عرض مشاركة واحدة
قديم 11-05-2010, 11:00 PM
المشاركة 4
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
في هذا السياق لي رأي ربما يكون مختلفا
القصة القصيرة جدا أبرز ما فيهاالادهاش و الاختزال و التكثيف في آن واحد لكن في الحقيقة لماذا نحن الذين ترعرع لدينا هذا الفن القصصي ان جاز ان نطلق عليه وصف القص؟
يعود هذا برأيي إلى أننا امة لا تقرأ و إن قرأنا فالذي نحتاجه ان يكثف المعنى لنا بمعنى اننا لا نريد ان نمضي وقتنا في الاستنتاج و الاستنباط و البحث و لذلك لم يترعرع فن الرواية لدينا و انما في الغرب فهم أمم قارئة حقا و الكتاب لا يفارقهم في الحدائق و المنتزهات و مترو الانفاق و اي مكان يتسنى لهم قراءة صفحات فيه و النسب الاحصائية تصب لصالحهم بمراحل كبيرة جدا عما يمكن ان يصل اليه قراءنا
و هذا سبب نمو القصة القصيرة لدينا أكثر من نموه في الغرب لاننا نريد ما ننهيه بوقت قصير
و الان ظهر لدينا هذا الفن القصة القصيرة جدا و التي ربما تحتوي جمالية معينة من حيث ضغط الفكرة في كبسولة و كأنني قدمت وجبة دسمة محتوية كل العناصر الغذائية في انبوبة تشبه مايتغذى به رواد الفضاء لكن هل جرب أحدكم أن يرى الفنيات التي يعد بها طبق ما و طريقة ترتيبه و تزيينه و اسلوب تقديمه ؟ صحيح أنه يحتوي كل العناصر الغذائية المحتواة في تلك الانبوبة لكن قديما قالوا " العين تأكل قبل الفم" هذا مثال بسيط لكن القصة القصيرة جدا تشبهه كيف لي أن أعرف براعة الكاتب اللغوية و مخزونه الثقافي و تجاربه الحياتية ان ضغط لي المعنى في جملة ؟ كيف لي ان أقيم مستواه الأدبي من خلال جملة ؟ و كيف سيبرز لي مهارة بناء الحدث و معالجته و تطور شخصياته و...الخ إن ضغط لي المعنى في كبسولة ؟
الومضة تنفع أن تكون حكمة او ملاحظة صغيرة توضع على حاشية مقطع في كتاب لكنها بالطبع ليست مما يعتد به كعمل ادبي بكيان منفصل و ليست قصا و قد يستطيعها اي انسان عادي مع احترامي للجميع أما ان يصنف من خلالها أديبا و قاصا فهذا فيه غبن كبير للاديب المجتهد الذي ينفق وقته و يعمل ذهنه في سبيل تقديم عمل ادبي متميز
أ . محمد معمري
عذرا للاطالة هنا فهذا رأي أحبت ان اثبته هنا مع العلم انني حاولت كتابة الومضة من باب التجريب فقط
و اختلاف الرأي لا يفسد الود طبعانقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

تحيتي لك