عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
10

المشاهدات
8179
 
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي


رقية صالح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,577

+التقييم
0.50

تاريخ التسجيل
Mar 2010

الاقامة

رقم العضوية
8808
03-17-2011, 11:14 PM
المشاركة 1
03-17-2011, 11:14 PM
المشاركة 1
افتراضي دراسة عن أزمة الحداثة وعودة ديونيزوس






دراسة عن أزمة الحداثة وعودة ديونيزوس




(محمد مزوز)



أمام دعاوي موت الإنسان، وانتهاء الفلسفة، وتفكيك العقل، والانتصار للاعقل، يلاحظ هابرماس، بنوع من الهدوء أنه "في العشر سنوات الأخيرة، أصبح النقد الراديكالي للعقل موضة". هذه الموضة نفسها طالت حتى هوامش الحداثة، وخاصة في الآداب؛ حيث ساد التأثر بكتابات ديريدا المستندة على البنيوية واللسانيات. وبذلك دخلنا في علاقة وحيدة الجانب مع الحداثة، نستقبل ما هو جديد وفاتن ومغر!



أولاً: من هو ديونيزوس؟

ديونيزوس Dionysos هو إله الخمر والسكارى في الميثولوجيا الإغريقية، وهو من بين أهم الآلهة عند اليونان. كانت ولادته غريبة، كما كانت حياته بائسة. ولد في ظروف معقدة جداً، فهو ابن للإله زيوس Zeus وسيميلي Sémélé (وهذه امرأة وليست إلهة)؛ لذا كانت الولادة من الأب وليس من الأم. أخرج زيوس من أحشائه ديونيزوس الصغير، واحتفظ به في فخده لمدة ثلاثة أشهر لكي تكتمل ولادته بشكل "طبيعي". وقد أثارت ولادة ديونيزوس حقد وغيرة هيرا Hera (زوجة زيوس)، مما اضطر معه زيوس لتحويل ديونيزوس الصغير إلى بنت وسلمه إلى أثاماس Athamas وإينو Ino ليتعهداه بالرعاية والتربية. ولكن الإله الصغير لم يسلم من شر هيرا التي سلطت الجنون على أبويه بالتبني (أثاماس وإينو)، مما دفعه إلى الهجرة بعيداً حيث حوله زيوس إلى جدي –قصد التمويه على هيرا- وهناك تعهدته بعض الحوريات بالرعاية.


عندما وصل ديونيزوس إلى سن الرشد، لاحقته لعنة هيرا فأصيب هو بدوره بالجنون، وتاه في العالم. وكان عندما يدخل إلى بلد ما، يعلِّم الناسَ طرق غرس الكروم وكيفية صنع الخمور.. استمرت رحلة ديونيزوس التراجيدية في التنقل بين مصر وسوريا واليونان ببلاد تراس Thrace، بعد تحرره من الجنون وتعلمه لأسرار الإلهة سيبل Cybèle حيث أراد أن يدخل تعاليمه (زراعة الكروم وصنع الخمور)؛ ولكنه لقي معارضة من طرف الملك ليكورغ Lycurgue حاكم منطقة تراس.


وقد تمكن ليكورغ من سجن الباخانيين Lesbacchantes (أتباع ديونيزوس)، وأجبر ديونيزوس على الفرار واللجوء عند ثيتس Thétis. فيما بعد استطاع ديونيزوس أن يحرر الباخانيين، ويسلط الجنون على ليكورغ؛ وحول ثراس أرضا قاحلة.. هكذا راح ديونيزوس ينشر تعاليمه في كل بلد يمر به، حتى أصبحت بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط تدين بتعاليمه.


بعد ذلك اتجه ديونيزوس إلى الهند في موكب من الباخانيين، والمتعاطفين مع تعاليمه. وأثناء عودته أظهر الكثير من القوة في البلدان التي فتحها، ودانت كثيرة من الشعوب لسلطته، وتدينت بديانته. قبل أن يصعد ديونيزوس إلى الأولمب لكي يستقبل من طرف الآلهة بعد أن استعاد كامل حقوقه، نزل إلى أعماق الجحيم ليخلص أمه سيملي من العذاب ويصعد بها إلى أعالي السماوات.


انتشرت تعاليم ديونيزوس في كل بلاد اليونان، وأصبح اسمه رمزاً للقوة الحيوية التي تسري في حبات العنب وفي جميع النباتات، كما اعتبر في نفس الوقت إلها للحدائق والغابات، وكذا الماء كعنصر سائل ومصدر أولي للحياة. لقد اتخذ اسم ديونيزوس رمزاً للحياة المرحة، والحفلات التي كان يحييها الباخانيون بالأهازيج؛ ونسبة إلى هؤلاء أطلق الرومان على ديونيزوس اسم: باخوس Bacchus. والأهم من هذا أن اليونان اعتبروا ديونيزوس هو الإله الحامي والمحافظ على الفنون الجميلة Lesbeaux-arts، وبالأخص التراجيديا والكوميديا المنحدرين من حفلاته التي كان يحييها الباخانيون.


كانت الأعمال الفنية Les œuvres d'art تعكس صورة لديونيزوس كإله شاب، يضع على رأسه إكليلاً من أغصان الكروم وعناقيد العنب.


ديونيزوس هذا الإله الطريد، ساح في البلدان حاملاً جنونه، ليعلم الناس كيفية الحفاظ على نسغ الحياة La sève de la vie التي ترمز إليها طريقة صنع الخمور. ومنذ بداية تشرده وهو صغير، دخلت آلهة اليونان في حياة مظلمة أو ما يسميه هولدرلين HöIderlin بـ"ليل الآلهة". لأن الآلهة أصبحت كائنات عاقلة ومعقولة لا تقبل بالليالي الساهرة، وترفض نسغ الحياة، وبذلك قضت على الاندفاع الحيوي l’élan vital إذا استعملنا تعبير برغسون.


ديونيزوس الإله الشريد هو النقيض الآخر لكل الآلهة: إنه رمز للجنون واللاعقل، رمز للخمر الذي يغيب كل تفكير عقلاني ومعقلن. لهذا السبب هاجر ديونيزوس من بلاد اليونان – كرهاً ثم طوعاً فيما بعد - ليحارب أنظمة العقل، ويحرر الشعوب المستعبدة من الولاء لقيم لا تخدم الحياة.


ديونيزوس هو إله غر معترف به من طرف آلهة العقل، لأنه رمز للجنون والتهور، رمز لانحلال القيم السائدة (المثالية)، رمز للاندفاع الحيوي.. باختصار إنه رمز للحياة.







هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)