عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-2010, 09:06 PM
المشاركة 5
عبير جلال الدين
كاتبـة مصـرية
  • غير موجود
افتراضي رد: رسالة الغفران & الكوميديا الالهية // مناظرة
رسالة الغفران


عمل أدبي لأبي العلاء المعري، تعتبر من أجمل ما كتب المعري في النثر، وهي رسالة تصف الأحوال في النعيم والسعير والشخصيات هناك،


لا يزال نص "رسالة الغفران" الذي يحتل مكانا بارزا في ابداع الفيلسوف والشاعر العربي الأشهر أبي العلاء المعرى، كما يحتل مكانا بارزا في "أدب الرحلة الى العالم الآخر" في التراث العربي والعالمي، لا يزال هذا النص الملغز والمعجز يحتاج من الدارسين والباحثين المعاصرين الى فطنة خاصة وموهبة بحثية ونقدية حتى تحل شفرة هذا النص ذي الوجوه المتعددة، وحتى يكشف عن معناه ومغراه الحقيقي.

وفي هذا الاطار من الشوق المعرفي والرغبة، في التغلب على التحدي الذي تشكله "رسالة الغفران" للباحثين كي ينفذوا من "تلك الطرافة الفائقة الكثيفة التي تصل الى حد العنف عند ابي العلا.

ونجد اننا مدفوعوين بعنف عند القراءه الى توجيه عده اسئله
«ما الذي كان يعنيه ابو العلاء على وجه الدقة ؟» ماذا كان يقصد برسالة الغفران،

هل هناك مجال لمقارنه رسالة الغفران بأدب الرحلة للعالم الآخر في النصوص السابقة عليها والتي عرفتها الآداب العالمية المختلفة، مع مقارنة خاصة برحلة القديس سان براندان “le voyage de saint Brandan” التي كانت تروى شفافيا في القرن السادس الميلادي،
وترجع أقدم مخطوطة لها إلى القرن الحادي عشر الميلادي.

والقديس براندان راهب ايرلندي نسبت اليه رحلة أدبية خيالية الى «الجنة الأرضية» وهو وان عاش في نهاية القرن السادس الميلادي (ت 583) الا أن روايته لم تنتشر في أوروبا في العصور الوسطى بعد ترجمتها الى اللغات الاوروبية القديمة. وهي رحلة يمر القديس ورفاقه خلالها بسلسلة من المغامرات والعقبات طوال السنوات السبع التي تستغرقها الرحلة حتى يصلوا إلى الجنة الأرضية «التي يقال انها تحمل أوصاف القارة الامريكية..
والنصان: «رسالة الغفران» و«رحلة القديس براندان» ينتميان الى أدب القرنين العاشر والحادي عشر الميلاديين.. حيث كتب أبو العلاء رسالته، ودونت رحلة الراهب الايرلندي.

نبدأ اولا بالقاء الضوء على من هو المعرى

ولد أبو العلاء بمعرة النعمان القريبة من مدينة حلب السورية عام 363هـ وتوفي بها عام 449هـ في أسرة عربية عريقة، كان منها أكثر علماء وقضاة وشعراء المعرة.

وأصيب وهو في الرابعة من عمره بالجدري الذي فقد بصره بسببه. وتلقى العلم - على عادة عصره - على أبيه وعلى أئمة علماء الدين واللغة والأدب، ثم قام برحلة إلى عاصمة الخلافة بغداد التقى فيها بكبار الفقهاء والعلماء والأدباء، لمدة ثمانية عشر شهرا ثم عاد الى بلدته وقد قرر ان يعتزل الحياة والناس، وفرض على نفسه نظاما صارما في المأكل والملبس، مقتصرا في طعامه على ما تنبت الأرض وفي ثيابه وفراشه على الخشن واليسير و«له وقف لا يأخذ منه الا ما يسد به حاجة قوته، ويوزع على الناس كل ماله، فلا يمنع نعمته أحدا».

وفي عزلته الاختيارية انصرف الى التأليف والتعليم لا يأخذ عنهما أجرا، والتف حوله العديد من التلاميذ الذين عوذوا فضله ونبوغه من القضاة والأئمة والخطباء وأهل التبحر والديانات ونستطيع ان نلمس هنا البدايه التى بدأها واختلاطه باصحاب الديانا مما اثر على ثقافته النقليه تأثير بالغ .

وكان يجلس حوله أكثر من مائتي رجل قادمين اليه من مختلف البلدان يسمعون منه ويكتبون عنه، واشتهر أبو العلاء المعرى في الثقافة العربية والعالمية بحياته الغريبة. فقد آثر الغرابة والاختلاف مع الكثير في العالم الذي يحيط به..

فهو زاهد متعبد مؤمن بالله الواحد الأحد، وهو منكر للتدين الشكلي ولنفاق الفقهاء وغلاة الصوفية، مثلما هو رافض للملاحدة، وناقد لاذع للمعتمدين في علوم الدين على النقل والرواية، والمعتمدين على العقل والتأمل الفلسفي معا.

لقد كان يبدو في نظر كثير من معاصريه، مثلما يبدو في نظر كثيرين الآن، واحدا ضد الجميع، يصدق عليه ما قاله عن الانسان عامة: «والذي حارت البرية فيه.. حيوان مستحدث من جماد» لقد رآه البعض مفكرا وأديبا متفردا في زمانه، وكل الأزمنة، وفتن بابداعه كثيرون في عصره وعصرنا، فرأوا فيه أعظم شاعر في تاريخ الثقافة العربية قديما وحديثا، وواحدا من عبقريات الثقافة العالمية، وبالطبع فقد نزل به آخرون الى الحضيض، فهو "لا عقل له ولا دين، وهو متحذلق دعي،

متظاهر بالحكمة" وهو:

كلب عوى بمعرة النعمان
لما خلا عن ربقة الإيمان

أمعرة النعمان ما أنجبت إذ
أخرجت منك معرة العميان!


وقد اتفق القدماء على سعة علمه، ولكنهم تناقضوا في الموقف من عقيدته،
فهو ملحد، زنديق، كافر، عند فريق (ابن كثير -ابن عقيل - العيني - ابن الجوزي)
وهو ناسك، ورع، زاهد عابد (ابن العديم -أبو اليسر المعري - العباسي المكي)
ويعده الامام الغزالي وليا من أوليا، الله الصالحين !

فأبو العلاء:
- يراوح بين الحيرة والشك والضلال.
- وهو مختلف الأحوال يصل أحيانا الى الجنون والعته والحمق.
- وهو تائب ارعوي وحسن اسلامه في آخر عمره.
- وهو مكذوب عليه، تعمل تلامذته على لسانه الأشعار، يضمنونها أقوال الملاحدة قصدا لهلاكه وحسدا لفضله.
- أو: انه كان يقول ذلك مجونا ولعبا، ويقول بلسانه ما ليس في قلبه، وقد كان باطنه مسلما.
- والناس في أبي العلاء مختلفون، فمنهم من يقول: انه كان زنديقا.. ومنهم من يقول: كان زاهدا عابدا، يأخذ نفسا بالرياضة والخشونة والقناعة باليسير، والاعراض عن اعراض الدنيا.
- مارق عن الاسلام السني ينحو نحو التشيع.
- يذهب مذهب الهنود البراهمة، في إثبات الصانع، وإنكار الرسل، وتحريم أكل الحيوانات وإيذائها.
- قد شككه راهب في دينه.
- صاحب زهد فلسفي، يرى رأي الحكماء وأوائل الفلاسفة، في أن ايجاد الولد واخراجه الى هذا العالم جناية عليه لأنه يعرضه للحوادث والآفات.

،،