عرض مشاركة واحدة
قديم 05-24-2012, 03:39 PM
المشاركة 668
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
ياسين رفاعية..
القصة القصيرة من أصعب أنواعالكتابة..كتاباتي الشعرية ذات موضوع واحد وهو الحب.. دمشق حاضرة برجالاتها وحاراتهافيمعظم أعمالي
عزيزة السبيني
الكاتب ياسين رفاعية أديب متميز، يكتب القصة والرواية والشعر، وله ما يزيدعنعشرين كتاباً. ولد في العام 1934 في دمشق، اختار لبنان مبكراً للعملوالإقامة.
أول كتاب نشر له صدر في العام 1960 وكان بعنوان «الحزن في كل مكان» منأعمالهالقصصية «العالم يغرق­العصافير، العصافير تبحث عن وطن» ومن أعمالهالروائية«رأس بيروت­أسرار النرجس» ومجموعاته الشعرية «جراح­رسائل حب وبوح­أنتالحبيبة وأنا العاشق».وله أيضاً «رفاق سبقوا» مذكرات. ‏
حول تجربته الإبداعية المتنوعة، وعلاقته بالمرأة الكاتبة وزوجته الراحلةالشاعرة أمل جراح على وجه الخصوص وأمور أخرى التقيناه وكان لنا معه الحوارالتالي: ‏
ہتنوعت تجربتك الإبداعية بين القصة، الرواية، الشعر، هذا التنوع كانمتمازجاًأم عبر مراحل انتقالية؟ ‏
ہہ بداياتي الأدبية كانت عبر كتابة القصة القصيرة، وحاولت التركيز جيداًكيأتقن كتابتها وحتى لا أكتب ما يشبه الآخرين وكنت حريصاً كل الحرص ألا أكررتجارب الآخرين. وكما تعرفين منذ الخمسينيات الى اليوم مرت القصة القصيرةبأجيالكثيرة، وفي معظم الأحيان كانت القصص متشابهة، تعليلهم ذلك بأن النبع واحد،المجتمع ومشكلاته واحدة، الناس، الأحداث، ولكن تبقى هناك مهمة الكاتبالقصصي فيالتقاط فكرة قد لا يلتقطها غيره. وكنت حريصاً على كتابة قصتي وليس قصةالآخرين،ودعيني أشير بأن كتابة القصة القصيرة في رأيي هي من أصعب أنواع الكتابة.
إذ منالمفروض على الكاتب أن يحشر في صفحتين أوثلاث أحداث عشر سنوات أو أكثر.
وأناأعتبر كتابتي للقصة القصيرة تمريناً لي لكتابة الرواية أي تكثيف العملالروائي،فأنا لا أشجع على كتابة الرواية الطويلة، لاسيما في هذا العصر، لذلكتلاحظين أنمعظم رواياتي لا يتجاوز عدد صفحاتها (200) صفحة، عدا رواية (رأس بيروت) التيفرضت عليها أحداث الحرب الأهلية الضاغطة والمتنوعة في همجيتها، والقاسيةفيإيقاعها فكان لابد لي من جمع أحداث هذه الحرب في رواية واحدة، ولو أردت أنأكتبعلى طريقة الكتاب المصريين مثلاً لكان من المفروض أن تكون عدد صفحاتها(600) صفحة أو أكثر. ‏
ہ ولكن رواية «رأس بيروت» ليست الرواية الوحيدة التي كتبتها عن الحرباللبنانية؟ ‏
ہہ الحرب اللبنانية استمرت سنوات طويلة وعايشتها بكل ظروفها لذلك كانتمادةخصبة لي للكتابة، وأن الكاتب الوحيد الذي كتب عن الحرب اللبنانية الأهليةأربعروايات، وكل واحدة من زاوية مختلفة عن الأخرى وإن كانت تتمم بعضها بعضاًهذهالروايات إضافة إلى رأس بيروت هي «الممر، امرأة غامضة، دماء بالألوان». ‏
ہ ماذا عن تجربتك الرواية الشعرية من جهة وكتابة الشعر من جهة أخرى؟ ‏
ہہ عندما صدرت رواية «امرأة غامضة» في القاهرة فإن معظم النقاد الذينكتبواعنها وجدوا أنها رواية شعرية بامتياز، وهذه اللغة الشعرية اكتسبتها منخلالكتاباتي الشعرية، وهي كتابات ذات موضوع واحد وهو الحب. ‏
