عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-2010, 09:00 PM
المشاركة 2
عبير جلال الدين
كاتبـة مصـرية
  • غير موجود
افتراضي رد: رسالة الغفران & الكوميديا الالهية // مناظرة
عرض موجز و ملخّص للكوميديا الإلهيّة :


تنقسم الكوميديا الإلهيّة إلى 3 أجزاء ( الجحيم , الفردوس , و المطهر – و المطهر توازى الأعراف فى رسالة الغفران لأبى العلاء المعرّى التى قام "دانتى" بسرقة الفكرة منها- )

تضم الكوميديا الإلهيّة 100 أنشودة (34 للجحيم , و 33 لكلاّ من المطهر و الفردوس)...... و يقال أن "دانتى" إختار العدد "3" رمزاً للثالوث المقدّس , و الرقم "100" لأنّه يمثّل العدد "10" مضروبا فى نفسه (لأن أهل العلم و المعرفة الغربيين فى القرون الوسطى كانوا يعتبرون الرقم "10" رمزاً للكمال)

أمّا عن سبب التسمية بالــ"كوميديا" فلأنّها تبدأ بما يزعج و تنتهى بما يفرح (على نقيض التراجيديا التى تبدأ بما ترتاح إليه النفس ثم تنتهى بمأساة)

أمّا وصفها بــ"الإلهيّة" فلا يرجع إلى ما أورده "دانتى" من رؤيته للّه فى السماوات العلا فى آخر أنشودة الفردوس , و إنما هى صفة تخلع مجازاً فى اللغة الإيطاليّة على كل ما يبعث على الإعجاب و الروعة لإتقانه و كماله , و بذلك تكون ترجمتها الصحيحة إلى اللغة العربيّة هى "الكوميديا الرائعة " أو "الكوميديا المتقنة" , ولكن نظراً لأن الخطأ الشائع المشهور يحل عادةً محل ما هو صحيح مهجور , فقد تُرِكّت التسمية كما هى فى كل الترجمات ( وليس ذلك قاصراً على الترجمة إلى اللغة العربيّة بل يسرى أيضاّ على الترجمات إلى اللغات الأخرى)

وهذا تلخيص سريع لأجزاء الكوميديا الإلهيّة الثلاثة :

1-الجحيم :

تاه "دانتى" و هو فى سن الخامسة و الثلاثين (بعد نفيه كما ذكرت سابقاً) فى غابة مظلمة , فحاول الخروج منها بتسلّق أحد تلالها المشمسة , ولكن إعترض طريقه فهد و أسد و ذئبة , وبينما هو يقف يرتعد من الخوف لمح شبحاً , فطلب منه النجدة , فإذا هو بالشاعر اللاتينى الشهير "فيرجيليو" الذى هدّأ من روعه و أخبره بأن حبيبة "دانتى" التى حرمه منها الموت و التى كان إسمها "بياتريتشى" ( والتى أشرت إليها فى المداخلة السابقة) هى التى أوفدته إليه لينقذه و ليصحبه إلى الجحيم و المطهر قبل أن تصحبه هى إلى الفردوس

ويصل دانتى إلى الجحيم فيرى مكتوباً على باب الجحيم بحروف داكنة عبارة تقول :

"الطريق إلى حيث القوم المجرمون , فأنا عدالة الخلاّق العظيم , صنعتنى يد القدرة الإلهيّة و الحكمة السامية و الحب الأزلى ... لم يسبق وجودى غير الكائناتالسرمديّة , ولقد كتب لى الخلود ....فيا أيّها الداخلون من بابى إتركوا كل أمل قبل دخولكم"

و يدخل "دانتى" من باب الجحيم بصحبة مرشده (فيرجيليو) , فيجدان نفسهما فى وادِ به اناس يصرخون من لسع النحل و حشرات أخرى (هم أرواح الذين عاشوا على الأرض دون إرتكاب آثام و لكن فى نفس الوقت دون عمل الخير , و كذلك أرواح الجبناء و السلبيين)... ثم يجلس "دانتى" و "فيرجيليو" فى زورق و يبحران به فى نهر من الحمم موصّل إلى طبقات جهنّم السفلى.... و ينام "دانتى" نوماً عميقاً أثناء تلك الرحلة ثم يستسقظ ليقص أهوال الجحيم و يصف "طوبوغرافية" الجحيم على النحو التالى :

عندما نزل غضب الله على إبليس قذف به إلى الأرض فأحدث إبليس بثقل جسمه فجوة هائلة على شكل مخروط رأسه فى جوف الأرض , و ينقسم هذا المخروط إلى 9 طبقات أو دوائر يتناقص حجمها كلّما إقتربنا من رأس المخروط , و يسكن هذه الطبقات أو الدوائر الآثمون

الدائرة الأولى
تسمّى "وادى الزفرات" و تقيم فيها أرواح الأولاد الذين ماتوا تعميد و العلماء و الفلاسفة و الشعراء الذين عاشوا فى عصور الوثنية و لم تدركهم المسيحية و لكنهم عملوا أعمالاً صالحة فى حياتهم الدنيوية , و يتلخص عذاب هؤلاء فى حرمانهم من رؤية الله

