عرض مشاركة واحدة
قديم 05-22-2012, 08:02 PM
المشاركة 650
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
حوار في "الثقافي للبنان الجنوبي" ـ النبطية
حول ديوان "عرف الولاء" للشيخ صادق

المستقبل - الاثنين 10 نيسان 2006 - العدد 2235 - شؤون لبنانية - صفحة
النبطية ـ "المستقبل"
غصّ المجلس الثقافي للبنان الجنوبي، في فرعه، في النبطية، بالمتحاورين حول ديوان "عرف الولاء" للعلامة الشاعر الشيخ عبد الحسين صادق.
وتعاقب على الكلام، كل من الشاعر شوقي بزيع والناقد ميشال جحا والأديب الروائي جواد صيداوي والشاعر مصطفى سبيتي، بدعوة من المجلس الثقافي وبلدية النبطية، في إطار فاعليات النبطية 2006 "مدينة علم وعراقة" وفي حضور أمين عام المجلس حبيب صادق والنائب السابق رفيق شاهين ورئيس بلدية النبطية الدكتور مصطفى بدر الدين وحشد من الوجوه الأكاديمية والثقافية والاجتماعية ومن أبناء مدينة النبطية والجوار.
تقديم من الدكتور علي سلوم الذي أشار الى نشأة الشيخ عبد الحسين صادق وتميزه "بسعة صدره، وحيويته، وقوة حجته، وسطوة برهانه".
ثم تحدث بزيع فقال: "إن تجربة الشيخ في عرف الولاء، تؤكد أن عظمة الشعر لا تتأتى من الأفكار والموضوعات التي يقاربها، بل من التناول الفني لهذه الموضوعات ومن قدرة الشاعر على إضرام النار تحت ما يبدو أقرب الى الرماد الخالص؛ لذلك فإن الشيخ بتصديه لموضوعات دينية تمّ استهلاكها من قَبل عبر مئات الكتابات والقصائد السابقة، يضع نفسه أمام محنة قاسية هي محنة التميز والاختلاف والمغايرة".
وقال: "ثمة من يتحدث عن عبقرية التاريخ وعبقرية الجغرافيا، أو بمعنى آخر عبقرية الزمان والمكان. وليس الشيخ عبد الحسين صادق وآخرون سواه سوى الثمرة الفعلية لتقاطع هاتين العبقريتين، كأن السيف الذي سمّي بذي الفقار هو الذي يشج منذ صفّين وكربلاء هامة الزمن الشيعي ليترعها بالحزن والشجن والتهيؤات، وهو نفسه الذي يشج عند منحدر قلعة الشقيف هامة المكان لتنبجس من ذلك الثلم الجغرافي المبقّع بالبسالة والدم المراق أكثر الشاعريات رهافة وبهاء في فضاء العروبة الشاسع".
وقدم صيداوي "تحية" فيها: "عرفت الشيخ وكنت حدثاً. ومن حسن حظي أنني كنت من أوائل المحظوظين الذين حصلوا على ما نشر من شعر الشيخ في مستهل خمسينيات القرن الماضي بواسطة أبنه المرحوم الشيخ حسن صادق، وبدأنا نطلع على لون من ألوان الشعر الشديد الروعة. لم نستوعب ما كان يقوله لأننا لم نكن نملك الأهلية الشعرية التي ملكها الشاعر شوقي بزيع منذ طفولته، فكان للمرحوم الشيخ محمد قديح دور بارز في توصيل شعر الشيخ عبد الحسين صادق الى جيلنا. صحيح أن هناك غزلاً عرفانياً لكنه غزل بكل معنى الكلمة".
وتحت عنوان "بوصلة الشعر تتجه جنوباً" قال الباحث جحا: "واضح من عناوين الديوان أن القصائد تدور حول فنين من فنون الشعر، هما المديح، لكنه المديح للنبي والأئمة، والرثاء، وهو كذلك رثاء لشهداء كربلاء. والشاعر العلامة الشيخ عبد الحسين صادق، لا يدّعي أنه شاعر مجدد أو أنه أمير الشعراء، هو صادق في ما ينظمه من شعر يدور جله في المعاني الإسلامية، وهو شاعر تقليدي يعبر عن آراء رجل وهب حياته لأمور الدين وتخلى عن أمور الدنيا أو زهد بها..".
ولفت سبيتي الى أن "الشيخ عبد الحسين صادق حلّق بقادمتي قافيته، عابراً مضائق كثيرة في فضائه الشعري، ليس أحرجها: أولاً: النص القرآني الهازئ بالشعراء الهائمين في كل واد، ما ألزم صادق بصياغة القصيدة العرفانية التقية المحاذرة إغضاب ربها، الطامحة الى رضاه. ثانياً: السمعة السيئة التي راكمها الشعر خلال قرون من النظم المادح الهاجي المفاخر، فاختار شاعرنا وقف شعره على من يعتبرهم نخبة زمانهم وكل زمان... ثالثاً: الموقع الاجتماعي المتقدم لرجل الدين، وتمثله نموذجاً يحتذى وقدوة لأتباعه ومقلديه وهذا ما يلزمه حذراً مفرطاً في اختيار مفرداته تجنباً لمبتذلها ولمخالف الآداب والأخلاقيات اللفظية، هذا إضافة الى منهج الشيخ في استبعاد الألفاظ القاموسية والخشنة على المسامع. فاقتصر شعره على الكلم السلس والمنزه تنزيه موضوعاته، ما أضأل باقة العناوين الشعرية وقلص مساحة قاموسه اللغوي وأضاف أعباء شديدة على عاتق القصيدة.