سيدة السحر يا سيداتي ويا سادة

من برج الجوزاء تتقمص أربع شخصيات

وفي كل دور تلعبه تنجح

بالتمثيل والأداء

عندما وصل إلى مسامعها بأن حروفي بدأت

تخرج من تأثير تعويذة السحر

صدمتها الأنباء

أوعزتْ إلى جميع مدراء الجرائد التي

كنتُ أنشر فيها مقالاتي

بعدم النشر

فتشتْ عن كل المنتديات التي أتواجد فيها

ونجحتْ في اختراقها واحداً

تلوى الآخر

مرة تدخل تحت اسم مستعار

وتلبس ثوب سندريلا وتترك خلفها كماً

كبيراً من التساؤلات

ثم تذهب

ومرة تأخذ دور العراب

تبارك حروفي في الصباح وترجمها

قبل أن يهرب ضوء

النهار

ومرة ترتدي ثياب غجرية

تدعي بأنها تقرأ الطالع من الخطوط

تخبرني بأن الطريق إلى أي أنثى مرصود

وحتى محاولة التفكير أمراً

مرفوض

وعندما تفشل في كل المناورات تتقمص دور الشريرة

وتكتشف الباسبورد وتغلق

المنتديات

كثيرة جداً جداً تلك المنتديات التي كتبتُ فيها سابقاً

وتم اختراقها وإغلاقها فجأة

ثم اختفتْ دون

مقدمات

وخسرتُ مع زوالها أجمل ما كتبه قلمي من كلمات

أصبحتْ الآن في ذمة

الذكريات

كلمة حق تقال كارثة مؤكدة تلك الأنثى بكل الأدوار

والشخصيات

عندما تغضب تسأم وتتذمر ثم يتقلص جنونها ويتمدد

البارحة مزقتْ مذكراتي وصوري

ولو رأتني حينها

مزقتني

رمتْ زجاجات عطرها وأحرقتْ جميع مكاتيبي ورسائلي

أمسكتْ قلمها ومن دفتر عناوينها

شطبتني

هذا لا يعني بأنها تركتني أو رضيتْ بالأمر الواقع

ونسيتني

لقد أدخلتني ضمن الدائرة الضيقة من تفكيرها

وتاريخي معها لن يشفع

لا لي ولا حتى

لقلمي

كتبتُ لأجلها ألف قصيدة وأربعة كتب وخمس مجلدات

لكنها لا تشبع أبداً من الكلمات

ولن تشبع

تغزلتُ في جمالها الأسطوري لأكثر من عشرة أعوام

ونسجتُ حول خصرها شالا ًطرزته

في أجمل معاني

الكلام

لكنها لا تقنع ولم أترك وسيلة إلا وأتبعتها في اقناعها

ولم تقنع

تريد في وصفها كلمات لم تسمع بها أبجدية

بين اللغات

رسمتها كثيراً جداً ضمن خيالي المجنون

وفتحتُ من أجل رسوماتها

معرض لوحات

ملامحها زيتية التكوين ولم تنجح في رسمها مطلقاً ألواني المائية

كسرتُ أوزان الشعر وعدّلتُ حركات الإعراب

نصبتُ الفاعل ورفعتُ الحال

ولم ينفع

إنها أنثى فضائية غير مرئية وزئبقية المزاج

تعيش وتتغذى على حروف

الكلمات