الموضوع: في غرفة منى
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-01-2012, 10:21 PM
المشاركة 6
طارق الأحمدي
أديــب وقاص تونسي
  • غير موجود
افتراضي
هل خافت منى على الوليد الجديد من فوضى الحياة فحاولت إنقاذه منها ؟
أتـُراها حاولت أن تجنّبه تركة ثقيلة من التعب وتحميه من الهزات المتواصلة التي أحدثت شرخا في حياتها ؟
أيمكن أن تكون قد حدست أن وقت نزوله غير مناسب ؟
أيعقل أن تكون قد حاولت تجنيبه العيش بين الكتب والبحوث والعلم ؟

وما يفيد السؤال ومنى قد أعادته إلى ظلمات الرحم ..
ومايفيد تعجبنا ومنى تعيش خارج أسوار الزمن وفوضى الزمان , فكيف نلومها وهي لم تؤثث له الزمن المناسب بعد؟
عجبي ..
هل صار الفكر عقبة في طريق السعادة؟
هل صار العلم بابا من أبواب الفقر والمأساة ؟
عجبي ..
هل انقلب كل شيء رأسا على عقب ؟
وهل يجدي السؤال ومنى قد شتتها ألم الحياة حتى نسيت ألم المخاض
وما جدوى السؤال ومنى لم تكد تستفيق من ألم الوحدة والنسيان حتى ذكرتها تلك التي قدمت فجأة ولأول مرة بألمها وحاجتها للمساعدة ..
عجبي ..
صارت غرفة منى هي الصورة المقابلة لحياتها ..
منى التي تفني عمرها في البحث والتمحيص لتستخرج لبّ الكتب لم تجد من يخرجها من فوضى غرفتها وفوضى حياتها ..
منى التي تمضي أغلب وقتها منهكة في سبيل راحة الغير لم تجد وقتا لتشعر بألم المخاض ..
منى التي تسعى لتنظيم أفكار الكتب لم تهتمّ لأفكارها المشتتة بين الرفوف ..
منى حالة خاصة تعيش في عالم لوحتها السريالية ..
إنها نسخة من تعب المثقف الذي وهب حياته للغير ..
إنها الوجه الآخر من حياة المثقف الذي تخفي أضواء الشهرة جانبه المظلم .
المبدعة دوما : ريـــــم
لقد استطاع قلمك أن يرسم لوحة توزعت فيها الألوان لتصب جميعها في اللون الرمادي الذي يسكن غرفة منى ..
لقد دخلت عالم المسكوت عنه في عالم المثقف العربي ..
أبعدت الأضواء الساطعة التي تخفي الكثير من فوضى الحياة..
وبين منى وغرفتها مسيرة طويلة من العطاء والعناء .. رحلة شاقة بين البحث عن المعلومة وبين البحث عن الراحة ..
إنك تبدعين دائما يا ريم ..
وأذكر أني قلتها لك يوما أن قلمك يدخل عالم القص بثبات وعلى أسس صحيحة .. وهاهي ثماره اليوم يانعة .
سلمت وسلم قلمك .
ودمت رائعة دوما .