عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
8

المشاهدات
8813
 
علي بن حسن الزهراني
أديب وإعلامي سعودي

اوسمتي


علي بن حسن الزهراني is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,762

+التقييم
0.33

تاريخ التسجيل
Jul 2009

الاقامة
الرياض - السعودية

رقم العضوية
7494
08-21-2010, 05:18 PM
المشاركة 1
08-21-2010, 05:18 PM
المشاركة 1
افتراضي إعلام بلا هوية..شباب بلا هوية (2)
كنت قد تحدثت في هذا المنبر عن بعض إعلامنا العربي الزاني، حيث بات يجسد لنا الرذيلة في أبسط صورها، فلم تعد مشاهدة القبلة شيئا مريبا وغريبا بين "الأبطال"!، وأمام براءة أطفالنا التي تحولت إلى رجولة مبكرة، حتى ونحن نخفي معائب انقيادنا لتلك المشاهد بتغيير القناة مؤقتا، وعلى مضض؛ لأننا في نظر الغرب، ونظر بعضنا أيضا، عرب ارتبطت عروبتنا بالجنس، أو لنقل بالفحولة المفرطة..!
تحدثت عن ذلك ومازال في فمي ماء، ولعلي أتطرق هنا إلى جوانب أخرى ذات صلة بتلك المضامين المتجملة بسمو الهدف والرسالة الإعلامية التي حمل لواؤها مئات من مالكي القنوات الفضائية المبتذلة، ويفتخرون بذلك عبر إعلامهم العقيم المرئي، أو الإعلام المدفوع، وهذه قضية أخرى..
فمن أهم المضامين الإعلامية المشوهة؛ ما يبث من عناوين تدعو إلى عقوق الوالدين، والخيانة الزوجية مع أخت الزوجة أو مع صديقتها، وطريقة ترويج وتهريب المخدرات ووسائل استخدامها، وجرائم القتل والعصبيات القبلية، ومحاربة الحجاب الشرعي والسخرية منه ومن الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر، والطعن في علماء الدين، وليس أخيرا: تشويه صورة الفقراء داخل مجتمعهم، وتصوير فقرهم (الذي لم يختاروه طبعا!) على أنه بؤر للجريمة والفساد وممارسة الرذيلة؛ مما أفضى إلى أزمة ثقة بين الفقير والمقتدر..
كل ذلك يحدث ونحن نتفرج مع بناتنا وأخواتنا وأطفالنا "الرجال"، نتفرج على تلك القنوات التي انفتحت انفتاحا غريبا ومريبا تحت مسمى ومظلة "حرية إعلامية"، هكذا بدون ضوابط أو مراعاة لحرمة بيوتنا، ونستحق ذلك؛ لأننا ارتضينا الحرية بأنفسنا، وحملناها بأيدينا، حتى أصبحنا نردد مع المرددين:"مش حتئدر تغمد عنيك"، حسب إعلان بعض تلك القنوات عن نفسها. وبما أنني ذكرت الإعلان؛ فإنه لم يعد بعيدا عن السذاجة والوقاحة أيضا، عندما يعلن بطريقة همجية في قناة عربية عن مؤثرات ومحفزات جنسية لا تمت للحشمة والاحتشام بصلة، حتى ربما، أقول ربما، ارتبط في ذهن الطفل العربي حل الواجب المدرسي بالواجب المنزلي المقصود في الإعلان، فلدينا أطفال يفهمون أكثر من طفولة آبائنا وأمهاتنا؛ بل وأكثر من طفولتنا نحن قبل ثلاثين عاما، وباتوا يستفسرون كثيرا عن أمور لم تكن تخطر ببالنا نحن الآباء والأمهات، ولديهم دقة ملاحظة تذهل المستَقبل..
وأخيرا..
أجدد دعوتي للقائمين على الإعلام باحترام عقل المشاهد الطفل، وعقل الطفل الذكي؛ وذلك بصناعة إعلام ذكي لغة وفكرا وهدفا، فلسنا في حاجة الرسالة التي وصلتنا مشوهة، ولا الهدف الذي ضل طريق القائمين والعارضة، وهز أبداننا بدلا من أن يهز شباك الخصوم.
والله من وراء القصد.
أبو أسامة


زحمة وجوه وعابرين!