الموضوع: ذاكرة للضياع
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
5

المشاهدات
2553
 
محمد بوثران
من آل منابر ثقافية

محمد بوثران is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
90

+التقييم
0.02

تاريخ التسجيل
Feb 2013

الاقامة

رقم العضوية
11909
05-02-2013, 12:20 PM
المشاركة 1
05-02-2013, 12:20 PM
المشاركة 1
افتراضي ذاكرة للضياع
- رصيفٌ وشاعرْ
و ألفُ شظيةِ ذِكرَى..
خُطى القادِمينَ تثيرُ ضَجيجًا
تبعثِرُ فِي الجَوِّ سُنبُلتينِ
و تمْضِي..
غدًا.. كنتُ أسِمَعُ صَوتا مَعَ الريحِ
يهمسُ أنّ الشتاءَ سيرْحَلُ هذا المَسَاءَ أخِيرا
و كَانَ الصَدَى صَامِتا.. خَلْفَ تِلكَ السَتائِرْ
وكنتُ الوَحِيدَ الذي لا يَغنِّي،
و يَدْخلُ فِي طقسِ حبٍ جَدِيدٍ
لِيَنَسَى بدَايتهُ
بَعْدَمَا صَارَ صَعبًا عَليهِ التوغُلُ فِيهَا..
و صَارَ خَطِيرا.
هِيَ الآنَ أنتِ !..
تمشطُ شَعري
تعَدِّلُ زِرَّ قمِيصِي
تغيِّرُ دِيكُورَ بَيتِي،
و أَغْضَبُ حِينَ تمَزِّقُ شِعْري..
تقولُ اِبتكِرْ غَيْرَ هَذِي القَصِيدَة
إنّ الضَفائِرَ تُصْبِحُ أطوَلْ،
و هَذا القمِيصُ يَضِيقُ
لِيُصبِحَ أجْملَ حينَ أجِيئُكَ فِيهِ لحَفلةِ رَقصٍِ،
و لَسْتُ أَظنكَ تَخْجَلْ..
هِيَ الآنَ وَهْمٌ !..
أنَا لا أرَاهَا بِأيِّ مَكَانِ
و لا أتَعَثرُ فِي بَعضِ أغرَاضِهَا..
لا أحِسُ بوَقعِ أصَابعِهَا الدَافئاتِ
كأنَّ يَدًا..
رُبمَا لمْ تعُدْ تَسْتطِيعُ التَشكّلَ
حِينَ ترَانِي..
فَتبْقَى مُجَرَّدَ ذِكْرَى.
و أنْتِ الآنَ أنتِ !..
بِكلِ خَطايَاكِ أَنتِ
بكلِ تَطَرُّفِ فِكرِ
و كلِ تعصُّبِ بِنتٍ تدَافِعُ عَن وجنتيهَا..
و ترفُضُ حبًا يَجيءُ مُصَادَفة
لا يُعَمِّرُ أكثرَ مِن بَعْضِ يَومٍ،
ليُصبحَ شيئًا مِنَ الأمْسِ
كَانَ هُنا ثمَ غادَرْ..
غَدا.. يَنتهِي الحُلْمُ
يَبْدَأ آخَرْ..
فَكَيفَ أدَافِعُ عَنِّي
و كانَ مَسَائِي لِغيْرِكِ دَوْما
وكُنتِ.. كمَا لمْ تكونِي هُنالِكَ يَوْما
وَصِية شاعِرْ؟
إذا العُشبُ رَدّدَ كالبَبّغاءِ غِنائِي
و قالَتْ جَمِيعُ النِسَاءِ:
يُحَاولُ خلقَ عُيُونٍ أشدّ سَوَادا
و رَسمَ حُدُودِ عِناقٍ يَدُومُ عُقودا..
فَلا تَسْألِي عَـن عِناقِي الأخِير رَجَاءا
فقدْ كانَ مَحْضَ نِفاقٍ يَدُومُ ثوَانِي قلِيلَهْ
و كانَ ككُل نِهَايَة حبٍّ
مُجَرّدَ ذِكرَى جَمِيلَهْ..