عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
2

المشاهدات
4428
 
عبدالله علي باسودان
من آل منابر ثقافية

عبدالله علي باسودان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
296

+التقييم
0.09

تاريخ التسجيل
Sep 2015

الاقامة
في السويد

رقم العضوية
14148
11-20-2015, 10:12 AM
المشاركة 1
11-20-2015, 10:12 AM
المشاركة 1
افتراضي الاستطراد في اللغة - 1
الاستطراد في اللغة - 1 -
لابن حجة الحموي :

هو أن يرى الشاعر أنه في وصف شيء وهو إنما يريد غيره، فإن قطع أو رجع إلى ما كان فيه فذلك استطراد، وإن تمادى فذلك خروج، وأكثر الناس يسمي الجميع استطراداً، كقول السموأل وهو أول من نطق به حيث يقول:
ونحن أناس لا نرى القتل سبة
إذا ما رأته عامر وسلول

يقرب حب الموت آجالنا لنا
وتكرهه آجالهم فتطول

واتبعه الفرزدق وأجاد:
كأن فقاح الأسد حول ابن مسمع
إذا اجتمعوا أفواه بكر بن وائل
وقال مخارق بن شهاب المازني يصف معزى:
ترى ضيفها فيها يبيت بغبطة
وضيف ابن قيس جائع يتحوب
وفد ابن قيس على النعمان بن المنذر فقال: كيف المخارق بن شهاب فيكم؟ فقال: سيد شريف حسبك من رجل يمدح تيسه ويهجو ابن عمه.

ومن جيد الاستطراد قول دعبل بن علي الخزاعي، ويروي لبشار بن برد وهو أصح:
خليلي من كلب أعينا أخاكما
على دهره، إن الكريم معين
ولا تبخلا بخل ابن قزعة؛ إنه
مخافة أن يرجى نداه حزين
إذا جئته في الفرط أغلق بابه
فلم تلقه إلا وأنت كمين
ومن قول عمرو بن معد يكرب الزبيدي:
فأرسلنا ربيئتنا فأوفى
فقال: ألا أولى خمس رتوع
رباعية وقارحها وجحش
وثالثة وهادية زموع
ففسر ما هي، وأنثها لغلبة التأنيث على اسم الدواب

وقال مالك بن خريم، وقيل: حزيم:
فإن يك شاب الرأس منى فأنني
أبيت على نفسي مناقب أربعا
فواحدة أن لا أبيت بغرة
إذا ما سوام الحي حولي تضوعا
وثانية أن لا تفزع جارتي
إذا كان جار القوم فيهم مفزعا
وثالثة أن لا أصمت كلبنا
إذا نزل الأضياف حرصاً لنودعا
ورابعة أن لا أحجل قدرنا
على لحمها حين الشتاء لنشبعاً
" أجحل " أستر، أجعلها في حجلة لتخفى عن الجار رغبة أن نشبع، ولكن أبرزها وكتب أحمد بن يوسف وفي رواية النحاس: عمرو بن مسعدة عن المأمون " أما بعد فقد أمر أمير المؤمنين من الإستكثار من المصابيح في شهر رمضان؛ فإن في ذلك أنساً للسابلة، وضياء للمجتهدين، ونفياً لمكامن الريب، وتنزيهاً لبيوت الله عز وجل عن وحشة الظلم " .
ومن جيد التفسير في بيت واحد قول أبي الطيب:
فتى كالسحاب الجون يخشى ويرتجى .
ويرجى الحيا منه وتخشى الصواعق
فإنه قد أحكمه أشد إحكام، وجاء به أحسن مجيء، حتى أربى على البحتري إذ يقول:
بأروع من طيٍ كأن قميصه
يزر على الشيخين زيد وحاتم
سماحاً وبأساً كالصواعق والحيا
إذا اجتمعا في العارض المتراكم
وقد رد الكلام جميعاً آخره على أوله..
وأصل هذا المعجز قول الله تعالى: " وهو الذي يريكم البرق خوفاً وطمعاً " .
وقال أبو الطيب أيضاً في التفسير المستحسن:
إن كوتبوا أو لقوا أو حوربوا وجدوا
في الخط واللفظ والهيجاء فرسانا
ففسر وقابل كل نوع بما يليق به، من غير تقديم ولا تأخير،

ومن التفسير قول كشاجم محمود بن الحسين:
في فمها مسك، ومشمولة
صرف، ومنظوم من الدر

فالمسك للنكهة والخمر للري
قة واللؤلؤ للثغر

وهذا من مليح ما وقع للمحدثين.
وقال لقمان لابنه: إياك والكسل والضجر، فإنك إذا كسلت لم تؤد حقاً، وإذا ضجرت لم تصبر على حق.