الدائرة الثانية
تضم أرواح أهل الهوى الآثمين الذين تعصف بهم زوبعة هوجاء تجعلهم يدورون حول أنفسهم

الدائرة الثالثة
مخصصة لأرواح الطفيليين المتطفّلين و النهمين الشرهين المفرطين فى الأكل , و يتمثل عذابهم فى تساقط البرد و قطع الجليد عليهم , كما يمزّق كلب ضخم جلودهم بمخالبه

الدائرة الرابعة
تقبع فيها أرواح المسرفين و البخلاء على حد السواء , و يدفعون بصدورهم أحجاراً و صخوراً ثقيلة , ثم تدور كل مجموعة منهم فى إتجاه معاكس لإتجاه المجموعة التى تقابلها , ثم يتصادم أهل كل مجموعة ببعضهم بعنف , و يتكرّر ذلك دون هوادة و دون إنقطاع
ثم يصل دانتى و فيرجيليو إلى مستنقع مليئ بالطين ,
وهو الدائرة الخامسة
التى تغوص فيها أرواح مرتكبى الخطايا بدافع ثورات الغضب ( ومن بينهم أعداء دانتى من أهل فلورنسا)

ثم... بعد إجتياز ذلك المستنقع فى زورق يدخل "دانتى" و فيرجيليو إلى مدينة اللهب الكائنة فى
الدائرة السادسة .....و هى مثوى أرواح أهل البدع و الهرطقة (حيث ترقد فى توابيت من نار)

ثم ينزل الزائران بمشقّة إلى الدرك السابع من الجحيم..... وهو ينقسم إلى 3 دوائر.... الأولى مختصّة بالمتهوّرين و اللصوص , و الثانية بالمنتحرين و القتلة و المغتالين , و الثالثة بالعائبين فى الذات الإلهيّة و مرتكبى الشذوذ الجنسى ... وهؤلاء كلّهم تنزل عليهم شواظ من نار دون إنقطاع بينما هم يرقدون على رمال محرقة فى أوضاع مختلفة ( و يجد فى هذه الدائرة معلّمه و مربّيه و أستاذه "برونيتى" و قد شوّهت النار وجهه – غريبه... مش كده؟؟؟ مع إن هذا الرجل هو من قام بصنع "دانتى" و تشكيل فكره بالأساس- )

أمّا الدائرة الثامنة
فتتوسّطها بئر عميقة تحيط بها 10 حفر مستديرة تتصل فيما بينها بجسر من الحجارة... و يضع "دانتى" فى هذه المرتبة أرواح المرائين و هى تُضرَب بالسياط ثم تغمس فى بحيرة من الغائط , كما وضع فيها أرواح الرهبان الذين باعوا صكوك الغفران للناس بالمال و قد دُسَّت رؤوسهم فى جوف الأرض بينما إشتعلت أقدامهم ناراً , و كذلك وضع فى هذا المستوى أرواح المنجّمين و العرّافين وهى تسير القهقرى إلى الخلف و هى محرومة من النظر إلى الأمام (لأنها حاولت خداع الناس بإدّعائها القدرة على كشف حُجُب الغيب...ولاحظوا هنا دلالة العقاب و علاقته بالإثم ) , و كذلك أرواح المرتشين من رجال القضاء وهى تغمس فى القطران المغلى , و أرواح المنافقين و قد غُطَّت بقلانس من رصاص مصهور(لاحظوا دلالة العقاب و علاقته بالإثم) , و قطّاع الطرق الذين تلدغهم الأفاعى فيشتعلون ناراً ثم يتحوّلون رماداً ثم يعودون إلى الحياة و هلمّ جرّى , و المختالين و المغتابين و المتفاخرين و قد تقرّحت جلودهم بعد إصابتها بالبرص و الجرب(لاحظوا دلالة العقاب و علاقته بالإثم) , و معهم أيضاً مزيّفى النقود و المرابين و قد أصيبوا بمرض الإستسقاء (لاحظوا دلالة العقاب و علاقته بالإثم)


و أخيراً.....

يصل الرجلان إلى الدائرة التاسعة...
وهى قاع الجحيم.... و تنقسم بدورها إلى 4 دوائر , و يتعذّب فى كل منها صنف من الخونة... ففيها خائنى الرابطة الزوجيّة , و خائنى أواصر القرابة , و خائنى الميادئ السياسيّة , و خائنى الوطن...... وكل هؤلاء يفترسهم إبليس بأنياب حادّة ( و فى هذه المرتبة أيضاً تجد إبليس و قد غمرته حتى صدره بحيرة من جليد و من دموع دمويّة تنساب من مآقيه بينما هو يمضغ بين فكّيه "يهوذا" الذى خان المسيح و "بروتوس" و "كاسيوس" اللذين خانا يوليوس قيصر الذى كان ولىّ نعمته

،،