وتعرفين أن الحب لا يتألق إلا باللغة الشعرية. ولا بد من أن أشير إلى أنتلكالكتابات لم تكن برغبة مني، وإنما برغبة من الصحافة حيث كانت البداية فيملحقالأنوار حيث كان رئيس التحرير غسان كنفاني وكنت أكتب صفحة تحت عنوان(أناشيدإنسان على حافة الهاوية) وبتوقيع اسم مستعار هو (عابر سبيل) وكانت هذهالقصائدةعبارة عن أناشيد مكتوبة لامرأة لا يمكن القول عنها إلا «المرأة المستحيل» لذلككانت طقوسها إضافة للغة الشعرية طقوس الحزن، والألم، الحاجة الى امرأةليست ككلالنساء. وقد لاقت هذه الصفحة إقبالاً كبيراً من القراء وأثارت جدلاً فيالأوساطالثقافية في تلك الفترة وهذا ما شجعني على تكرار التجربة مرة ثانية فيمجلةالشبكة ومجلة الدستور بالاسم المستعار نفسه. ‏
ہ رغم خروجك مبكراً من دمشق إلا أن الحارة الشامية، والعلاقات الاجتماعيةالتيتميز هذه الحارة حاضرة بقوة في أعمالك وخاصة «أسرار النرجس»، ما سرّ ذلك؟
ہہ تعرفين أن النشأة الأولى تدفع بصماتها على القلب والروح، ودائماًالكاتبيستعيد في كتاباته طفولته ومرتع شبابه، ولذلك قبل رواية «أسرار النرجس» كانهناك رواية «مصرع الماس» التي تناولت فيها مرحلة من طفولتي اكتنزت فيذاكرتيتلك الأحداث المتشابكة التي ملأت الرواية خاصة، بما يتعلق (بقبضاياتالشام) الشاغور والميدان والعمارة والحي الذي ولدت فيه تحديدا (العقيبة)، ولوسألتنيلماذا كتبت عن هؤلاء؟ أقول: سبب ذلك حكواتي مقهى حي (العقيبة) الذي كانتألتصقبجانبه واستمع إليه وهو يروي قصة عنترة والمهلهل والزير، وتلك الأساطيرالرائعة. واندفعت بذاكرتي بطولة هؤلاء النبلاء ووجدت بديلاً عنهم الرجالالذينصرت أعاشرهم وأراهم بأم عيني (أبو عبدو الطويل، أبو علي الماس) وهذاالأخير كان
مشهوراً باسمه الثاني (الماس) هؤلاء الرجال بلباسهم العربي الشعبي الكاملكنتأرى فيهم عنترة والزير. كانوا يومها بنظر السلطة الاستعمارية مجرمين وقطاعطرق.
لكنهم كانوا أبطال روايتي «مصرع ألماس» حيث دمشق حاضرة فألماس الذي كانمجرماًفي نظر السلطة لأنه قتل يهودياً يتجسس على رجالات الثورة. وأبو عبدوالطويل قتلابنته لأنها أقامت علاقة مع ضابط فرنسي وحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات،إلاأن الضابط الفرنسي سعى بنفسه لإخراجه من السجن بعد عامين. اعترف الضابطأمامالوالد بأنه تزوجها وأسلم من أجلها. وهذه الرواية سوف تتحول إلى عمل دراميتلفزيوني ويقوم بالإخراج نجدت أنزور الذي سيسعى إلى ترجمتها الىالإنكليزية قبلعرضها. مصرع الماس تتحدث عن دمشق الأربعينيات. أما أسار النرجس فهي دمشقالستينيات. ‏
ہ كيف تصف لنا علاقتك بالمرأة بشكل عام، المرأة ا لكاتبة، المرأة الحبيبة،الزوجة الراحلة الشاعرة أمل جراح؟ ‏
ہہ بالنسبة لي ككاتب المرأة جزء من كياني، حاضرة في كل لحظة من حياتي،عنصرأساسي في كتاباتي، ويجب الانتباه إلى أمر هام. أن المرأة في كتابتي هيالمرأةالشرقية، المضطهدة، المظلومة التي لا وجود لها إلا أمام زوجها حيث إنهاموصوفةللبيت والأولاد. النساء في كل ما كتبت مظلومات والرجل «قوام عليهن» وممنوععليها الخروج عن سلطته.، وهذا شيء موجود إلى الآن في مجتمعنا حيث المرأةلاكيان لها رغم محاولتها الخروج من القوقعة التي فرضها عليها المجتمع ومنورائهالرجل. وللأسف رغم حضور المرأة في الكثير من مرافق الحياة وخاصة بالنسبةللأعمال الدرامية إلا أنني لم أجد مسلسلاً يعبر حقيقة عن واقع المرأة فيالمجتمع. ‏