عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
14

المشاهدات
5139
 
علي أحمد الحوراني
من آل منابر ثقافية

علي أحمد الحوراني is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
842

+التقييم
0.17

تاريخ التسجيل
May 2010

الاقامة

رقم العضوية
9336
11-21-2010, 06:40 PM
المشاركة 1
11-21-2010, 06:40 PM
المشاركة 1
افتراضي فتّشْتُ في دفترِ الأيّام
فتّشْتُ في دفتر الأيّام ذاكرتي
فما ظفرتُ بغير الحُزْن والشّجنِ

ورحتُ أفتحُ صفحاتٍ مطولةً
علِّيْ أرى بسمةً في غابرِ الزّمنِ

فما رأيتُ سوى وهْمٍ يمزّقني
يجرُّ أذيالَه كِبْراً إلى سكني

يمشي إلى هدفٍ ولهان في ظمأ
فقلتُ :يا ويحَه من سوف يسكنني؟

* * *

أيامُ عمريَ مرَّتْ بي مهشمةً
أنفي ورغمَ الذي عانيتُ من محنِ

تسومُني الخسفَ.. لكن فتَّ من عَضُدي
بعضٌ من النّاس ممن ألحدوا وطني

قد أُشْرِبَ النّاس مثلَ العجل مهزلةً
ضاعتْ حقوقٌ وضاقَ الضَّرع باللّبنِ

ما قلتُها راغباً لكنها كُتِبتْ
آهٍ على دفتري في لحظة الوَهَنِ

أنا المباحُ دماً من غير ما أَلمٍ
أعومُ محترِقاً في مائها الأَسِنِ

أبحرتُ في لُجَجِ التاريخِ منبهراً
وعُدتُ منكسراً من كثرةِ العطنِ

* * *

القدسُ ويحكمو حُلْمٌ يراودني
لا ينجلي أبداً لو عطّلوا سُفُني

أمشي على لهبٍ والنار مضرمةٌ
أغفو على يدها أُرخي لها بدني

لكنّ أحوالنا للحُرِّ محزنةٌ
أجسامنا عفنٌ تمشي على عفَنِ

مُبَدَّدُ الجسم من شِلوٍ الى مِزَقٍ
مشتَّتُ الفكرِ غافٍ دونما وَسَنِ

سهرتُ ليليْ لعلَّ الليلَ يسكنني
وسنَّةُ اللهِ أنَّ اللّيلَ للسّكنِ

سمعتُ صوتاً مع الأرياحِ تخفقه
يقول في حسرةٍ مبحوحةِ الحزَنِ

وكان صوتيْ أنيناً في مفاوزِهِ
حُلْماً يعاودني في غفلة الإحَنِ

نادى :عليٌّ أجبتُ الصبرَ يا وجعي
هذا أنا شاعرٌ أمشي على نَتَنِ

ما عافتِ النفسُ دنيا الناسِ راضيةً
لكنّها كرهتْ تنقادُ للرّسنِ

الله أكبر هذا الصوت يعرفني !
كأنَّما بيننا قربى .. بلا وطن

يصيحُ .. يُسمِع صوتي للدُّنا علناً
ويرسلُ الحزنَ أصداءً على فنن

يردِّدُ الشعرَ محزوناً ومنفعلاً
يقولُ في حسرةٍ : أواه من زمني

أواهُ من زمنٍ صارَ اللئامُ به
مثلَ الأزاهيرِ في مُخْضرَّةِ الدِّمنِ

يرومُ واحدُهم والنفسُ مطيته
شراً ويُكنِزُ سعيَ السوءِ في الوُكُنِ

يَسْتفُّ في قلقٍ .. تُهدى له رُزم
يهيمُ يحسبها من جنةِ العدنِ !!!

تلك التي ظنّها دنيا منعّمةً
يلهو بها لعباً في السرِّ والعلنِ

هذا الزمانُ غريبٌ في تقلُّبه
الجوعُ يأكلُنا .. والفكرُ في وَهَنِ

تمشي مراكبنا في ساحلٍ وسخٍ
الريحُ تعوي به .. في مُنْهَكِ السُفُنِ

لو كنت ممتشقاً سيفاً أجرِّدهُ
لرحتُ أقتل أصل الدّاءِ في بدني

أسعى إلى قدسنا سعياً يليق بها
لأنثرَ الدرَّ أشعاراً على كفني