عرض مشاركة واحدة
قديم 10-31-2020, 07:39 AM
المشاركة 2505
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
.... أَشْأَمُ مِنْ خَوْتَعَة ....

وهو أحد بني غُفَيلة بن قاسط بن هِنْب بن أَفْصى بن
دُعَمِيِّ بن جَدِيلة .
ومن حديثه أنه دلَّ كُثَيفَ بن عمرو التَّغْلبيّ (وأصحابَه)
على بني الزَّبَّان الذُّهْليّ لِتِرَةٍ* كانت له عند عمرو بن
الزَّبَّان ، وكان سبب ذلك أن مالك بن كومة الشيباني
لقي كُثَيِّفَ بن عمرو في بعض حروبهم ، وكان مالك نحيفاً
قليل اللحم ، وكان كُثَيف ضَخْماً ، فلما أراد مالك أسرَ
كُثَيف اقتحم كثيف عن فرسه لينزل إليه مالك ، فأوْجَرَه
مالك السِّنَانَ ، وقال : لتستأسِرَنَّ أو لأقتلنك ، فاحْتَقَّ
فيه هو وعمرو بن الزَّبَّان ، وكلاهما أدركه ، فقالا : قد
حكمنا كُثَيفاً ، يا كثيف مَنْ أَسَرَكَ ؟ فقال : لولا مالك
ابن كومة كنت في أهلي ، فلطَمَه عمرو بن الزَّبَّان ،
فغضب مالك وقال : تَلْطم أسيري ؟ إن فداءك يا
كثيف مئة بعير ، وقد جعلتُهَا لك بِلَطْمَةِ عمرو وَجْهَكَ ،
وجَزَّ ناصيته وأطلقه ، فلم يزل كُثَيف يطلب عمرواً باللَّطْمَة
حتى دلَّ عليه رجل من غُفَيْلَة يقال له خَوْتَعة ، وقد نَدَّتْ
لهم إبل ، فخرج عمرو وإخوته في طَلَبِها فأدركوها فذَبَحُوا
حُوَاراً فاشْتَوَوْهُ وجلسوا يَتَغَذَّون ، فأتاهم كُثَيف بضِعفِ
عددهم ، وأمرهم إذا جلسوا معهم على الغَدَاء أن يكتنف
كلَّ رجلٍ منهم رجلان ، فمروا بهم مجتازين ، فَدُعُوا
فأجابوهم ، فجلسوا كما ائتمروا ، فلما حَسَر كُثَيف عن وجهه
العمامةَ عرفه عمرو ، فقال : يا كثيف إن في خَدِّي وَفَاء من
خدك وما في بكر بن وائل خد أَكْرَمُ منه ، فلا تشبَّ
الحرب بيننا وبينك ، فقال : كلا بل أقتلك وأقتل إخْوَتَكَ ،
قال : فإن كنت فاعلاً فأطلق هؤلاء الفتية الذين لم يتلبسوا
بالحروب فإن وراءهم طالباً أطْلَبَ مني ، يعني أباهم ،فقتلهم
وجعل رؤوسهم في مِخْلَاةٍ وعلَّقها في عنق ناقة لهم يقال لها
الدُّهَيْم ، فجاءت الناقة والزَّبَّان جالسٌ أمام بيته حتى بركت ،
فقال : يا جارية هذه ناقة عمرو ، وقد أبطأ هو وإخوتُهُ ،
فقامت الجارية فَجَسَّت المخلاة ، فقالت : قد أصاب بَنُوكَ
بَيْضَ نعام ، فجاءت بها إليه ، وأدخلت يدها فأخرجت رأس
عمرو أولَ ما أخرجت ، ثم رؤوسَ إخوته ، فَغَسَلَها وَوَضَعها
على تُرْسٍ وقال : آخِرُ البَزِّ عَلَى القَلُوصِ ، قال أبو الندى :
معناه هذا آخر عهدي بهم ، لا أراهم بعده ، فأرسلها مثلاً ،
وضرب الناس بحمل الدُّهَيْم المثلَ ، فقالوا : أَثْقَلُ من حمل
الدُّهَيْم ، فلما أصبح نادى : يا صَبَاحاه ، فأتاه قومه ، فقال :
والله لأحَوِّلَنَّ بيتي ثم لا أردُّه إلى حاله الأول حتى أدرك
ثأري ، وأطفئ ناري ، فمكث بذلك حيناً لا يدري مَنْ أصاب
ولده ومَنْ دَلَّ عليهم ، حتى خُبِّر بذلك ، فحلف لا يحرِّمُ دم
غُفَلِيٍّ حتى يدلُّوه كما دلُّوا عليه ، فجعل يغزو بني غُفَيلة حتى
أثْخَنَ فيهم ، فبينما هو جالس عند ناره إذ سمع رُغَاء بعير ،
فإذا رجل قد نزل عنه حتى أتاه فقال : من أنت ؟ فقال :
رجل من بني غُفَيلة ، فقال : أنت وقد آن لك ، فأرسلها
مثلاً ، فقال : هذه خمسة وأربعون بيتاً من بني تَغْلب
بالاقطانتين ، يعني موضعاً بناحية الرقة ، فسار إليهم الزَّبَّان
ومعه مالك بن كومة ، قال مالك : فَنَعِسْتُ على فرسي ،
وكان ذريعاً فتقدم بي ، فما شَعَرْتُ إلا وقد كرع في مقراة
القوم ، فجذبته فمشى على عقبيه ، فسمعت جارية تقول :
يا أبت هل تمشي الخيل على أعقابها ؟ فقال لها أبوها : وما
ذاك يا بنية ؟ قالت : رأيت الساعة فرساً كَرَعَ في المقراة ثم
رجع على عقبيه ، فقال لها : ارْقُدِي فإني أبغض الجاريةَ
الكَلُوء العينِ ، فلما أصبحوا أتتهم الخيل دَوَاسَّ ، أي يتبع
بعضُها بعضاً فقتلوهم جميعاً .
قوله " دَوَاسَّ " كذا أورده حمزة في كتابه ، والصواب
" دوائس " يقال : داستهم الخيلُ بِحَوَافرها ، وأتتهم الخيل
دَوَائِسَ ، أي يتبع بعضُها بعضاً ، ووجدت في بعض النسخ
يقال : دَسَّتِ الخيل تَدسُّ دَسًّا إذا تبع بعضها بعضاً ، وأنشد :

خَيْلاً تَدسُّ إليهمُ عجلاً
وَبَنُو رَحَائِلِهَا ذَوُو بَصَرِ


أي ذوو حزم .

* الترة - بوزن عدة وصفة - الثأر ، وأصل
تائها واو .