عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-2010, 09:02 PM
المشاركة 3
عبير جلال الدين
كاتبـة مصـرية
  • غير موجود
افتراضي رد: رسالة الغفران & الكوميديا الالهية // مناظرة
المطهر :


يتجه "دانتى" و "فيرجيليو" بعد الجحيم إلى المطهر نحو أهل اليمين تاركين أهل اليسار فى العذاب المهين
وعندما يصلان إلى المطهر يشعران بالهدوء التام و يبدءان فى إستنشاق هواء نقى و نسيم عليل تحت زرقة سماء صافية
و بينما يتطهّران فى مياه نهر بجوارهما يقترب منهما زورق يتلألأ نوراً و يدير دفّته ملك... ثم تنزل من هذا الزورق أرواح كثيرة تستحم فى ذلك النهر تطهّراً من الذنوب قبل دخول الجنّة
و يتكوّن هذا المطهر من 7 دوائر تختص كل واحدة منها بخطيئة من الخطايا السبع الكبرى التى نصت عليها المسيحية ( ولاحظوا معى الإسقاط والعلاقة بين طبيعة الآثام و طريقة التطهّر منها):
فالمتكبّرون يطوفون بجبل المطهر وهم يحملون أوزار يؤغمهم ثقلها على إحناء رؤوسهم
و الحاسدون إلتصقت أجفانهم فلا يستطيعون رؤية أى شيئ
و سريعى الغضب غمرهم دخان كثيف
و أهل الخمول و الكسل يسيرون دون توقّف
و البخلاء و المسرفين منبطحون أرضاً
و أولى النهم و الشره يتضوّرون جوعاً و حلوقهم جافة من شدّة العطش
وهلم جرّى....
ثم....
من قمّة جبل المطهر يظهر الفردوس الذى تصعد إليه الأرواح بعد تطهّرها من أدرانها
ثم يجتاز "دانتى" و رفيقه سوراً من اللهب ضُرِبَ بين المطهر و الفردوس فيجدان الورود و الأزهار و الرياحين و أجمل الحدائق الغنّاء .... ثم تظهر "بياتريتش" وعلى رأسها تاج من أغصان الزيتون وعلى وجهها حجاب أبيض و يغطّى جسدها رداء من نور عليه معطف بلون الزمرّد الأخضر..... وفى هذه اللحظة تنتهى مهمّة "فيرجيليو" فيختفى تاركاً "دانتى" بين يدى "بياتريتش" لتسير به بين دوائر الجنّة ( ولكن قبل أن يلج "دانتى" باب الفردوس يغطس فى نهر "النسيان" ليصبح جديراً برؤية الله)

وهنا.....


تدخل مرحلة الفردوس


يصعد "دانتى" مع رفيقته إلى 9 أفلاك الواحد بعد الآخر

الفلك الأول هو فلك القمر حيث تقيم فيه أرواح البررة

و الفلك الثانى هو فلك عطارد و تعيش فيه أرواح أهل الجد من المشرّعين و الحّام

و الفلك الثالث هو فلك الزهرة و يضم أرواح أهل الزهد

و الفلك الرابع هو فلك الشمس و فيه أرواح علماء الكنيسة على هيئة تيجان من نور

و الفلك الخامس هو فلك المريّخ الذى تقطنه أرواح الشهداء (و من ضمنهم جد "دانتى" المدعو "كتشاجويدا")

و الفلك السادس هو فلك المشترى و تسكنه أرواح أهل العدل من الملوك


و الفلك السابع هو فلك زحل و تسكنه أرواح المتصوّفين


و الفلك الثامن هو فلك النجوم الثابتة و تبدو فيه عظمة المسيح و جلال قدره وهو جالس بين القدّيسن و الأولياء

ثم يصعد الشاعر الفلورنسى إلى الفلك التاسع فيتمتّع بمشاهدة الوهر الإلهى حيث بهاء الذات العليّة التى طغى سنا نورها على عقله و ذاكرته فجعله عاجزاً عن وصف ما رآه

و بذلك تنتهى رحلة دانتى و تنتهى كوميدياه

،،