وقوله " جذو مغنية " جمع جذوة ،
وهي القطعة.

* في أصول هذا الكتاب " أشبه أمره بعض
بره " وانظر المثل 1773 الآتي